Thursday 18th July,200210885العددالخميس 8 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المعشر: العرب يريدون آليات للتحرك نحو الحل النهائي المعشر: العرب يريدون آليات للتحرك نحو الحل النهائي
محادثات نيويورك تركز على الإصلاح الفلسطيني

بدأت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية على مستوى رفيع حول السلام في الشرق الأوسط يشارك فيها تقريبا كل شركاء العملية السلمية بمن فيهم حلفاء أمريكا من الأوروبيين والعرب الذين يتطلعون إلى إقناع الإدارة الأمريكية بتخفيف موقفها المتشدد تجاه الفلسطينيين والذي ظهر بوضوح في خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش في الرابع والعشرين من يونيو الماضي، وقد شعر القادة العرب بالإحباط والتجاهل من جانب الإدارة الأمريكية بسبب دعوة بوش في هذا الخطاب إلى تشكيل قيادة فلسطينية جديدة كشرط مسبق لأي مفاوضات سياسية إلى جانب قراره بعدم ممارسة أي ضغط على إسرائيل لتخفيف عملياتها العسكرية وحصارها على الأراضي الفلسطينية.
وكان وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية قد اجتمعوا يوم الجمعة الماضية في القاهرة قبل سفر وفد منها يضم وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ومصر والأردن إلى الولايات المتحدة لصياغة موقف عربي موحد وطرحه أمام الإدارة الأمريكية في لقاءات هذا الوفد في واشنطن أو أمام لجنة السلام الرباعية الدولية التي تتكون من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التي اجتمعت أول أمس في نيويورك.
وقد أعرب مسؤولون عرب كبار عن أملهم في إقناع الإدارة الأمريكية بوجود قيود سياسية وواقعية على الأرض تحول دون مواصلة الإصلاحات الفلسطينية في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المسؤولون إن استراتيجيتهم تعتمد على تعظيم دعوة الرئيس بوش لإقامة دولة فلسطينية خلال ثلاث سنوات والتأكيد عليها ودفع الإدارة الأمريكية لتقييم واقعي لما هو مطلوب من الفلسطينيين تحقيقه فعلى سبيل المثالي يحتاج إيجاد قيادة فلسطينية جديدة إلى إجراء انتخابات لكن لا يمكن إجراء هذه الانتخابات وحظر التجول الذي تفرضه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة يحول دون خروج الناس من منازلهم.
ويقول وزير الخارجية الأردني مروان المعشر إن العرب يريدون الحديث عن آليات للتحرك نحو الأمام نحو الحل النهائي وأن العرب يريدون خطة واضحة وجدولاً زمنياً والتزامات محددة من الجانبين.
من ناحيته اعترف مسئول كبير في إدارة الرئيس بوش بوجود قيود فعلا على حرية الحركة بالنسبة للفلسطينيين وأن هذه القيود تعوق الإصلاحات في بعض المجالات لكنه أضاف أن هناك مجالات لا يحتاج الإصلاح فيها إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي مثل إصلاح المؤسسات المالية الفلسطينية.
في الوقت نفسه أكد دبلوماسيون عرب وأوروبيون أن الرئيس بوش وإدارته لم يتحركوا خطوة واحدة للأمام منذ أن ألقى بوش خطابه قبل ثلاثة أسابيع وهو الخطاب الذي لم ير في عملية السلام سوى أشياء مطلوب من الفلسطينيين تنفيذها دون وجود أي شيء مطلوب من الجانب الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن محادثات نيويورك تركز على الإصلاح السياسي والأمني الفلسطيني وتعظيم المساعدات الاقتصادية فإن الدبلوماسيين الأوروبيين يؤكدون أن الاحتلال الإسرائيلي يجعل أي تقدم على الصعيد الاقتصادي صعبا.
ويسعى وزير الخارجية الأمريكي إلى تسويق فكرة أولوية الإصلاح السياسي في السلطة الفلسطينية وتحقيق الأمن الإسرائيلي على أي شيء في الوقت الذي يرى فيه باقي المجتمعون عرباً وأوروبيين ضرورة التقدم على كافة المسارات بشكل متواز.
الأمر الثاني الذي يشهد جدلا غير منته هو مصير الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حيث تطالب كافة الأطراف بضرورة بقائه باعتباره الرئيس المنتخب من جانب الشعب الفلسطيني في حين تنفرد أمريكا بموقفها الداعي إلى إبعاده.
أيضا يدور الجدل بين المجتمعين الذين انقسموا إلى قسمين فقط الأول يضم كل الأطراف وهي الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة ووزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والثاني يضم الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها ويدور الجدل حول مدى ما حققه الفلسطينيون من إصلاحات حيث يرى المعسكر الأول أن الفلسطينيين حققوا الإصلاحات الممكنة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في حين ترى أمريكا أنه مازال هناك المزيدمن الإصلاحات قبل الحديث عن انسحاب إسرائيل.
أما المعسكر العربي فيقول عن موقفه وزير الخارجية الأردني مروان المعشر إن مهمة الوفد العربي وموقفه واضح تماما وهو الاتفاق على الحل النهائي والجدول الزمني للوصول إلى هذا الحل، وأضاف أن الرئيس بوش تحدث عن الهدفين ولكن ليس بطريقة واضحة تماما ونحن نصر عليهما تماما.
ويمكن القول إن جميع الأطراف الموجودة في نيويورك اتفقت كإطار عام على إقامة دولة فلسطينية في خلال ثلاث سنوات واختلفت بعد ذلك اختلافات حادة حول باقي القضايا بدءاً من مصير عرفات وحتى جدوى الاصلاحات ومداها في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

«واشنطن بوست»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved