Thursday 18th July,200210885العددالخميس 8 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كاتبة روسية تهاجم أوروبا وما بعد الحداثة كاتبة روسية تهاجم أوروبا وما بعد الحداثة

* موسكو- خدمة الجزيرة الصحفية:
الكاتبة الروسية نينا سادور تعتبر إحدى أهم الكاتبات الروسيات. وهي روائية وكاتبة درامية من أنشط المبدعات في الحقبتين الأخيرتين. في إحدى الندوات التي أقامتها مجلة «قضايا الأدب» في موسكو تحدثت نينا سادور عن الأدب النسائي وما بعد الحداثة. وهاجمت النزعات الأدبية الأوروبية. ولم يسلم من هجومها لا العصر السوفيتي ولا عصر الإصلاحات اليلسنية. وحديثها هذا يعتبر أحد أهم الأحاديث التي تضع الأدب الروسي تحت مبضع التشريح.
تقول سادور بخصوص ما بعد الحداثة: «من الصعب تماما البرهنة على الحقيقة الأدبية.وذلك يتأكد مرة أخرى بنشوة «الانتصار» الحالية لمرحلة ما بعد الحداثة بشكلها «الموسكوفي». إن غياب الطاقة الروحية في المجتمع قد انعكس على الأدب. وغاب مفهوم «الكاتب» وبدلا منه ظهرت كلمة «أديب». وفضلا عن ذلك تسلل بشكل سهل ومثير للقرف في آن واحد مفهوم «السرد النسائي» إلى الأدب الروسي. وهو كأنما قد تكيف وتأنث وتخنث على الرغم من أن ذلك قد جرى بتأنيث لا يمت بأية صلة لا إلى هذا ولا إلى ذاك. لأن نزعة نسوية أنثوية كهذه لا يمكنها أن تنبت على تربتنا. وهي تشويه جديد على خلفية الأشكال الأدبية مثل السرد وبالتالي لايمكنها أن تستمر. والموضوع الرئيسي لهذا اللون من الأدب هو الصدمة الجنسية المتواصلة التي تستدعي الشعور بالارتباك تجاه ما يكتب. ولسبب ما توحي بأن المرأة تحتل مرتبة ثانوية. ذلك ليس لأن النساء يؤلفن كتبا ولكن لأن كتبهن جمعت في كومة وأطلقت عليها تسمية «السرد النسائي». وهن أنفسهن تقاسمن الأدب. وعملن على تجزئته. وهن أنفسهن يتحدثن عن انعدام المساواة. وأنا مثلا أخشى على النساء حين يشتغلن شرطيات أو في تبليط الشوارع أو يصبحن مشردات أو أعضاء في الحكومة. ولكنني أحس بهدوء واطمئنان عندما يؤلفن كتبا للأطفال أو ينظمن أشعارا عاطفية. و«السرد النسائي» كظاهرة اجتماعية يعكس على أية حال عللاً اجتماعية عصيبة فى المجتمع. وهو مع الأسف لم يُبَرر كأدب وذلك بسبب المستوى المهنى الضعيف. ولكن بالمناسبة، فالبدائية والعدوانية تنتشر حاليا في الأدب(وفي الثقافي عموما) وتزدهر بالدرجة الأولى لدى المؤلفين أكثر من رداءة التأليف.والضرر من مثل هذا «الأدب» يشعر به أيضا حتى أحفادنا الصغار . وعن مدرسة السرد الروسي أكدت: أنها تتسم بالرغبة في القيام بالتعليم والعلاج والتصحيح إلا أن معرفتها الداخلية الخاصة عن نفسها تعني أنها ليست بالطبيب ولا المعلم ولا الشرطي. إنها تنتمي إلى مجال الروح السامية. ولكن يخشى عليها أن تصاب هي نفسها بالعلة أو تخرج في بحوثها عن الحقيقة جانحة عن مهمتها الرئيسية والوحيدة. وهي كونها اللوحة الفريدة لتصوير العالم التي يرسمها كاتب واحد بعينه (وفي كل حالة على حدة). أما مرحلتنا هذه لما بعد الحداثة فإنها إذ تلعب في مراءاتها وخداعها بالفراغ تريد أن تستحوذ على إعجاب الآخرين بالأشكال البراقة المسلية. ولكن أشكالها هذه قد تقادمت بالفعل (حتى قبل ظهور مرحلة ما بعد الحداثة). وكل شكل قائم في الفراغ يفقد نفسه. فليست هناك حركة داخل الفراغ، ولا يمكن أن تكون. إن الدوران الذاتي له حدود ينبغي أن يعقبه شيئاً ما حتى ولو كان الموت الأبدي والفناءالمطلق. ولكن المرائي وصغير النفس يخشى الموت كقوة لا شك فيها. وهو لا يرى في بساطته وسطحيته أن الجميع لم يعودوا يطيقونه. وكيف أصبح كل شيء حوله مقيتا، ثم علاوة على ذلك ينتظر هو الممقوت الكريه، حدوث أي شيء، ولكن لا شيء يحدث. لأن الكل يدور في الفراغ. من العجيب والمدهش أن السخرية بالرفيع غدت في الوقت الحاضر مجرد ظاهرة مألوفة وطبيعية. والرغبة الماكرة في إسباغ صفة الجيد على نبرة طغيان عدم الإحساس هى أساس العملية الأدبية الوطنية المعاصرة، ومرحلة ما بعد الحداثة من حيث الجوهر ومعها أيضا كل الحركة الطليعية الحالية ما هي إلا ظاهرة للتفسخ البرجوازي، فلا توجد أية فردية أو خصوصية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved