كيف يمكن لعامل آسيوي قدم للمملكة بتأشيرة عمل من فئة الحرف الدنيا - مع الاحترام والتقدير لكل عمل شريف ولكن القصد انه ليس من ذوي الخبرات والشهادات العليا انما جاء كعامل بسيط وسرح مع السارحين - ان يحقق أرباحا جيدة سريعة ومستمرة التدفق؟! لا يمكن ان يكون سحرا ولا امرا خارقاً لقدرات البشر، ولكن يبدو ان هناك خللا في التعامل مع مثل هذا الصنف من العمالة الوافدة استغلته لصالحها في غفلة واضحة من المواطن البسيط والفلاح الكادح، فهل أتاكم حديث الأفغاني الذي يقرض فلاحين في ريف من أرياف شمال المملكة بما يعرف عند العامة بالمداينة او المعاشرة أي يقرضهم مالا يحل بعد سنة مقابل نسبة عشرية، وبالتدرج صار هذا العامل معزبا وصاحب ثروة ويؤكد من شهد الوقيعة والحدث انه بدأ يلبس بشتا وشماغا كما يلبسه ابناء المنطقة ولا تمر مناسبة الا ويكون هو على رأس الحضور بل ان كل من استدان منه من الفلاحين المدعوين للمناسبة يقبلون رأسه قبل ان يأخذوا مكانهم بالجلوس، ربما لأنه صاحب المنة والفضل عليهم أو خوفا من ضغوطه عليهم وتدقيقه في مسألة مواعيد السداد.. الدنيا مصالح، ولكن كيف غفل هؤلاء منذ البداية عن مصالحهم وكيف يستبد مثل هؤلاء الوافدين بهم ومن علمهم الشطارة وشراء المحاصيل وتسويقها بدلا عنهم بعد ان كانوا عمالا اجراء عندهم ثم يتطور بهم الحال الى ان تجرأوا على استئجار مزارعهم والعمل بها واستثمارها. وعلى ذمة الرواة فإن هذا يحدث في اكثر من موقع فما الذي يجبر مزارعا بسيطا من صغار الملاك على استجداء حفنة من العمالة لتستأجر مزرعته؟! لابد ان هناك سبباً فرضه واقع الحال، وان اجتهدت لقلت ان من ضمن الأسباب استغلال الشريطية في اسواق المنتجات الزراعية وتحكم العمالة فيها ايضا ومنافستها للمواطن الباحث عن العمل واموراً تتعلق بهضم حق المزارع واستغلال كده وتعبه من قبل فئات بينهم الشريطية والعمال، فمن يقف منصفا ويحل الاشكال؟
|