* القاهرة واس:
استقبل الرئيس المصري حسني مبارك بمقر رئاسة الجمهورية أمس صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
حضر المقابلة معالي وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة إبراهيم السعد الإبراهيم.
وتأتي محادثات الرئيس مبارك مع سمو وزير الخارجية في إطار الاتصالات التي تجرى بين مصر والمملكة العربية السعودية من أجل تنسيق المواقف العربية بشأن التطورات الجارية في المنطقة والأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبحث نتائج الاجتماعات التي عقدها وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ومصر والأردن مع الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش في واشنطن ومع أعضاء اللجنة الرباعية التي انعقدت مؤخرا في نيويورك لهذا الغرض.
وتجيء زيارة سمو وزير الخارجية للقاهرة ضمن جولة له في المنطقة شملت كلا من سوريا ولبنان حيث التقى سموه مع الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني اميل لحود لاطلاعهما على نتائج مباحثاته مع الرئيس الأمريكي حول جهود إقرار السلام في الشرق الأوسط.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ردا على سؤال حول ما إذا كان هناك رسالة يحملها إلى الرئيس مبارك من نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ان الرسالة هي التشاور حول نتائج المباحثات التي تمت في واشنطن.
وتعليقا على سؤال حول إصرار الجانب العربي على السلام في الوقت الذي تصر فيه إسرائيل على مواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني بعد قصف مجمع سكني في غزة.. قال سمو الأمير سعود الفيصل إن الموقف العربي تجاه السلام واضح ومعروف والأعمال التي يقوم بها رئيس وزراء إسرائيل أيضا معروفة فإنه ضد السلام وضد الوصول إلى سلام ونحن نعتقد ان أكبر الخاسرين هو الشعب الإسرائيلي وما قام بها يعد أحد الأعمال الشنيعة التي سيسجلها التاريخ ضده فقد تم قصف أبرياء في مساكنهم بأسلحة مدمرة وليس لذلك مبرر أخلاقي ولا إنساني ولا حتى عسكري.
وأضاف سموه في تصريحات له أمس عقب استقبال الرئيس المصري له «أن الكارثة الموجودة في الأراضي المحتلة الفلسطينية حاليا سواء الصحية أو غير ذلك بسبب السياسات الإسرائيلية ستؤدي إلى فظائع أكبر بكثير مما يحدث حاليا». وقال «نحن نقف ليس فقط شاجبين ولكن داعين إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد إسرائيل أمام هذه الجرائم التي ترتكبها في حق الفلسطينيين.
وحول جولته الحالية في عدد من الدول العربية قال سموه إنه قام بزيارة سوريا ولبنان واطلع كبار المسؤولين هناك على نتائج المباحثات التي تمت في الولايات المتحدة وزيارتي إلى القاهرة تهدف إلى التشاور. وأضاف سموه: أن الجديد في موقف الدول العربية هو انها أخذت زمام أمورها بيدها فنحن لا يمكن ان تعتمد على الغير في حل قضايانا فيجب ان تكون قضايانا مرتكزة على ما نقوم به نحن لبلوغ أهداف أمتنا وهذا ما نسير عليه في مصر والسعودية بشكل جاد وشكل يحفظ المصالح العربية العليا ويرتكز على امكانياتنا الذاتية وبطبيعة الحال التعاون الدولي مطلوب ولأجل ذلك كانت لجنة متابعة المبادرة التي أوكلت إليها الاتصالات الدولية وكانت بداية اتصالاتها باللجنة الرباعية ولكن مجهودات العرب ستستمر لبلوغ الأهداف التي اتفقنا عليها في قمة بيروت.
من جانبه أعرب وزير الخارجية المصري أحمد ماهر عن ترحيبه بصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في بلده الآخر مصر وقال «لقد اعتدنا على هذه الزيارات لكي تكون الزعامتان على علم تام بكل ما يجري من اتصالات ولنشارك في التقييم والتحليل ولذلك حضر سمو الأمير سعود الفيصل ليشارك السيد الرئيس في تقييم القيادة السعودية للمباحثات وللاتصالات التي أجراها وزراء خارجية المملكة ومصر والأردن في واشنطن.
وقال ماهر عندما يحذر الرئيس مبارك إسرائيل من مغبة ما تقوم به فإننا نعني أن عليها إما أن تتمشى مع رغبتنا والرغبة العربية الاجماعية في السلام وإما أن تتحمل هذه المسؤولية.
وأكد ماهر أن ما حدث في غزة يعد جريمة بكل أوصاف الجريمة فقد كانوا يقولون إنهم لايستهدفون المدنيين بعملياتهم وهذه العملية من الواضح أنها موجهة إلى مدنيين وموجهة إلى سكان في منازلهم وقتل فيها الأطفال والنساء والرجال مما يعد جريمة بكل مقومات الجريمة وذلك في وقت تبذل فيها الجهود لتهدئة الأمور مما يدل على ان ما تستهدفه إسرائيل من ذلك هو زيادة التوتر والاضطرابات بعكس ما تدعيه وهو انها تبحث عن الهدوء حتى تتحرك. وقال ماهر إن إسرائيل بموقفها هذا تحاول غلق كافة أبواب الأمل والعمل من أجل السلام.
وأعرب عن اعتقاده بأن المجتمع الدولي والولايات المتحدة لا يمكنهما السكوت على هذه التصرفات.
وأشار إلى أنه يطالب الولايات المتحدة بإدانة هذه التصرفات إدانة شديدة وان تتخذ الإجراءات التي يجب ان تتخذها لوقف هذه التصرفات الإسرائيلية.
|