من الصعوبة بمكان على الانسان ان يميز ما يقوله الآخرون من خلال الضجيج المتولد حوله. وفي دراسة طويلة الامد اجراها مركز الضوضاء التابع للاتحاد العام لصعوبات السمع، قالت الدكتورة نانسي نادلر ان الضجيج يعد احد العوامل الرئيسية لفقدان السمع، وذلك نسبة لان كثيرا من الناس بغض النظر عن اعمارهم يفقدون السمع بسببه. وفي مدة امتدت لثمانية عشر عاما 18 عاما قام اتحاد صعوبات السمع بمسح حوالي 000 ،64 الف حالة، حيث اوضحت النتائج ان معدل انتشار الاصابة بفقدان السمع قد ازداد من 15% الى 60% في كل الفئات العمرية خلال هذه المدة. وتقول الدكتورة نادلر ان هذه الاحصاءات تمثل تحديا واضحا للتحسن الصحي العام. كما ان احد التفسيرات يكمن بوضوح في الزيادة العامة لمعدل التلوث البيئي الناتج عن الضوضاء في مجتمعنا.
ان عملية الحياة تتقدم بشكل مزعج وصاخب مع كل عقد من الزمان. فالكل في خطر بسبب الضوضاء الناتجة عن استخدام انظمة الاستريو الشخصية، انظمة الفيديو، المراوح الورقية، خائرات الجيت، الاعداد المتزايدة للطائرات، متحركات الثلوج، العاب الاطفال المزعجة، وحتى الاندية الصحية المليئة بالضوضاء.
وفي مسح آخر اجراه الاتحاد، العام الماضي خلال الاحتفال باليوم العالمي للتوعية عن الضوضاء، اظهرت النتائج ان الضجيج الناتج عن مختلف انواع السيارات كان ازعاجا لعدد 647 شخصا من الحاضرين، حيث كان معظمهم حوالي «4 ،84%» من الامريكان.
وتقول السيدة نادلر ان معدلات الضجيج الذي يتعرض له الاشخاص واسع وكبير وهو يعطي بوضوح قراءة كاملة عن الانتشار الزائد للتلوث البيئي الناتج عن الضوضاء.
وعندما تتداخل الضوضاء مع نوم الشخص، والحديث في الهاتف، والعمل والدراسة فان نوعية الحياة تتأثر بشكل كبير، فالحياة التي تتداخل فيها بصورة كبيرة الى حد ما تكون حياة غير هانئة وغير سعيدة.
وتقول السيدة نادلر ان الاخبار السارة في هذا المسح هي ان 40% من المتأثرين مقارنة بنسبة 5-10% في الدراسات السابقة قالوا انهم اشتكوا للسلطات المسئولة عن مصادر الضوضاء الواصلة اليهم. اما الاخبار غير السعيدة فهي ان نسبة 20% فقط من هؤلاء المتأثرين قالوا ان شكواهم قد تم النظر فيها فعلا.
واشارت السيدة نادلر الى ان فقدان السمع الناتج عن الضوضاء، على الرغم من انه قابل للوقاية، فانه يظل بصورة دائمة مع الشخص.
ويقدر عدد المصابين بفقدان السمع في الولايات المتحدة بحوالي 28 مليون شخص، مما يجعله يحتل المرتبة الاولى بين انواع الاعاقات الاخرى في هذا البلد.
* المدير التنفيذي |