لا شك ان المخططين القابعين الآن في استوديوهات هوليود الآن كما يفعل الشعراء يتحاورون مع شياطينهم الذين يحاولون من خلال ما سوف ينتجونه من أفلام ان يلخبطوا ما يسعهم ذلك وهم لا يعدمون وسيلة في الإيذاء المباشر لنا ولمعتقداتنا اذا كانوا فعلوا ذلك قبل ذلك ولم نكن إلا ضحية فكيف الآن وقد اصبحوا ضحايا للإرهاب الذي يلزقونه بنا كما يدعون! وحتى وان فعل ذلك مجموعة لا تمثلنا إلا انهم الآن قد وجدوا ضالتهم وفتحت المجالات أمام خيالات مفكريهم ومبدعيهم في السينما والمسرح لصياغة أفلام لن تعدم الوسيلة في طرح وجهة النظر الجديدة والتي لن يجدوا من يقول لهم قفوا انتم تقولون ما لا تعرفون عنا وعن الإسلام ولكنهم مع الأسف سيقولون من الذي فجر نيويورك وهاجم البنتاقون؟! حرب افغانستان هي هدية لم تنتظرها صناعة السينما الأمريكية التي تطرقت لكل المواضيع واستهلكت حرب فيتنام والهنود الحمر وغزو الفضاء والحشرات المفترسة وحتى محاولات الهجوم على أمريكا من السوفيت أو من ارهابيين عرب محتملين كل ذلك قدمته السينما ولكنه لم يعد يثير الشهية السينمائية لدى المشاهد الأمريكي لأن تلك الأفلام لم تكن تمس واقعه لكن القادم سوف تقوم بصياغة المنهج الأمريكي الشعبي في التفكير الذي أصبح جاهزاً الآن لتقبل ما تقوله السينما التي لن تعتمد على الخيال، كما كان بل على وقائع سيمثلها امريكان يمثلون العرب والمسلمين الارهابيين وسيجد السينمائي الأمريكي مادة دسمة في افغانستان والصراع بين الاخوة والتدخل الامريكي على الارض وهزيمة طالبان والانتصار الأمريكي و«الحرية» التي جلبتها طائرات 52 الامريكية، كما ستجد مادة في التحالف الشمالي، بن لادن، كهوف افغانستان تورا بورا، الملا عمر هرب من أفغاستان! موجود في افغانستان بن لادن يعترف بن لادن لم يعترف حي، ميت، غيّر ملامحه وهرب مات في الكهوف كل تلك كانت اشارات وتكهنات كانت ترمي بها وسائل الإعلام الأمريكية على شاشة التلفزيونات العالمية بهدف «التغذية» المستديمة للأزمة ولكنها على أية حال ستصبح بالنسبة لكتاب الدراما وصناع الأفلام مواد دسمة وأفكاراً صالحة لصياغة الأفلام الأمريكية الجديدة التي سوف تنتشر في العالم بعد أن هيأت طريقها الى الذهنية العالمية ثلاثة أشهر وربما أكثر من البث اليومي لوسائل الإعلام بمختلف جنسياتها. أمريكا ستخاطب العالم كله من خلال هوليود ويوضح ذلك ما نشرته الشرق الأوسط في عددها رقم 8390 والذي أكد ان الإدارة الأمريكية تستعين بهوليود واخصائيي علاقات عامة للوصول الى الدول الإسلامية ولأهداف أخرى، الإدارة الأمريكية تستخدم كل الأساليب في حربها الوسائل العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية ولكنها لم تنس هوليود التي تسوق كل شيء أمريكي والتي يخشى منها حتى الاوروبيون ويتهمونها بغزوهم ثقافياً! ومثل الإدارة الأمريكية في ذلك الاجتماع السيد «كارل روف» وهو أحد معاوني الرئيس الأمريكي بوش ليبحث مع مديري الاستوديوهات السينمائية الرئيسية الدور الذي يمكن ان تلعبه هذه الصناعة في الحرب على الإرهاب.
اذاً فالغزو الثقافي في السابق لم يكن حربا بمفهوم الحرب بل كان انتاجا حضاريا غربيا نستقبله فيؤثر فينا الآن المسألة تغيرت ما سوف ينتج سيكون احد وسائل الحرب التي لن تنتهي سريعاً إلا بعد ان يحقق المخططون الأمريكيون أهدافهم!.
|