تعكس اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية في نيويورك واللقاءات التي أجراها عدد من الوزراء العرب مع اللجنة حرصاً شديداً على تحريك الأوضاع في المنطقة نحو مربع التسوية النهائية على الرغم من تباين المناهج والسبل لتحقيق ذلك.
والمهم أن تتواصل هذه اللقاءات إلى حين الوصول إلى توافق في الخطط، هذا على الرغم من أن الموقف في الجانب العربي واضح ومحدد، إذ إنه ينطلق من المبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت الأخيرة. وعلى الرغم من اقتناع الأطراف الدولية الأخرى بالمبادرة باعتبارها أداة مهمة للتسوية، فإن تلك القناعات سرعان ما تتأثر بالطرح الإسرائيلي والنفوذ الكبير للوبي الصهيوني في عواصم القرار بالغرب. وبينما تظهر الحاجة إلى التسوية الشاملة من خلال إعادة الأطراف إلى مائدة المفاوضات فإن التشكيك في أهلية القيادة الفلسطينية من قبل إسرائيل وواشنطن يجعل الأولويات تتراجع لتفرق الجهود الدولية في شأن فلسطين داخلياً يتعلق بالإصلاح السياسي والإداري والأمني.. وقد برز خلال اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية التباين بين مرئيات واشنطن من جانب ومواقف أوروبا وروسيا والأمم المتحدة من جانب آخر بشأن ما ينبغي عمله تجاه القيادة الفلسطينية. ومن المؤكد أن الموقف الحيادي مطلوب من قبل الأطراف الدولية، حيث إن تأييد موقف إسرائيل من تغيير القيادة الفلسطينية سيخل مباشرة بالصورة الحيادية التي يفترض أن تتحلى بها الأطراف الدولية. إن الوقائع على الأرض تحتم أهمية التعجيل بآليات تقود إلى التسوية وتظهر الحاجة الشديدة للضغط على إسرائيل حتى تسحب قواتها من المناطق الفلسطينية لتفسح المجال أمام إنجاز الإصلاحات الفلسطينية ولتهيىء الأجواء لمفاوضات جادة.. وبذات القدر فإن الحاجة ماسة لترك الفلسطينيين يعالجون شؤونهم الداخلية لوحدهم، ودون ضغط دولي قد يخل تماماً بالهدف النهائي المتمثل في العودة إلى مفاوضات السلام.
|