Thursday 18th July,200210885العددالخميس 8 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إحالات إحالات
مقابسة..!
نايف بن فلاح

بالرغم مما أتوسله سير المسافات البيانية لدى فريق من النقاد، انشد التعالي اليهم، لعلي ابلغ كنه مقولاتهم، حار فهمي في مصطلح الانطباع، وظل ان اردت التمنطق لايغادر دائرة التشاكك من نسبة الالفاظ الى مقاصدها.
فحقيق بي نعته، او على الاقوم، حقيق به اعني الانطباع عليقة الاصطلاح، وطالما الامر عائد لتواطؤ العمليات النقدية، إلى درجة ان طرائق بعثه توحي اننا ازاء اداة منضوة بل في مواجهة عضو كامل في الوصفة النقدية لأدبنا المعاصر، الذي هو فيما اتصور أبو عذرته.
الا انني ما زلت ولا استحياء بجهل - واقفا حياله في العقبة، اللهم ما المحه في حركته التي تطوي اضاءة على معنى التسرع والتسفيه لرأي من الآراء.
ومن هذا الموقف ارجعت الكلمة « المصطلح»، الى جذرها الثلاثي حيث اخليتها، لضرورة التأصيل من وزنها الصرفي المفتح دوما على معنى المطاوعة، فألفيتها في مادة «طَبع» قد تعني معنيين، الجبلة او الطبيعة، وكذلك الختم، فتكون «انطبع» اذا ما روعي مقامها، في عنوانها الاول، انفعالا أو مطاوعة من الطبيعة، و«انطبع» في عنوانها الثاني، انختم، حالما تتقرر صورة الشيء في الذهن.
فلو صح هذان التخريجان، ينتج ان الذات مهما تفاوتت ملهماتها - قد قامت مفاعيلها «المسروقة من قوى الوعي الانساني»، في الاستجابة لادبية النص، فتجلى عن فقهها هذا الانطباع، سواء انختم حسبانا في الذهن، او ان طبيعة القارىء بما هو في احد ابعاده ناقد، انفعلت واختلطت دواخلها بالقراءة، فصار نظامها برهانيا او عرفانيا او هما مجتمعان.
فالانطباع، كما انطبع عندي، حالة ذات نسق مضمر يلزمها الانفعال، وينسحب هذا اللازم على محطات الرحلة الخطابية، استثني من هذه الحالة كل قراءة مشروطة من الخارج، اي انها تقرأ النص بجواذب خارجية.. فهي حالة تنطلق من مبدع هو في جوهره منفعل بقدر ما جاء في شكل فاعل، مرورا بالنص، نحو منفعل ثان - عرضا - جاء بصفة المتلقي او الناقد.
واذا ما تأثرنابه، وأزحنا عنه بعض عوالقه التشكيلية او النقدية، التي ما فتئت تحط من قيمته الاجرائية، سوف نجده لازما اكيدا في الادب والفن ومن غير المستساغ تعريته منه، سيما انه حبالة قنيصها ، خلاصات من المعرفة، ومهيئات من الموروث، ومكونات من العقل، آمنا بتقسيم «لالاند» للعقل ام جحدناه.. فكيف يجري التفريق بين امزجة الامم، ان لم يكن الانطباع العمدة في ذلك.
وحتى اتمم صدرا بدأت به، الوذ بمقولة «للسجستاني» في ان «العقل مع شرفه وعلو مكانه لا يخلو من انفعال».. فلابد لوهمي - اذن - الشك في استيفاء بعض النقاد شرط الوضوح الاصطلاحي للانطباع.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved