Thursday 18th July,200210885العددالخميس 8 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كالوس كالوس
«.. لا يمر عام إلا والمسرح فيه..»
فهد ردة الحارثي

بنظرة فاحصة متأملة لطبيعة الحركة المسرحية وطبيعة اشكالياتها المتداخلة والتي أصبحت من المتلازمات الأكيدة التي لا تنفك مطلقاً عن الطرح كلما بدىء الحديث عن المسرح كحالة فنية لا تحتضر ولكن حسب الأطروحات التي نقرأ او نستشف فإن الاحتضار ليس إلا مسألة وقتية، وقد بدأ بالفعل العد التنازلي وسنبقى في حالة انتظار لهذه اللحظة المؤلمة على أساس من انصراف الجميع عن المسرح الذي لم يحل محله البديل او المزاحم فحسب، بل الناسف اللاغي للدور الإبداعي والفني والجمالي والامتاعي والذي يقدم إغراءات كثيرة بأساليب أكثر تشويقاً وبهرجة وأفقر فناً وإبداعاً، ووسط الركام والزحام يكون المشهد السيميولوجي العصي على الفهم بعمق أو على القراءة التي تستطيع ان تلم تماماً بكل الخيوط لتنسج منها قراءة علها تكون قريبة من الواقع والحالة المسرحية كحالة شاخصة تنطوي تحت هذا اللواء.. ففي كل عام تقل العروض ويشح الإمتاع الفني وتتقلص الاجتهادات والمغامرات لتظل مقتصرة على من كان المسرح هو همه الأول، ومع ازدحام الحياة ومتطلباتها الاستهلاكية التي لا تنتهي والملاذ من الميوعة العارمة في النظر للفن كوظيفة وممارسة تعادل بالتساوي الوظيفة الحياتية نفسها. هذا هو ما نطالب به وما نعوزه ولطالما وجد هؤلاء فإن الكفة باستمرار لن نقول بتعادلها ولكنه الأمر الذي يؤمن غياب البون الشاسع الخارق على كافة المستويات وطالما كان العزوف عن مختلف الرؤى وكافة العروض كنتيجة لسحب البساط بقوة غريبة دون مجال لإعادة النظر ومراجعة الحسابات.. فإن القراءة الفنية للخريطة المسرحية ستكون هي الحكم دون مفاضلات لاعتبارات من قبيل كون الإسفاف هو العامل الحاسم في استدراج الجماهير الى المنطقة التي سرعان ما تلفظها الذاكرة بمجرد الانصراف من صالة العرض...
كل الكلام الذي سبق لم يكن لي وإنما لكاتب بحريني اسمه حسام ابو اصبع هل ترون حجم التطابق بين ما يطرحه من واقع المسرح في البحرين وواقع المسرح هنا.. لقد قلت سابقاً ان مشكلاتنا المسرحية في العالم العربي واحدة مع اختلاف النسبة والتناسب.. وكنت خلال مشاركاتي في العديد من المهرجانات العربية المسرحية اسمع نفس الشكوى تتردد من أكثر من مسرحي عربي وفي أكثر من موقع.. لذلك همومنا واحدة ولا نتميز عنهم بشيء.. وذلك ما سيتم طرحه في مقال قادم..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved