* نيويورك - الوكالات:
أعلن مسؤولون اوروبيون وأمريكيون يوم الثلاثاء ان اعضاء اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط ينوون ارسال فريق خبراء في مجال المخابرات من دول عدة من اجل مساعدة الفلسطينيين على اصلاح نظامهم الامني، وسيتشكل هذا الفريق من خبراء سعودييين ومصريين واردنيين وامريكيين.
واوضح الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا للصحافيين اثر اجتماع اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) ان خبراء «سي آي ايه» سيكونون على الارض خلال اسبوعين مباشرة بعد وصول زملائهم السعوديين المصريين والاردنيين.
ولكن مسؤولا أمريكيا كبيرا اوضح ان الجدول الزمني الذي تكلم عنه سولانا متفائل للغاية وان المحادثات مع اسرائيل والفلسطينيين هي امر ضروري قبل التمكن من ارسال هذا الفريق.
ومع ذلك، اكد هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان مدير ال«سي آي ايه» جورج تينت وفريقه قدما «مشروعا مفصلا».
واضاف «وصلنا في هذا المجال الى مرحلة البدء بمحادثات مع الطرفين» مشيراالى ان مهلة الاسبوعين قصيرة جدا من اجل ارسال الفريق.
وقد اختتمت لجنة مدريد الرباعية لعملية السلام في الشرق الاوسط اجتماعها مساء الثلاثاء في مدينة نيويورك بمشاركة كل من الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ووزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف ووزير الخارجية الامريكي كولن باول ووزير الخارجية الدنماركي بير ستيج مويللر (الذي ترأس بلاده الدورةالحالية للاتحاد الاوروبي) والممثل الاوروبي الاعلى للشؤون الخارجية والامن خافيير سولانا ومفوض الشؤون الخارجية الاوروبي كريس باتن.
واوضح المشاركون في بيان اصدروه في اعقاب الاجتماع انهم استعرضوا تطورات الاوضاع الحالية في الشرق الاوسط واتفقوا على ضرورة مواصلة المشاورات فيما بينهم ومع جميع الاطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط.
واكدوا التزامهم الكامل بما نص عليه اعلان مدريد من ضرورة العمل للتوصل الى سلام عادل وشامل ودائم للصراع في الشرق الاوسط وايضا التزامهم بدعم عقد اجتماع دولي على المستوى الوزاري بخصوص مشكلة الشرق الاوسط في الوقت المناسب.
واعربوا عن ادانتهم الكاملة لجميع اعمال العنف في الاراضي الفلسطينية واسرائيل وعن ادانتهم للهجوم الذي اسفر يوم الثلاثاء عن مقتل مجموعة من الاسرائيليين، مشددين على ادانتهم لجميع ما اسموه بالاعمال الارهابية بما في ذلك الهجمات الفدائية التي وصفوها بانها غير اخلاقية وسببت الكثير من الاذى لعدالة القضية الفلسطينية وشرعيتها ولتطلعات الشعب الفلسطيني في مستقبل افضل.
واعربوا عن تطلعهم للقائهم المرتقب مع صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير الخارجيةالمصري احمد ماهر ووزير الخارجية الاردني مروان المعشر في اطار المشاورات المستمرة بخصوص مشكلة الشرق الاوسط وبخصوص دعم مبدأ الاصلاحات الفلسطينية ودعم فريق العمل الدولي المعني بتلك المسألة بالاضافة الى دفع جهود مواصلة الحوار السياسي بين الاطراف المعنية من جهة وبين الفلسطينيين والاسرائيليين وبخاصة فيما يتعلق بالموضوعات الخلافية الصعبة بين الجانبين.
هذا وقد اعلن وزيراخارجية مصر والاردن احمد ماهر ومروان المعشر خلال مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء في نيويورك ان معارضة الولايات المتحدة للرئيس الفلسطيني السلطة الفلسطينية ياسر عرفات لن تجهض جهود السلام التي تبذل في الشرق الاوسط.
واوضح الوزيران اللذان تختلف مواقف بلديهما عن موقف الرئيس الأمريكي جورج بوش حيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ان الهدف ما زال يتركز على انهاء الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وقيام دولة فلسطينية وليس على شخص معين.
وجاءت تصريحات ماهر والمعشر عقب اجتماعهما اول امس مع وزير الخارجية الامريكي كولن باول.
وقال ماهر «موقفنا من موضوع ياسر عرفات معروف جيدا وموقف الأمريكيين ايضا معروف جيدا ولكن هذا الامر لا يجوز ان يمنعنا من العمل من اجل السلام وامن الشعوب في المنطقة».
واشار الى ان الاسرة الدولية والفلسطينيين يرغبون في اصلاح الهيكليات الحكومية.
واوضح «اننا ندعم الاصلاحات والولايات المتحدة تدعم الاصلاحات» مضيفا «ربما لسنا متفقين على جميع التفاصيل ولكننا عازمون على العمل معا من اجل السلام».
اما المعشر فقال «اعتقد ان المشكلة ليست عرفات ولكن الاحتلال» واصفا آفاق قيام دولة فلسطينية خلال ثلاث سنوات بانها «مشجعة».
وكان باول اكد مرة أخرى انه لا يوجد لدى الولايات المتحدة أي نية للتعاون مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حول أي ترتيبات امنية.. مشيرا الى ان المساعي تبذل حاليا للتعرف على قيادة جديدة وانه لايريد ان يحدد اسماء بعينها في هذا الوقت.
واعرب الوزير الامريكي عن اعتقاده بان هناك اسلوبا للعمل مع الفلسطينيين والاسرائيليين لانهما يتعين ان يشتركا في تقرير هذا الامر، واجتمع باول الليلة قبل الماضية في نيويورك مع نظيريه المصري أحمد ماهر والاردني الدكتور مروان المعشر وذلك في اطار المشاورات الجارية حول الشرق الاوسط وسيجرى معهما محادثات اخرى بواشنطن في وقت لاحق وسينضم اليهما صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية.
وجاء الجانب العربي مع باول قبل اللقاء الذي يعقده الرئيس الامريكي جورج بوش مساء اليوم الخميس في البيت الابيض مع وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ومصر والاردن للاستماع الى وجهة النظر العربية حول سبل الخروج من المأزق الفلسطيني الاسرائيلي الراهن.
وعقب اجتماعها يوم الثلاثاء أكدت اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الاوسط في نيويورك اهتمامها بالشعب الفلسطيني كله وليس بالافراد وبالطريق الذي تتبعه من اجل الوصول الى تسوية في الشرق الاوسط.
وأجاب ممثلو اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الاوسط وهم الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ووزير الخارجية الامريكي كولن باول ووزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف ووزير الخارجية الدنماركي بير ستيق مولار ومفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.. اجابوا على اسئلة في مؤتمر صحفي عقدوه يوم الثلاثاء في نيويورك.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت اللجنة قد ناقشت مستقبل ياسر عرفات رد كولن باول وزير الخارجية الأمريكي بالنفي، واكد ان اللجنةالرباعية غيرمهتمة بالافراد ولكن بالشعب الفلسطيني كله وبالطريق الذي تتبعه من اجل الوصول الى تسوية في الشرق الاوسط. وقال باول ان اللجنة تمضي معظم وقتها تناقش قوة المهام التي شكلتها ومجموعات العمل المرتبطة بها.. ورداعلى سؤال حول ما اذا كانت المسألة الامنية او السياسية تأتي في المقدمة، اكد باول ان هناك ثلاثة مسارات: المسار الامني والمسار الانساني والاقتصادي والمسار السياسي.
واشار الى انهم سيهتمون بصورة اكبر بالمسار الامني دون اهمال المسارين الآخرين، واوضح ان المسار الانساني والاقتصادي هام ولكن اللجنة في حاجة لايجاد حل سياسي للمشكلة في الشرق الاوسط وعليه يكون المسار السياسي هام ايضا.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت اللجنة الرباعية ستستمر في التعامل مع ياسر عرفات، قال وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف ان الشعب الفلسطيني وحده هو الذي يمكن ان يقرر من هو الذي يريد انتخابه.
واوضح ان الرئيس عرفات هو الزعيم المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني وطالما هو في هذا المنصب فان اللجنة الرباعية ستستمر في الاحتفاظ بالعلاقات معه.
ورداعلى سؤال عن اهداف اللجنة الرباعية في الشرق الاوسط قال امين عام الامم المتحدة وعضو اللجنة.. ان تلك الاهداف تشمل اقامة دولتين جنبا الى جنب وانهاء الاحتلال وانهاء المستوطنات والعنف الى جنب الاهتمام بالاصلاح بما في ذلك اجراءالانتخابات، ومن جانبه وصف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان محادثاته مع أحمد ماهر وزير الخارجية ومروان المعشر وزير خارجية الاردن وفوزي الشوبكشي مندوب المملكة الدائم في الامم المتحدة بأنها كانت جيدة للغاية وقال انها تناولت الخطوات اللازمة لتحقيق الأهداف التي نسعى لها جميعا.
وقال كوفي عنان في بيان ألقاه في بداية موتمر صحفي شارك فيه وزيرا خارجية مصر والأردن ومندوب المملكة وكولين باول وزير خارجية الولايات المتحدة اننا اتفقنا على الهدف والرؤية التي وردت في بيان اللجنة الرباعية مساء أمس لدولتين تعيشان جنبا الى جنب في أمن، كما ناقشنا الخطوات التي ينبغي اتخاذها لتحقيق ذلك في غضون ثلاث سنوات والعمل الواجب انجازه لتحقيق ذلك.
وأوضح الأمين العام ان المناقشات تناولت خطط الاصلاح الفلسطيني وقضايا الأمن والتقدم الذي يجري تحقيقه على الأرض والوضع الانساني البائس للفلسطينيين مشيرا الى أن وزيرالخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز عرض أمس ان يعمل معنا في اطار دولي لتخفيف محنة الفلسطينيين.
وكان تلفزيون «بي بي سي» نقل عن عنان تأكيده أن الأمم المتحدة ستواصل التفاوض مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
ونقل تليفزيون «بي بي سي» البريطاني عن كوفي عنان قوله ان لدينا موقفا واضحا بشأن الرئيس عرفات وهو يتمثل في أن الأمم المتحدة تعترف بالرئيس عرفات ولذلك فاننا سنستمر في التعامل معه حتى يتخذ الفلسطينيون قرارا بطريقة أخرى.
| 
