* واشنطن - د ب أ:
ذكرت وسائل الاعلام الامريكية أن كبار المسئولين في الادارة الامريكية في شدة الغضب إزاء ما سربته الصحف من سلسلة أنباء في الآونة الاخيرة. وبخاصةعن مخططات لشن حرب على العراق وأنهم حذروا مرؤوسيهم من أن إفشاء هذه الاسرارغير قانوني.
وأوضحت وسائل الاعلام تلك ليل الثلاثاء/الاربعاء أن وزير الدفاع الامريكي دونالد راسمفيلد كتب مذكرة سرية للمسئولين في وزارة الدفاع «البنتاغون» يوم الجمعة الماضي حذرهم فيها من أن إفشاء معلومات سرية يعد جريمة بموجب القانون الامريكي وقد يترتب على ذلك صدور أحكام بالسجن، وأرفق برسالته تقريراً لوكالة المخابرات المركزية الامريكية سي.آي.إيه جاء فيه أن تنظيم القاعدة يفتش باستمرار في الانباء والتحقيقات الاعلامية عن معلومات عن عمليات مكافحة الارهاب.
وقد تسربت الوثيقتان إلى الصحافة يوم (الثلاثاء) بعد مرور أربعة أيام على كتابة المذكرة، وقد كشف عن مذكرة رامسفيلد في اعقاب مواجهة مؤسفة بين وزارة الخارجية وبين كاتب عامود محافظ بشأن برقية دبلوماسية تسربت إلى الصحافة، وتبرز الواقعتان الصدام التقليدي بين حرية الصحافة وبين رغبة الحكومة في الاحتفاظ بأسرار وبخاصة في زمن الحرب.
وقد غضب رامسفيلد بشدة بسبب خبر نشرته صحيفة نيويورك تايمز ورد فيه بالتفصيل تصوّر لخطة حرب متوسطة النطاق لغزو العراق وإسقاط صدام حسين. وهو هدف معلن للسياسة الخارجية أكده الرئيس جورج دبليو، بوش، ونشرت صحف أخرى أنباء مماثلة لخطط مفصلة تتفاوت في اتساعها وتفاصيلها، وقال رامسفيلد في مذكرته «إن إفشاء معلومات سرية يدمر قدرة بلادنا على إجهاض العمليات الارهابية ويعرض أرواح الامريكيين للخطر».
يذكر أن الجهات الحكومية كثيرا ما تسرب عمدا معلومات سرية إلى وسائل الاعلام عندما يكون ذلك مناسبا للمسئولين الذين يشجبون مع ذلك تسريب معلومات محرجة، ويعد نشر أسرار غير مصرح بنشرها مخالفا للقانون في الولايات المتحدة ولكن ليس نشر مثل هذه المعلومات، وقال رامسفيلد في حديث لشبكة سي.بي.سي الاخبارية التلفزيونية يوم «الاثنين» أنه يأمل أن يعثر على من يسرب مثل هذه المعلومات وخاصة العسكرية منها إلى الصحافة وأن يراه «خلف القضبان»، وقال رامسفيلد: «قد يحدث أحيانا أن يقرر أناس في حكومة الولايات المتحدة مخالفة القانون الجنائي الفدرالي والاعلان عن معلومات سرية ولكن يجب أن يسجنوا»، وأضاف «إذا اكتشفنا من هم فسيسجنون».
|