كيف يفكر الإسرائيليون ؟

كتبت عميراه هيس في جريدة هاآرتس مقالا بعنوان «الجحيم اسمه معبر«كرني» جاء فيه: اتصل طبيب الأسنان واعتذر قائلا إنه لابد من إرجاء الدور لموعد غير معلوم فمنذ فترة كبيرة لم تصل إلى غزة شحنة المواد المطلوبة لعلاج الأسنان اندهش الشخص الذى يعالج أسنانه واسمه «علي أبو سهلة»، مهندس صاحب شركة كبيرة للاستشارات الهندسية ورئيس رابطة رجال الأعمال في غزة.
فقد عرف حتى الآن أن هناك نقصا في الحديد والزلط والأسمنت ومواد البناء الأخرى التي تم تجميد دخولها إلى القطاع عبر معبر «منطار»، للبضائع «كرني»، طوال أسابيع عديدة تقريبا. وقد استؤنف دخولها الآن ولكن بكميات وبمعدل لا يلبيان احتياجات البناء.
أما العجز في مواد حشو الأسنان فهذا شيء جديد بالنسة له يرتبط الوجود المادي لقطاع غزة بعدة معابر لإسرائيل سيطرة مطلقة عليها في شهري أبريل ومايو، على سبيل المثال كان هناك عجز خطير في الدقيق أحد العناصر الرئيسية التي يعتمد عليها غذاء مجتمع يعيش ثلثا سكانه تحت خط الفقر.
أما البناء فقد توقف تماما تقريبا بسبب النقص في المواد الخام في شهر أبريل عام 2000م أدخلت 773 ،3 شاحنة بضائع من إسرائيل إلى غزة بقيمة حوالى 97 مليون «شيكل»، وفي شهر أبريل 2002م، أدخلت 979 شاحنة فقط بضائع من إسرائيل إلى غزة. بقيمة 27 مليون «شيكل»، فقط، وفي مايو 2000م أدخلت 087 ،5 شاحنة بضائع إلى غزة بقيمة حوالى 126 مليون «شيكل»، وفي مايو2002م دخلت 309 ،2 شاحنة فقط عليها بضائع بقيمة 66 مليون «شيكل»، وهذا تحسن مقارنة بشهر أبريل ولكنه بعيد جدا عن حجم البضاعة المعهودة قبل عامين أيضا تقلص التصدير من غزة بشكل كبير ففي حين أن 602 شاحنة محملة بالبضائع قد تم تصديرها من غزة إلى إسرائيل بقيمة 28 مليون «شيكل»، في شهر أبريل لعام 2000م، فإن 28 شاحنة فقط قد صدرت بضاعة غزاوية إلى إسرائيل بقيمة 424 ألف شيكل فقط في شهر أبريل 2002م، وعندما تكون نسبة البطالة في غزة أكثر من 50% فإن مسألة كمية الحديد التي تدخل إلى القطاع مسألة وجودية بالنسبة لبعض الناس يخشى المهندس «هـ»، المشرف على بدايات البناء في مدينة سكنية جديدة «الشيخ زويد»، بشمال القطاع من أن تسرحه الشركة في إجازة بدون أجر إذا لم يتوافر احتياطي الحديد في غضون أيام معدودة، أما عامل البناء «ع»، من مخيم «الشاطىء»، للاجئين فقد طلب منه العمل يومين فقط في الأسبوع.