كسرت الحدود بين الصالة والمسرح
مسرح الشارقة يطير بـ «حنظلة» إلى البحرين

* الرياض - فهد الشويعر:
غادر الامارات إلى المنامة مؤخراً وفد مسرح الشارقة الوطني للمشاركة في احتفالات مسرح «أوال البحريني» في الذكرى الثلاثين لتأسيسه بعد أن تلقى دعوة خاصة بهذه المناسبة، حيث سيقدم للجمهور هناك مسرحية (حظوظ حنظلة الحنظلي) إعداد قاسم محمد، احمد الجسمي، سيف الغانم، عن مسرحية الكاتب الراحل سعد الله ونوس (رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة) والتي قدمت في اغلب المسارح العربية برؤى مختلفة خضعت للتجريب واكتشاف ابعاد هذه الرحلة الونوسية التي تأخذ المواطن العربي بكل ابعاده النفسية والاضطهادية والاجتهادية.
ومسرحية (حظوظ حنظلة) التي عرضت في مهرجان ايام الشارقة المسرحية الدورة الاخيرة كانت قد حظيت بالنجاح الجماهيري بعد ان قدمت باسلوب محدث وتجريبي اعتمد فيه المخرج على الشخصيتين المحوريتين اللذين يقع عليهما الفعل المسرحي وتراكم هذه الاحداث ووفق اساليب اخراجية متعددة فكانت مزيجا متجانساً الغى الحدود المصطنعة بين الصالة والمسرح خاصة بعد براعة الاداء المميز من الفنانين احمد الجسمي (حرفوش) وسيف الغانم (حنظلة) مما دفع بلجنة التحكيم في المهرجان منح الفنان احمد الجسمي جائزة افضل ممثل في المهرجان واشارة صريحة للفنان سيف الغانم لدوره المتميز وحصول المخرج الفنان قاسم محمد على جائزة افضل مخرج عربي في المهرجان.
ومشاركة مسرح الشارقة الوطني في هذه الاحتفالية تأتي تأكيداً لروح التعاون بين الفرق المسرحية الخليجية التي باتت تشكل تجمعاً ثقافياً يسهم في تنمية واشاعة التبادل المعرفي وزيادة الخبرة وتنويع مصادر العرض المسرحي وتقريب وجهات النظر وتعريف الجمهور بالطاقات المسرحية الخليجية التي اصبحت اليوم من ركائز الحركة المسرحية في الوطن العربي عبر تجاربها الطليعية.
وقد اعد مسرح أوال البحريني منهاجاً واسعاً لمسرح الشارقة الوطني حيث ستقدم المسرحية للجمهور يومي الخميس والجمعة يلي العرضين ندوة تطبيقية يشارك فيها النقاد والصحفيون والجمهور لتقييم العرض. فيما سيقدم الباحث والكاتب محمد عبدالله يوم السبت 19 اغسطس قراءة مستفيضة لواقع المسرح في الامارات عبر ثلاثين عاما ويزيد من خلال الفرق المسرحية ودورها في تأسيس بنى تحتية لعبت دوراً مهما في صياغة منهجية لمستقبل المسرح في الامارات بعد استقطاب العناصر والخبرات في المسرح العربي. كما سيتحدث الباحث عبدالله عن تجربة وآفاق مهرجان ايام الشارقة المسرحية التي بدأت تأخذ حيزاً مهماً في الحياة المسرحية والثقافية ليس في الامارات وحدها بل في منطقة الخليج والوطن العربي والدليل المشاركة الواسعة من قبل الفرق المسرحية في الدولة، والحضور العربي عبر مختلف الانشطة الفكرية والفنية المحاور الاخرى.