* عقلة الصقور - سالم بن حيلان الوهبي:
اضافة الى ما نشرته جريدة الجزيرة يوم امس عن حادث الباص الذي اصطدم بتريلا بضائع قرب عقلة الصقور فإن حالات المصابين مازالت مستقرة وفي تحسن حيث قمنا بزيارة المصابين في مستشفى عقلة الصقور للتعرف على حالاتهم حيث اشار المختصون إلى ان المرضى تقدم لهم العناية الطبية اللازمة كما اننا لاحظنا اهتماما من قبل المسؤولين في المستشفى بهذه الحالات.
بالاضافة الى اننا لاحظنا متابعة شخصية ومستمرة من قبل مدير الشؤون الصحية بالقصيم الدكتور ناصر بن شاذلي الحداد الذي كان على اتصال مباشر مع المستشفى وعلى مدار الساعة. يذكر ان جريدة الجزيرة اتصلت بالدكتور الحداد في وقت الحادث وفي تمام الساعة الثانية ليلا وقد كان يتابع حالات المصابين اولا بأول كما قال انه ولله الحمد فإن جميع حالات المصابين مطمئنة وان الجهود متواصلة ومستمرة في تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهؤلاء المصابين وان الحالات الموجودة في المستشفى الآن تجد عناية ورعاية طبية متقدمة.
ومن جهة اخرى وعند تلقي البلاغ بوقوع الحادث اعلنت حالة الطوارئ في المستشفى تأهبا لمقابلة العدد الفائق من المصابين حيث اعدت التجهيزات لاستقبالهم عند مدخل بوابة الطوارئ وكان الجميع على اهبة الاستعداد قبل وصول الحالة الاولى التي وصلت الى المستشفى في تمام الساعة العاشرة وخمسين دقيقة ثم وصلت الحالات الاخرى الى المستشفى.
كما قام المستشفى بإرسال فرقة طوارئ الى موقع الحادث بصحبة سيارة اسعاف لمباشرة بعض الحالات في الموقع.
وصول أقارب الركاب
في عصر يوم السبت تواصل اقارب «المصابين والمتوفين» من ركاب الباص وذلك للتعرف على حالات اقاربهم حيث كنا بالمستشفى ولاحظنا وصول دفعة من الاقارب الذين بدت عليهم مشاعر الحزن والاسى بفقد اقاربهم وذويهم.
وعند بوابة المستشفى التقينا بعلي طاهر العويش احد اقارب الركاب الذي قال: تلقينا الخبر في فجر يوم السبت ونحن في المدينة ومن ثم توجهنا الى عقلة الصقور للتعرف على حالات اقاربنا وبالفعل وصلنا الى مستشفى عقلة الصقور وتعرفنا على المصابين وكذلك على اسماء المتوفين.
وسألناه عن خدمات المستشفى المقدمة فأفاد: ان الخدمات والرعاية التي بذلت للمصابين كانت متميزة فقد بذل جميع المسؤولين جهودا طيبة تجاه المصابين المنومين في المستشفى بالاضافة الى جهود اخرى قدمت لنا نحن اقارب الركاب حيث انني في يوم امس وعندما وصلت كنت لا اجد سيارة فقام احد الافراد باعطائي سيارته للتنقل بها ما بين المستشفى والمرور.
وفي ختام حديثه قال العويش ان الموت بيد الله وان هذه الحادثة نعتبرها قضاء وقدراً من الله سبحانه وتعالى وفي نهاية حديثه قال اتوجه بالشكر الى كافة المسؤولين في المستشفى على ما بذل تجاهنا من خدمات.
وفاة ثمانية من عائلة واحدة
وعند بوابة المرور شاهدنا اقارب احدى العائلات الذين توفوا جميعا في الباص وقد بدت عليهم علامات الحزن والاسى لفقدان عائلة بأكملها حيث لم يستطع أقارب هذه العائلة تمالك انفسهم بسبب هذه المصيبة التي ذهب ضحيتها ثمانية افراد دفعة واحدة ومن عائلة واحدة ويذكر ان هؤلاء الاقارب قدموا من المدينة المنورة فور تلقيهم خبر الحادث.
