|
|
تشهد الجولة الجديدة من الجهود الأمريكية بشأن الشرق الأوسط والتي تأخذ صورة اجتماع دولي في نيويورك تشارك فيه معظم الأطراف المعنية بعملية السلام موقفا فريدا حيث تقف الولايات المتحدة وحيدة في مواجهة باقي الموجودين على مائدة الاجتماع وبخاصة حول مصير الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في الوقت نفسه يواجه مصير عرفات الذي يصر الرئيس الأمريكي جورج بوش على إبعاده اختبارا حاسما في هذه الاجتماعات التي تشارك فيها المملكة العربية السعودية ومصر والأردن بالاضافة إلى التجمع الرباعي الراعي لعملية السلام الذي يتشكل من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، أغلب حلفاء الولايات المتحدة يؤيدون الرئيس عرفات حتى رغم اعترافهم بضرورةإجراء إصلاحات مهمة في النظام السياسي الفلسطيني وتنقية النظام المالي وإعادة ترتيب أجهزة الأمن، وفي اجتماعات نيويورك يتحمل وزير الخارجية الأمريكي كولن باول مهمة صعبة للترويج إلى الموقف الأمريكي الداعي الى إبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.وتقدم الدول العربية التي تمثلها في هذه الاجتماعات السعودية ومصر والأردن خطة خاصة بها تتضمن إقامة دولة فلسطينية في خلال عامين، وكانت الدول العربية أعضاء لجنة مبادرة السلام قد عقدت اجتماعا في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية يوم الجمعة الماضي لتنسيق موقف موحد تجاه اجتماعات نيويورك حيث جرى الاتفاق على طرح مبادرة السلام كورقة عمل عربية، أما بالنسبة للأوروبيين فقد اتفقوا بعد لقاء موسكو بين وزيري خارجية فرنسا وروسيا على أن عرفات رئيس منتخب وأن الفلسطينيين هم فقط أصحاب الحق في تحديدمن يمثلهم، ويبدو أن الولايات المتحدة تلجأ حاليا إلى استراتيجية جديدة للتغلب على الرفض الدولي لإبعاد عرفات حيث تسعى لإقناع حلفائها بفرض المزيد من القيود على سلطة عرفات وتجاهل مصيره بشكل مؤقت مع التركيز على الإصلاحات بشكل أوسع، ففي لندن قادت نائب وزير الخارجية الأمريكية اليزابيث تشيني تشكيل قوة عمل دولية تضم ممثلين عن البنك الدولي واليابان والنرويج والأمم المتحدة لمراجعةالسياسة المالية الفلسطينية وضمان شفافية هذه السياسة.ورغم ذلك فإن السؤال الأكثر صعوبة الذي يوجهه المجتمعون في نيويورك إلى وزيرالخارجية الأمريكي كولن باول هو كيف يمكن لإدارة الرئيس بوش إيجاد المناخ المناسب لتحقيق تغييرات فعلية في الواقع على الأرض الفلسطينية المحتلة والتغلب على روح العداء المسيطرة على طرفي الصراع وهي العناصر اللازمة لاستئناف أي جهود سلام.في الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولون أمريكيون أن هناك بالفعل بعض الحقائق على الأرض تغيرت وفقا للرغبة الأمريكية حيث بدأت مسيرة الإصلاحات الفلسطينية في حين بدأت إسرائيل تخفيف القيود المفروضة على الحياة اليومية للفلسطينيين وذلك انطلاقا من المصالح الإسرائيلية نفسها التي تتزايد فيها المخاوف من أن تؤدي القيود المفروضة على الفلسطينيين إلى انتشار المزيد من التشدد في صفوف الفلسطينيين، وهو نفس ما عبر عنه رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد موشيهياعلون الذي قال أنه ليس من مصلحة إسرائيل تحويل الشعب الفلسطيني إلى عدولإسرائيل. وقال يجب أن يتمكن الفلسطينيون من إحضار الخبز لأسرهم حتى لا ينفجرالموقف، يذكر أن ياعلون على عكس سلفه رئيس الأركان السابق شاؤول موفاز يعارض إبعاد عرفات خوفا من انتشار الفوضى في الأرضي الفلسطينية في حالة غياب عرفات الذي يتمتع بسيطرة واسعة على الفلسطينيين، من ناحيته يركز باول على إقناع شركائه في التجمع الرباعي وقبل انضمام وزراءخارجية السعودية ومصر والأردن إليهم بضرورة تحقيق الإصلاحات الفلسطينية أولاقبل أي حديث عن السلام وجهوده وهو المطلب الإسرائيلي الأساسي والذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية منذ خطاب بوش المثير للجدل في الرابع والعشرين من يوينو الماضي، كما يركز باول على خطة تحرك شاملة تتضمن مهام محددة ومعايير للتقييم يجب إلزام الفلسطينيين بتحقيقها تهدف إلى تقييد صلاحيات عرفات بصورة مؤقتة في ظل معارضة واسعة لإبعاده بصورة مباشرة، أما عن اللقاء بين بوش وباول من ناحية ووزراء خارجية السعودية ومصر والأردن في واشنطن من ناحية أخرى فقد قال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أنه ليس سراً أن خطاب الرئيس بوش تضمن نقاطا إيجابية .وأخرى سلبية وأننا نسعى إلى تعظيم النقاط الإيجابية والحصول على إيضاحات لعدة نقاط غامضة في الخطاب كما أننا نسعى إلى توضيح الموقف العربي من النقاط السلبية التي تضمنها الخطاب، كان وزير الخارجية الأردني قد صرح في وقت سابق أن مهمة الوفد العربي في نيويورك واضحة وهي التركيز على الحل النهائي ووضع جدول زمنى محدد للوصول إلى هذاالحل. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |