ويدور جدل حامي الوطيس بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول الترتيبات الجديدة في معبر «كرني»، تقول سلطات الأمن الإسرائيلية وسلطة المطارات التي تشرف أيضا على معبر «كرني»، إن الجدار والفصل المطلق بين الإسرائيليين والفلسطينيين هما ضرورة أمنية كبيرة وطبقا لبلاغ المتحدث باسم جيش «الدفاع»، الإسرائيلي فإنه تم تسجيل محاولتين لتهريب سلاح عبر معبر «كرني»، في صيف 2001م « بندقيةإم 16، وثلاثة مسدسات وذخيرة وآلاف الطلقات من إنتاج الصناعات الحربيةالإسرائيلية»، وقبل حوالي سبعة أشهر أطلق فلسطيني النار على رجل أمن إسرائيلي في المعبر وقبل حوالي ثلاثة أسابيع قتل جنود جيش «الدفاع»، الإسرائيلي فلسطينيا مسلحا كاد ينجح في العبور إلى الجانب الإسرائيلي ويقول «مناحيم زليحوفسكي»، نائب مدير عام سلطة المطارات والمسئول عن المعابر الحدودية: إن الجانب الفلسطيني لم يستخلص الدروس وليس مستعدا لتنفيذ المطالب الأمنية المرجوة منه.
ويرفض «زليحوفسكي»، الادعاءات بأن البضاعة تتلف . والدليل على ذلك كما يقول: انه لم تصل حتى الآن أية شكوى عن الإضرار بالبضائع وعلى حد قوله فإن الطابور الطويل للشاحنات عند مدخل المعبر وكذلك مشكلة إعادة الحاويات ينبعان من «عدم التعاون الأمني من الجانب الفلسطيني».
ويقول «سليم أبو صافية»، المسئول عن معبر «كرني»، من قبل الأمن الوقائي الفلسطيني من جانبه إن جميع إجراءات الأمن الفلسطينية قد فحصت وصدق عليها من جانب «الشاباك»، «جهاز الأمن العام الإسرائيلي»، فكل سائق فلسطيني عليه أن يجتاز خمس نقاط مراقبة فلسطينية حتى يفرغ بضاعته، وكل فلسطيني يدخل عليه أن يقدم بطاقة هوية خاصة يتم تجديدها بعد فحص أمني كل ثلاثة أشهر وهو يقول إن إصابة رجل الأمن الإسرائيلي ومحاولة الاقتحام الأخيرة إلى الجانب الإسرائيلي هما حادثان شاذان، مضيفا أن «من أطلق النار على رجل الأمن الإسرائيلي أراد أن يتسبب في إغلاق المعبر.
وقد اعتقلناه وحققنا مع من ساعده وهو رهن الاعتقال حتى اليوم، فلدينا مصلحة كبرى بألا يتعرقل العمل هنا. في خطاب من شهر أبريل ذكر الفلسطينيون أسماء ثلاثة عمال من سلطة المطارات تقاضوا حسب زعم تجار فلسطينيين رشوة في مقابل دفع شاحنة بعينها إلى مقدمةالطابور.
ويرد «زليحوفسكي»، بأن شركة تحقيق إسرائيلية خاصة تم استئجارها من أجل دراسة مزاعم الحصول على اكراميات وجدت أنها عارية تماما عن الصحة لم يقتنع الفلسطينيون فهم متأكدون بأن سبل الفحص الجديدة التي تبطىء للغاية معدل نقل البضائع تستهدف إما تسهيل أخذ «بقشيش»، وإما خدمة أهداف سياسية أخرى لخلق ضغط داخلي على السلطة الفلسطينية بسبب النقص في المواد الغذائية والمساس بقوة الصمود الفلسطينية والمساس بالنشاط الاقتصادي وبعمليات التطوير.
ويقول «زليحوفسكي»، إن البضاعة تدخل إلى القطاع بدون تدخل إسرائيلي وإنما طبقا للدور وطبقا للطلبيات الفلسطينية.
لكن الفلسطينيين مندهشون كيف يحدث أن السوق يغرق فجأة بالبصل بالذات؟ ولماذا استغرق الأمر ثلاثة أيام من أجل نقل حليب أطفال للمستشفيات من المعبر؟ وكيف يحدث أنه في شهر معين يتم إغراقهم بفواكه غالية مثل البرقوق والخوخ أو الموز. يستطيع القلائل فقط شراءها . في حين يدخل الدقيق الضروري للجميع بكميات غير كافية؟.
|