Al-jazirah

في ختام أمسيات المنطقة الشرقية في ختام أمسيات المنطقة الشرقية
البراق.. والشبرمي.. والحارثي يهدون الحضور أجمل باقات الشعر

* الجبيل - عيسى الخاطر :
في ليلة من ليالي الإبداع والتميز لمع الشعر على سطح ضفاف الخليج العربي وازدانت قاعة الغرفة التجارية الصناعية بالشرقية بعقود المفردات الجميلة التي جعلت الحضور في شوق مستمر لقصائد من شعراء لهم لمسات فنية في قصائدهم واستطاعوا أن يطوعوا المفردة ويصوغوها باتقان.
أقيمت الأمسية السادسة والأخيرة في مهرجان الشرقية «لك ولعائلتك» الذي أشرف عليه المنتدى الشعبي بالشرقية لكل من الشعراء خضير بن نايف البراق والشاعر سعود بن عبدالرحمن الشبرمي والشاعر ناصر بن علي الحارثي وأدار الأمسية الشاعر والإعلامي المعروف عدنان الدخيل الذي تألق في إدارته للأمسية وجعل لها طابعاً مميزاً مما أضفى عليها جمالاً على جمال شعرائها وبدأ مدير الأمسية بالتعريف بالشعراء بأسلوب رائع وبدأت الأمسية بقصيدة في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية مثنياً على جهوده في إبراز المنطقة الشرقية حتى جعلها تحفة جميلة وعروساً على شاطىء الخليج العربي للشاعر خضير البراق منها:

كل يوم عقود وعقود وعقود
عقد من فضة وعقد من ذهب
امتلا جيد الفتاة أم الجعود
الهنوف اللي لها عين وهدب
من ينافسها ومن يقدر يجود
مثل جود يديك يا زاكي النسب

ثم تلاها قصيدة في الباحة لا تقل روعة وجمالاً من قصيدته الأولى منها:

ضم السحاب وصافح الشمس بيديك
واشرب هو الباحة وعانق مطرها
اصعد لشفشوف زمن لك يناديك
لا يرهبك طول الجبال وخطرها
نبي نقيل بين الأشجار هاذيك
اللي على رغدان تنثر صورها
مناظرٍ تبهج نظيرك وتشفيك
متشابكٍ نوارها مع ثمرها

ثم جاء دور لشاعر سعود الشبرمي في قصيدة وطنية ثم تلاها قصيدة في المنتخب السعودي.
ثم يبدأ الشاعر ناصر الحارثي في قصيدة رحب فيها بالحضور ثم قصيدة في القدس منها:

حتى تمخض باظلام الليل عن نور الصباح
اللي مضى خمسين عام وزود حنا في رجاه
حتى ينادي بالجهاد ويبتدي حمل السلاح
متى نسوق جيوشنا للقدس ونلبي نداه

ثم يعود خضير البراق في قصيدة منها:

المها والريم في حفظ ومصونه
ما عليهن من مديرين الدواير
حطهن سلطان في داخل عيونه
ولفهن بسياج عطفه فا السراير
في عيونه ما يشوفن المهونه
يشربن الريح في روسي الزباير
يا عنود الصيد ما انتي بمغبونه
في كنف سلطان هاذيرك ذاير

ثم تلاها بقصيدة أخرى منها:

ذبحك السفر يا قلب هون من الترحال
على وين تاخذك الخطاوي وتاخذني
تعبت اطرد المجهول وأشرب سراب اللال
اضم المدى والبعد للبعد ينبذي
غديت الغريق اللي تهايل عليه الجال
انادي ولا به حي يسمع وينقذني
زماني زمان الصمت والياس والاذلال
يموت الصدى مذبوح قبل اسمعه باذني

ولم يغب طويلاً ليعود الشبرمي بقصيدة منها:

يشتاقك الجرح لا صديت عن ذكره
والا المشاعر على التجريح معتاده
عودتني على جرح احساس تحتكره
وترسم بقلبي حدود الجرح وابعاده

ورد بقصيدة أخرى لا تقل عذوبة عن سابقتها منها باحضر زفافك مثل كل المعازيم

لو كان في ليلة زفافك وفاتي
باحضر نهاية قصة الحب والضيم
واكتب على جرح الهوى ذكرياتي
لو خانني دمعي بليل المراسيم
عزاي حبك ما دروبه عدائي
يمكني أنسى لهفة الأرض للغيم
وأنسى مع موت الأمل أمنياتي

ولم تغادر مسامع الحضور قصائد الحارثي ليعود بقصيدة منها:

يا مرحبا بك مثل ما سلمت وعليك السلام
عد الحروف اللي نطقت بها السلام وقدها
يا مرحبا بك والعيون الخرس داخلها كلام
والكلمة اللي تستحى منها دواماً بدها
قلها ولو هي كالسهم صاحبك ضاري بالسهام
كم صوبت صوبه سهام وكم بصدره صدها
قلها وريحني قبل تصحى بك جروحك نيام
تعبت انومها لعل النوم يحفظ مسدها
أخاف لا صحتيها ترقص لها بنت الغمام
لا من لمع براقها قال الرعد خذ ردها

ثم تلاها الحارثي بقصيدة أخرى منها:

يا طالباً ود المراجل ما تجي لك عالشفوف
ما دمت تطمع للمعالي لا تخاف ولا تهاب
المرجلة يتعب لها الرجال ويمد الكفوف
يحدى الها بيض النوايا مثل ما تحدا الركاب
ميدانها في كل خيالٍ بمضماره يطوف
ما طب في ميدانها من لا شرب مر الشراب
لو كانت ياثوب الرجولة تعتلي كل الكتوف
كان أصبحت في لونك الزاهي سواء كل الرقاب

إلى أن قال:

ترى حياتك مدرسة وأوقاتك البيضاء سيوف
تطعن بها ظهر الدجى لا من تغشاه الضباب
تبي الحقيقة والحقيقة تغني الرجل العروف
عن طرق باب وترك باب وقفل باب وفتح باب
لا صرت لا من جيت ما انته في مقدمة الصفوف
أحسن تغيب وتمنح الشرهات في عذر الغياب

وفي ختام الأمسية قام راعي الأمسية الأستاذ عبدالعزيز التريكي بتوزيع الدروع التذكارية على الشعراء ومدير الأمسية.
الحضور كان جيداً وكل شاعر قدم ما يستحق أن يرقى به إلى مستوى وذوق الحضور الذي قدم لكي يستمتع بقصائد ذات روعة وبها مفردة منتقاة تلامس وجدان المتلقي كما تلقى الشاعر ناصر الحارثي عرضاً لإقامة أمسية بالرياض.