ازدواجية الركاب
الباص الذي وقع له الحادث كان يحمل ركاب باص آخر حدث له حادث في الطريق بالاضافة الى ركابه الذين كانوا به حيث يقول احد اقارب المصابين ان الذين كانوا بداخل الباص المحترق لم يكونوا ركاب باص واحد بل كانوا ركاب باصين انطلقا من المدينة المنورة باتجاه المنطقة الشرقية وتحديدا الى مدينة الاحساء الا انه وفي مركز الصويدرة الذي يبعد عن المدينة 50 كلم حدث حادث بسيط للباص من الخلف مما ادى الى تعطله ومن ثم قام ركاب هذا الباص بالركوب في الباص الذي وقعت له هذه الكارثة المؤسفة.
جهود الدفاع المدني
كانت هناك جهود كبيرة للدفاع المدني بعقلة الصقور حيث انتقلت جميع آليات المركز باتجاه الموقع وقاموا بإخماد الحريق الذي شب في الباص والتريلا كما قاموا بإسعاف بعض المصابين واستمر عمل افراد الدفاع المدني حتى صباح يوم السبت والمشاهد انهم قاموا باخراج الجثث المتفحمة بمساعدة الفرق الاخرى في منظر مأساوي لا يستطيع تحمله الا افراد مجهزون لمقابلة هذه الكوارث.
جهود الفرق الأخرى
كانت هناك جهود كبيرة للفرق الاخرى ومن ضمنها المرور حيث كان النقيب عبدالله سليمان التويجري مدير مرور عقلة الصقور الى بعد ظهر يوم السبت في الموقع وكذلك بذلت جهود من قبل افراد المرور ليلة الحادث وكذلك ايضا قدمت جهود كبيرة من قبل الهلال الاحمر في اسعاف المصابين وايضا من قبل افراد امن الطرق بعقلة الصقور بالاضافة الى الفرق الاخرى المشاركة ومنها المجمع القروي وشركة الرخيص المتعهدة بصيانة الطريق.
خروج المصابين من المستشفى
في ظهرأمس الاحد غادرت 20 حالة من المنومين بمستشفى عقلة الصقور الى مدينة الاحساء وذلك بعد ان قدمت لهم الرعاية الطبية اللازمة في المستشفى وبقيت حالة واحدة وهي حالة سائق الحافلة وحالته مطمئنة ومستقرة بينما غادرت تلك الحالات عن طريق احد الباصات التي استأجرها ذوو المصابين لتنقلهم الى الاحساء.
تسلم الجثث
من جهة أخرى توجه معظم أقارب المتوفين إلى المستشفيات التي توجد بها جثث أقاربهم لتسلمها حيث يوجد في ثلاجة مستشفى الرس العام 11 جثة وفي ثلاجة مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة 15 جثة ويذكر أن جميع الجثث متفحمة تماماً من جراء الحريق الذي قضى على الحافلة ومن فيها.
الدكتور الحداد: حالة المصابين المحولين مطمئنة
وفي اتصال اجريناه ظهر يوم السبت بالدكتور ناصر بن شاذلي الحداد مدير الشؤون الصحية بالقصيم بالنيابة للاستفسار عن حالة المصابين المحولين إلى مستشفى الرس ومستشفى الملك فهد التخصصي أكد الدكتور الحداد أن الحالة الصحية لهؤلاء المصابين مطمئنة وأن الجهود متواصلة لتقديم العناية الطبية اللازمة لهم وأنهم في هذه المستشفيات يلاقون عناية طبية فائقة.
الحادث مأساوي
وفي اتصال آخر بمدير مرور عقلة الصقور النقيب عبدالله سليمان التويجري عن أسباب الحادث ذكر أن التحقيقات ما زالت جارية وأن الحادث يعتبر مأساوياً بدرجة كبيرة.
| 
