Tuesday 23rd July,200210890العددالثلاثاء 13 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لما هو آت لما هو آت
تقويمٌ وقْتُكَ
د. خيرية السقاف

ليس من العبث أن تجلس إلى أوراق التَّقويم وتقلِّبها، ما مضى منها مملوءٌ، وما هو آتٍ مجهولٌ؟ فأنت تقف عند نقطة فاصلة بينهما...، ولسوف تُلحق حاضرك بماضيك، وتوصل قادمك بحاضرك... ومن ثمَّ تجد نفسك لا تخرج عن دائرة هذا الزمن، الذي يرسم لك خطواتك فيه، كلُّ رقمٍ في ورق التَّقويم...
فكيف وأنت تجد المجتهدين الذين جمعوه لك، وما أحصوه، قد زيَّنوه بشيء من الكلام فيه الكثير من الحكمة، والشيء نفسه من العِبْرة، بما لم يخطر لك في بال، ولم يَعْبر لك في خيال؟...
ألا يغريك الشوق لمستقبلك، إلى الحنين ذاته لماضيك؟
ألا يحدث أنْ تكتشف أنَّك تجاهلت حاضرك في التفكير في ماضيك وآتيك؟ حتى إذا وجدت أنَّ ما تسرَّب من بين يديك هو «حاضرك هذا» أسفت عليه، وندمت على التَّفريط فيه؟
وهل حدث أنَّك اكتشفت أنَّك لم تعر ماضيك التفاتة، ولا آتيك انتباهة، وكنت مشغولاً بحاضرك، حتى إذا ما انتهى إلى ماضيك تباهيت به؟
ألا تجعلك أوراق التَّقويم أكثر نظاماً، وأدقَّ انتباها، وأحرصَ حساباً؟
هذا الورق المنظَّم فوق المكتب...
يُغري بالعبور اليومي عليه...
كم طُويَ منه؟ وكم بقيَ...؟؟
لكن كيف طُويَ؟ وكيف سيأتي...
تلك واحدة من معادلة الإحساس أو عدمه، التَّفكير أو عدمه، في أمر زمنك هذا المرصود أمامك بين يدي أوراقٍ ذات حجم واحدٍ، ومضمون متفاوتٍ.. .يتَّفق في أشياء، ويختلف في آخر...
هذا التَّطابق في الحجم هو تناسق الزَّمن الإلهي في إحصاء الساعة، في اليوم، بلحظاتها، ودقائقها، وثوانيها...، ومن ثمَّ اليوم بليله، ونهاره، ومن ثمَّ الأسبوع، فالشهر فالعام.
أمَّا ذلك التَّفاوت...
فهو تفاوتك أنت، عن غيرك في مضمون زمنك...
لذلك فأنت أو زمنك، تقويمٌ آخر، لا يضَّطلع عليه كلُّ من عَبَر بمكتبك، أو ببيتك، أو بمرحلة حياتك...، إنَّه فقط من خلَقك فأحصى عليك أنفاسك، وسجَّل عليك أفعالك، وأقوالك...
وذلك التَّقويم الذي يحسن بك أن تقرأه قبل أن تسجله.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved