|
|
بنظرة فاحصة متأملة لطبيعة الحركة المسرحية وطبيعة اشكالياتها المتداخلة والتي أصبحت من المتلازمات الأكيدة التي لا تنفك مطلقاً عن الطرح كلما بدىء الحديث عن المسرح كحالة فنية لا تحتضر ولكن حسب الأطروحات التي نقرأ او نستشف فإن الاحتضار ليس إلا مسألة وقتية، وقد بدأ بالفعل العد التنازلي وسنبقى في حالة انتظار لهذه اللحظة المؤلمة على أساس من انصراف الجميع عن المسرح الذي لم يحل محله البديل او المزاحم فحسب، بل الناسف اللاغي للدور الإبداعي والفني والجمالي والامتاعي والذي يقدم إغراءات كثيرة بأساليب أكثر تشويقاً وبهرجة وأفقر فناً وإبداعاً، ووسط الركام والزحام يكون المشهد السيميولوجي العصي على الفهم بعمق أو على القراءة التي تستطيع ان تلم تماماً بكل الخيوط لتنسج منها قراءة علها تكون قريبة من الواقع والحالة المسرحية كحالة شاخصة تنطوي تحت هذا اللواء.. ففي كل عام تقل العروض ويشح الإمتاع الفني وتتقلص الاجتهادات والمغامرات لتظل مقتصرة على من كان المسرح هو همه الأول، ومع ازدحام الحياة ومتطلباتها الاستهلاكية التي لا تنتهي والملاذ من الميوعة العارمة في النظر للفن كوظيفة وممارسة تعادل بالتساوي الوظيفة الحياتية نفسها. هذا هو ما نطالب به وما نعوزه ولطالما وجد هؤلاء فإن الكفة باستمرار لن نقول بتعادلها ولكنه الأمر الذي يؤمن غياب البون الشاسع الخارق على كافة المستويات وطالما كان العزوف عن مختلف الرؤى وكافة العروض كنتيجة لسحب البساط بقوة غريبة دون مجال لإعادة النظر ومراجعة الحسابات.. فإن القراءة الفنية للخريطة المسرحية ستكون هي الحكم دون مفاضلات لاعتبارات من قبيل كون الإسفاف هو العامل الحاسم في استدراج الجماهير الى المنطقة التي سرعان ما تلفظها الذاكرة بمجرد الانصراف من صالة العرض... |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |