الفنان طه صبان، اسم لمع بين نجوم الفن التشكيلي السعودي وحقق انتشاره على المستوى العربي وبشكل سريع وخاطف يتمتع بعين ثاقبة ومخزون وجداني جمالي مكَّنه من تحديد شخصيته الفنية وأسلوبه من بين الأساليب الأخرى، في أعماله تزاوج بين عناصر الواقع من اشكال البناء والرموز المعمارية وبين الإنسان، جامعاً عبرها بين الساكن وبين المتحرك، بين ألوان الأرض والبحر وبين العلاقات الإنسانية تظهر لوحاته مفعمة باللون والكتلة توحي لك احياناً بكتلة النحت مع معالجة مدروسة لفراغ اللوحة ففي أعماله تماسك قوي بين اللحمة لتشكيلها العناصر العامة وبين السدى الذي تمثله الألوان ساعيا بها الى تأكيد الخصوصية البيئية والمجتمع، منتقلا من حالة الإبداع الى الابتكار لافتاً النظر الى زوايا جمالية شاعرية قوامها بساطة الأداء وقوة الفكرة والمضمون والتكوين العام للوحة.
اللوحة عند طه صبان تشعرك بالألفة والمعرفة المسبقة عودا لمعرفتك الثقافية الجمالية ولهذا فقراءتها سهلة التلقي والاعجاب فلغته التعبيرية السهلة الممتنعة تقرب الكثير من المسافات وتغلف المشاهد بشعور هلامي الايحاء دافئ المشاعر كقصيدة تصف المحبوبة وتحلِّق بك نحو الأمل في التلاقي.
هكذا هو الفنان طه صبان الرجل الذي ساهم وخدم الفن التشكيلي باللوحة وبالرأي والرؤية وقدم الكثير من الأفكار وساهم في تنفيذ أهم حدث لا زال دوره قائماً والمتمثل في بيت التشكيليين اضافة الى امتلاكه وإدارته لإحدى القاعات المهمة والنشطة في إقامة المعارض وهو اتيليه جدة الذي ساهم في نشر الفن السعودي في العديد من الدول العربية وأصبح معلماً تشكيلياً ثقافياً في مدينة الجمال، مدينة جدة.
| 
