الخسارة في كرة القدم صعبة دائما على متلقيها بل ومؤلمة في أحيان كثيرة، ولكنها تبقى ليست نهاية المطاف وليست نهاية العالم كما يقولون.
وخسارة الهلال لبطولة كأس السوبر الآسيوي هي من الخسائر الصعبة والمؤلمة في نفس الوقت. فالفريق الهلالي كان مهيأً للفوز والكسب مثلما كان الفريق الكوري مهيأً للهزيمة تماما. ولكن حدث العكس. وهنا مكمن الألم والذهول.
وبعيداً عن تقاذف التهم حول مسؤولية الخسارة فإن الجميع مسؤول ابتداء من الرئيس ومروراً بالمدرب وادارة الكرة وانتهاء باللاعبين، فيما تبقى الجماهير هي صاحبة الراية البيضاء التي تستحق الاشارة والثناء وكان اقل تقدير يقدم لها أن يكون كأس السوبر بين أيديها الآن ولكن.
وإذا كانت الخسارة ليست نهاية العالم فإنه من الواجب على الهلاليين الكف عن تبادل الاتهامات والارتقاء فوق ألم الخسارة وحسراتها وتفويت الفرصة على أولئك المتسلقين والشامتين والذين يسعون لرمي مزيد من الحطب في قلب الهزيمة لعلها تزداد اشتعالا في نفوس وقلوب الهلاليين ولا تنطفىء ويتخفى أولئك الحاقدون تحت عباءات النصح والنقد. فتجدهم يوجهون اتهامهم نحو الرئيس تارة ونحو المدرب تارة أخرى، فيما يغرسونها في نحر الجمعان مرة وفي خاصرة الثنيان مرة أخرى، إنهم يريدون احداث فتنة داخل البيت الهلالي، ويريدون محاصرة الهلال بهذه الهزيمة بغية اسقاطه إنهم يريدون ادخال الهلال في دوامة لا يستطيع الخروج منها.
ومن هنا فإني أنبه الهلاليين إلى أهمية اليقظة أمام ما تبثه الذئاب المتخفية في جلود الحملان.
فالثنيان «رمز» هلالي لا يجب أن يمس تاريخه ويمرغ كما يحب كل كاره للهلال، والجمعان «ابن» الهلال الذي يجب ان يعاقبب لا أن تنصب له المشانق، كذلك المدرب اذا كان اخطأ في التبديل مثلا فلا يجب الدخول في متاهة التشكيك فيه وفي قدراته وإمكاناته التدريبية.
الخلاصة.. ان الخسارة الآسيوية يجب أن يحولها الهلاليون الى (نور) يضيء لهم طريق المستقبل من خلال التعرف على الاخطاء ومعالجتها لا أن يجعلوها (عتمة) يتخبطون في ظلامها الدامس فتفقدهم كل مكتسباتهم.
|