Thursday 18th July,200210885العددالخميس 8 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الطَّيْفُ الطَّائف حول قُطْر الطَّائف6/6 الطَّيْفُ الطَّائف حول قُطْر الطَّائف6/6
الرحلة إلى «أبو راكة» .. حاضرة ديار الشلاوى .. حيث النخيل والأراك، وحكم الشعر، وجمال الأودية والجبال
الملك سعود رحمه الله زار «أبو راكة» .. وشخصيات كبيرة يقضون القيلات عند الجبلات

  حلقات صورها ويكتبها: حمّاد بن حامد السالمي
رحلة جديدة في «حدود الوطن» .. تأخذنا اليوم إلى ديار جديدة من ديار الوطن .. وجهتنا اليوم هي مركز «أبو راكة» .. أو ديار الشلاوي .. القبيلة الحارثية المعروفة من قبائل جنوبي الطائف.
تمت هذه الرحلة في هذه السلسلة من «حدود الوطن»، بدعوة من أهالي «أبو راكة» .. وفي مقدمتهم رئيس المركز عبد الله محمد الدعيلج والشيخ محسن بن حسين الشلوي، والشيخ علي بن محسن الشلوي.
فبعد أن أخذت «الجزيرة» تنشر حلقات استطلاعية عن قرى الطائف وديارها، راح عدد من الأهالي المهتمين بمناطقهم، يطلبون منا زيارة قراهم والكتابة عنها، وهذا أمر بالنسبة لنا فيه تشريف وتكليف، وليس بوسعنا إلا القيام بما هو واجب حيال من شرفونا بثقتهم في صحيفتنا وفيما تكتب وتنشر من استطلاعات وغيرها.
أبو راكة .. الديار الأَرِكَة ..؟!
قبل الرحيل إلى أبي راكة، بحثت في بعض المراجع عن التفسير اللغوي لاسم هذا المركز .. لماذا هو «أبو راكة»؟.
إن «الراكة» على ما يبدو، هو لفظ مخفف من «الأراك». والأراك في اللغة هو شجر من الحمض يستاك به جمعه أرك، ولأن الأودية في هذه الديار، ومنها وادي ضرا وتربة وبوا وغيرها، هي مما ينبت هذا النوع من الشجر، فقد أخذ اسم أبي راكة من اسم هذا الشجر مع التخفيف، فهو في الأصل «ذا الأراك». أو الأرض «ذات الأراك». فجيء ب «أبو» عوضاً عن «ذات». وحذفت الألف ليسهل بعد ذلك التأنيث الى راكة. فحل بطرف وادي ضرا مركز «أبو راكة» .. ونحن نتوجه اليوم إلى ديار مشهورة بشجر الأراك. فهي أرض أركة . ومن أراد أن «يرتاك» ، فليصوب نحوها ..!
قلوب على «طبلون» السيارة..!!
تحركت في الصباح الباكر، ومعي رفيق رحلاتي الأخ جابر الجعيد من محافظة الطائف. سلكنا طريق الجنوب، طريق مفجع يسمونه طريق الموت، والثعبان الأسود، وسبورة الموت ..!
وربما يخترع أهالي جنوبي الطائف غدا أسماء أخرى له من بحر آلامهم وأوجاعهم، فلا يوجد قرية من ألفي قرية جنوبي الطائف، إلا وقد أقامت أكثر من مأتم على أموات منها خطفهم الثعبان ..! أكثر من أربعة آلاف نفس ماتوا في عامين.؟! و37 ألف نفس لفظوا أنفاسهم على هذا الطريق من العام 1412هـ، وحتى العام 1421هـ ..؟! كل هذا ووزارة المواصلات ما زالت تلوم الموتى، وتعتقد أنهم ماتوا لأنهم لم يحسنوا قيادة سياراتهم فوق طريق يرتفع عن مستوى سطح الأرض مترين ونصف..؟!
عندما كنا نحاول عدّ الرسوم والخطوط التي يحدثها المرور بعد كل حادث، كنا في الحقيقة نستشعر الخطر، ثم نوصي بعضنا بالتمهل في القيادة، ونذكر بعضنا أن الذين يطرقون هذا الطريق صباح مساء هم في الحقيقة يطرحون قلوبهم وأرواحهم على «طبلونات» سياراتهم، حتى يتحرروا من الخوف، فلو لم يفعلوا ذلك لما سار منهم أحد على هذا الطريق..!
هذه ليست مبالغة ولكنها حقيقة، لأني شاهدت بنفسي أكثر من حادث، وشهدت بنفسي أكثر من مأتم .. آلاف المآتم التي لم يُعزّي أصحابها من قبل وزارة المواصلات، ولم يسمعوا كلمة تترحم على موتاهم!.
