الحدود السياسية هي ظاهرة سياسية يتفق عليها بين دولتين أو أكثر من أجل تحديد الملكية وسلطة وسيادة قوانين الدولة للدول التي تجاورها أي أنها نقط تبدأ وتنتهي عندها سيادة وملكية دولة لجيرانها ولذا فالحدود ظاهرة بشرية لأن الإنسان هو الذي يقوم بتخطيطها وتبرز المشاكل وتتطور في المناطق الحدودية في مناطق الاحتلال تعززها الأطماع في التوسع على حساب الأرض والشعب وقد قامت فرنسا على سبيل المثال ببناء حصون ماجينو في حدودها الشمالية الشرقية لتواجه أطماع ألمانيا في الحروب العالمية في الألفية الثانية وهو ما دفع ألمانيا لبناء خط سيغفريد للردع لكن مع تطور التقنيات الحديثة في الأسلحة المدمرة في الحروب والسرعة التي تعضدها وفاعلية التدمير الرهيبة فقدت الحصون وظائفها السياسية.
ولكننا في الألفية الثالثة نجد أن الكيان الصهيوني في فلسطين صاحب النزعة التوسعية ضم مناطق عربية حدودية على حساب العالم العربي فكانت المشكلات الحدودية مع سوريا ولبنان ومصر من جراء الحروب المتتالية ناهيكم عن الدافع الاقتصادي للمياه والموارد الاقتصادية على حساب المفاهيم الإنسانية بحجة توفير الأمن لشعب مغتصب هذا إن تكلمنا عن حدود دولية معترف بها.
فكيف تنشأ دولة بحدود مؤقتة؟ وبجدار عازل؟ في عصر اخترقت فيه العولمة الحدود وكيف مع جدار عازل يمثل خطوة مخالفة للشرعية الدولية للحقوق الفلسطينية؟ وخطورة الجدار أنه لن يتطابق مع ما يسمى بالخط الأخضر أو خط الحدود قبل 1967م لكنه سيكون جزءاً من مساحة يتراوح عرضها بين 5 و15 كيلومتراً بعد خط الحدود، وهو محاولة إسرائيلية لاستقطاع مناطق واسعة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل. وستضم قرى فلسطينية كلياً أو جزئياً بلغ عددها 23 قرية بعدد سكان 26 ألف نسمة.
فكيف تبني جدراً واقية لحماية شعب اغتصب أرضاً؟
لقد أوردت صحيفة الجزيرة في عددها يوم 22002/6/5 الجدل الدائر في إسرائيل كدليل على فشل عملية الجدار الواقي التي اجتاحت فيها القوات الإسرائيلية مدن الضفة الغربية بهدف إنهاء المقاومة وإيقاف العمليات الفدائية ويمتد الجدار على طول الخط الأخضر الذي يفصل بين إسرائيل والضفة الغربية ووفقاً للتصريحات الإسرائيلية يفترض أن تستمر أعمال تشييد المرحلة الأولى من الجدار الفاصل والتي تمتد بطول 120 كيلومتر من قرية كفر سالم إلى قرية كفر قاسم وتقام على ثلث الخط الأخضر الذي يبلغ طوله 300 كم وتبلغ تكلفة إنشاء كل كيلومتر من الجدار مليون دولار كما يهدف الجدار إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى كانتونات في فصل عنصري تحت مرأى العالم.
فهل ستحقق الأمن بجدر واقية بدل العدالة والسلام؟.
أم باغتصاب أرض تلو الأخرى وتهجير شعب.
كل ما نخشاه أن نطالب بإدارة افتراضية في عالم افتراضي للدولة المؤقتة التي ستلد بجنين مشوه أو تزحزح حدودها وفق ميكنة آلية تدفعها يمنة ويسرى على طاولة المفاوضات التي لن تنتهي.
www.drlailazazoe.com جدة ص.ب 6080
|