المدن الجديدة ..
منذ خرجنا من الطائف حتى دخلنا مركز أبي راكة، ونحن في عمران، إنها مدن جديدة قامت على جانبي طريق الجنوب «سيئ السمعة».
هذه لِيَّة، وهذه سمنان وسمينين، وهذه السر، ومن هنا السديرة يساراً، وهذه شقصان، وهذه قيا على بعد 60 كيلا من الطائف، ثم ها هي غزايل والجبوب.
إن هذه القرى التي أصبحت في عداد المدن هي المقياس الذي نعرف من خلاله خطورة طريق «ضيق متلو مرتفع عن مستوى الأرض» .. ونتفهم حوادثه المريعة، ونبني عليه الرأي بوجوب المسارعة إلى تنفيذ طريق مزدوج سريع بين الطائف وشموخ.
في أبي راكة ..
في سيرنا على طريق الجنوب، دخلنا بعد شقصان التي هي ديار الجعده، في قيا من ديار بني الحارث، ثم مررنا بغزايل التي يفرق بينهما طريق سياحي الى صيادة في بني مالك، ومنها انتقلنا الى وادي قصد، ثم الجبوب ثم وادي ضرا، ومن ضرا استلمنا مفرق تربة الذي يخترق أبي راكة، وعلى هذا الطريق، نجد مركز أبي راكة، على بعد حوالي 100 كيل من الطائف.
وفي المركز اجتمعت برئيسه الأستاذ عبد الله بن محمد الدعيلج، وبالشيخ محسن بن حسين الشلوي والملازم عبد الله بن فوزان الجعيد رئيس مخفر الشرطة، ثم التقيت فيما بعد باثنين من مشايخ الجبلات هما علي بن محسن الشلوي وسعيد بن عايض العواجي، ودارت بيننا أحاديث كثيرة تناولت الطبيعة الجغرافية لأبي راكة، وقراها وجبالها وأوديتها وخدماتها وهموم الناس وقضاياهم هنا.
بئر الراكة
كنت أبحث في البداية عن اسم المركز من أين جاء ..؟
قال رئيس المركز: على اسم شجر «الراك» فهو هذا الوادي بكثرة. ولوجود بئر قديمة في نفس الوادي بجوارها شجر «راك» كثير. حتى سمي الوادي كذلك وادي راك.
ويبدو أن تحريف الاسم من «أراك» الى «راك» قديم، حتى نسي الأول وحفظ الثاني.
قرى وسكان ومدارس
فتح مركز أبي راكة عام 1386ه وهو يخدم قرى كثيرة لبني الحارث الشلاوى تفترش كثيرا من الأودية بين قيا من الغرب وزهران وغامد من الشرق، وبين بني مالك من الجنوب والبقوح من الشمال، ومن أشهر هذه القرى «ناهية أبو رميث الخيالة أرنجان الخمرة الجبلات شوقب نشران معشوراء الحرث السليم الأعلى والأسفل ماردة المسماة قصد جليل أم موسى نواح الضحيا الرشاة العشيرية ظهي رويعات زريق عمق أهرة آل فرحان أم الذوينيات الدليعسية وقرضة المقرح وغيرها.
ويقول رئيس المركز بأن عدد سكان أبي راكة يبلغ «15» ألف نسمة تقريبا، يعملون بالزراعة والرعي والوظائف الحكومية والتجارة، وبها عشر مدارس بنين وبنات تعليم عام يدرس بها حوالي «1500» طالب وطالبة.
وفي أبي راكة مرافق عامة هي: مخفر شرطة ومركز صحي ومكتب قائم بأعمال بريد.
جبالها وأوديتها
تشتهر بلاد الشلاوى كافة بالجبال التي تشبه الحرات، وبالأودية الكبيرة التي تكتظ فيها أشجار السدر والطلح والسلم والسمر والبشام، وكذلك الأراك الذي يؤخذ منه السواك المعروف.
ومن أشهر وأكبر جبالها: عِنّ، والقُنَّة، وألاعس، وتفقا، وساق.
ومن أعلى وادي تربة مما يلي تربة، زهران، هناك جبال الجبلات، تطل على قرية العمور من الشلاوى، وهي ذات لون أحمر، كثيفة الأشجار، وفيها بطحاء «بحصة» صحراء نظيفة يفضلونها على المفروشات في المساجد والأحوشة وغيرها، وتحيط بها أودية: لاكة والمحرضة وجليل والحاوي، وكذلك سلسلة جبال «القارية». هي من ضمن الدشمية ومن نباتات هذه الجبال: النفل والضرم والشذاب والحبق والسنوت.
أما الأودية فإنها بطون فحول من أشهرها وادي ضراء الذي يشقه طريق الجنوب، وتصب في أودية فرعية منها: غرمة والقاحة ولثيل وقصد وجليل وناهية، وهو بدوره يصب في وادي تربة.
ثم وادي بوا الذي هو من أشهر وأطول الأودية في المملكة، مياهه عذبة وعليه مزارع نخيل وفواكه وأشجار كثيفة، وتصب فيه أودية فرعية منها: الهواء وريك الأعلى والأسفل والسليم والفحيم وملحة ومعشوراء والحرث وآل فرحان وسليم السد والأمرة وسليم المحص وقرضة وصنهي وغرفطان، ومسايل بوا تأتي من النواشغ والسفوح البعيدة في السراة في بني مالك، ويصب في وادي تربة.
ومن الأودية الكبيرة في ديار الشلاوى، وادي شوقب الذي يأخذ مياهه من مرتفعات وأودية في بني مالك، ويقطع طريق الجنوب ثم يصب في تربة.ومن روافده وادي نشران، ووادي علة، ووادي المسلم ووادي بقبة.
ثم وادي آخر فحل هو وادي تربة الذي يأخذ مياهه من بلاد زهران وغاق، ثم يشق طريق الجنوب وبلاد الشلاوى في طريقه الى تربة، فا فالغريف فالخرمة، ثم يسيح في عرق سبيع شمالاً شرقاً، وروافد هذا الوادي العظيم من جهة أبي راكة كثيرة ومنها هذه الأودية: ضراء بواء شوقب نواخ أثلة الرون ماردة الطويلة ظهية ماردة البيتراء السلم الجروة الضباط اللصيب المشقرات السديد الآجر الأوجير عماقة قرنات ظلايم عردة.
أما الأودية والروافد التي تصب في وادي تربة من جهة زهران وغامد رفاعة وغامد الزهران فهي: بيدة السليم وفحلة استن البردي ثولة عشرة طيب الاسم نخال طمث أم كلا المحازم.
  شخصيات في أبي راكة ومنها
إن «أبو راكة» بأوديتها الجميلة، وطبيعتها الجذابة، كانت وما زالت محط اهتمام عدد كبير من الشخصيات في بلادنا، فقد زارها جلالة الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله عام 1377ه . والأمير سعود بن عبد المحسن عام 1408ه والأمير عبد العزيز بن معمر رحمه الله . وزارها معالي محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر، وكذلك زارها من قبل الأمير سعود السديري أمير منطقة الباحة سابقا. ويزورها بشكل دائم الأمير محمد بن سعود أمير الباحة ووكيله الأمير فيصل بن محمد بن سعود والأمير فهد بن فيصل بن محمد، والأمير مشعل بن محمد بن سعود.ومن أبناء أبي راكة شخصيات عامة من المشاهير كثر لا يتسع المجال لذكرهم كلهم، منهم اللواء حمد بن مرزوق الشلوي مهندس في معهد الدفاع الجوي بجدة، والعميد سفر بن فنيدان الشلوي في الحرس الوطني بالرياض وعيد بن عواض الشلوي عميد في القوات المسلحة.
ومن شعرائهم المشاهير: مقبول بن هريس الشلوي رحمه الله ومصلح بن عياد الشلوي، وحسن بن مبارك الشلوي.
البن باح .. والنجر مادن ..!!
إن الحديث يطول ويتشعب هنا في أبي راكة، ولو أردت إيراد سوالف الرجال وأدبياتهم لاحتجت الى عشرات الصفحات من هذه الجريدة، ولكني أكتفي هنا ببعض من كل لعله يكفي ويعكس ما أود إيصاله للقارئ بشكل عام.
من أشهر شعراء الشلاوى، الشاعر مقبول بن هريس رحمه الله كان شيخاً فيهم سابقا، ومن طرائف شعره أنه مر بأزمة دامت ثلاثة أيام بسبب القهوة ..! وهو يلخص هذه المشكلة في هذه الأبيات المحفوظة عنه:


يا بو سعد .. سج المطايا يسيرن
الى غدا شي على الله بداله
هذي ثلاث وجاب .. والنجر مادن
والبن باح ولا بقي إلا دلاله
ولا بد عسرات الليالي يريض
ويرجع ردي المخال تالي لياله
كم واحد زوله كبير وله فن
يجيك في المجلس كبير خياله
عوص النضا من يم بيته يصدن
احتدها جدراً نزل في حياله
ويزمي كما يزمي على السايله عِنّ
لين إن والي العرش يضفي جلاله
بالصبر على ذبح الغنم واحمس البن
ولاني بناشا نشوته بالغلاله

حلف المهور ..!
عندما اطلعت على نصها قلت: هذا هو مجتمعنا العربي الأصيل المسلم، يملك الحس والقدرة على اتخاذ القرار، إنها وثيقة من صفحتين تحدد المهور وتفتح السبل أمام الشباب والشابات الى مستقبل باهر مستقر ليس فيه ديون ولا منغصات ...
إنه حلف جديد .. ولكنه حلف مهور جرى التهادن عليه من قبل أعضاء قبيلة العمور في الشلاوى. يحدد مهر البكر ب «000 ،35» ريال. ومهر الثيب «000 ،20» ريال. ويجعل الذهب والملابس وكسوة الأم في المهر، ويبيح الرؤية قبل الزواج ويمنع الدقاقات ومكبرات الصوت، والرمي بالذخيرة والنصة، ويحصر الحفل في غداء وعشاء يوم العرس.
وحلف المهور هذا بين العمور، وثيقة عاقلة ينبغي الأخذ بها لمن أراد أن يمتثل لقول الرب جل وعلا «وتعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعانوا على الإثم والعدوان»»»»».
هيا يا شباب ويا شابات العمور، تزوجوا .. انتهزوا هذه الفرصة وهذه الوثيقة الموقعة من تسعة من خوامس القبيلة يوم 6/4/1422هـ .
هموم من أبي راكة ..
تحدثت مع رئيس مركز أبي راكة ومع أعيانها .. وفتحوا قلوبهم ليكشفوا بعض همومهم من خلال هذا الاستطلاع، وهم يلحون في إيصالها الى المسؤولين.
1 طريق الجنوب .. وما أدراك ما طريق الجنوب . كل بيت له ثأر عند هذا الطريق، وكاد بعضهم يقول: وعند وزارة المواصلات.!
2 فتح مركز إداري في الجبلات التي تبعد عن أبي راكة «50» كيلا.
3 بناء جسر على وادي بوا من شماليه. حيث يسبب ضرراً كبيراً إذا سال على المزارع والطرق، ويوقف الحركة بين جانبيه.
4 إعادة فتح محكمة أبي راكة.
5 فتح مكاتب خدمة للضمان الاجتماعي والزراعة والبلدية ومكافحة المخدرات والأمر بالمعروف .
6 دعم مخفر الشرطة، وإيجاد دفاع مدني وهلال أحمر وشبكة مياه للمنازل.
7 فتح مركز صحي في الخيالة وآخر في الجبلات.
8 فتح مركز للمرور.
أين الهاتف .. وأين الكهرباء
إن من أهم الخدمات التي تساعد على تنمية القرى والحد من الهجرة الى المدن هي الكهرباء والهاتف والماء.وبما أن الماء يتوفر في أبيار كثيرة، ويسهل الحصول عليه، إلا أن أهالي أبي راكة والشلاوى عموماً يسألون كل قادم الى ديارهم: أين وصلت أبراج الكهرباء وأبراج الهاتف ..؟ فما زالت الكهرباء تحبو في قيا وحولها منذ سنوات، أما الهاتف فهو لا يتعرف على قرى وهجر أبي راكة، لا ثابت ولا ريفي ولا حتى جوال. والناس هنا في عزلة تامة، ومن الواجب المسارعة إليهم بخدمتي الهاتف والكهرباء، فالهاتف لم يعد ترفاً ، والكهرباء هي من الأساسيات.
من حكم الشعر ..
في آخر المطاف، أجتزئ بعض الأبيات الحكمية من قصيدة لشاعر من الشلاوى من هذه الديار الغنية بكل ما فيها من رجال وشعر وحكم، هو مسعود بن عايض العواجي، آخذ هذه الأبيات من سياقها الى سياق جديد عام يتجاوز المحيط الاجتماعي والجغرافي الى عموم الناس يقول:


إن تحاسدنا خسرنا وفرحنا الحسود
وإن تجابرنا نحط الدوا في كل عين
يا مناصيب الرجال الخطا ما منه فود
والشهادة ما يغط امرها إلا الظالمين
اشهدوا لله منشي المخايل والرعود
لا تغبي كلمة الحق وانتم خابرين
شايفاً حاجات توجع وينقدها النقود
أحد منها صار ديان وواحد مستدين
يخطي المخطي وقلتوا هذا خبل مردود
وابلش العاقل وقال اصلحوا يا مصلحين
واصلحوه وعادها واشتبك جاهل وعود
وأصبحت بين الرجال الكبار العاقلين
والسلام ورحمة الله على من في الوجود
واسمحوا لي كان طولتها يا سامعين
وألف صلى الله على من هزم صف اليهود
سيد الأمة خاتم الأنبياء والمرسلين

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved