Wednesday 17th July,200210884العددالاربعاء 7 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

هيئة الأمم المتحدة ونظرية المؤامرة هيئة الأمم المتحدة ونظرية المؤامرة
مصطفى محمد /الرياض

هل حقاً توجد دول سبق أن تنازلت عن جزء من سيادتها لجهة ما دولية معروفة أو غير معروفة طوعاً عن طريق الخداع، أو كرهاً بالوعد أو الوعيد؟.
الجواب نعم .. ففي عام 1957م تنازلت دولة عظمى «بعض الشيء» عن سيادتها لعصبة دولية قيل عنها أنها غير معروفة وصدر تصريح رسمي من وزارة خارجية هذه الدولة بذلك، ونغض الطرف الآن عن ذكر اسمها ونشر التصريح الرسمي، وربما توجد دول عظمى تنازلت عن جزء من سيادتها ولم تعلن عن ذلك رسمياً!.
أما باقي دول العالم، ومنها الدول العربية والإسلامية فقد تنازلت طواعية عن جزء من سيادتها لهيئة الأمم المتحدة التي لم تشترك في وضع ميثاقها وقوانينها أية دولة قبل الانتماء لعضويتها يوم كانت جميع المناصب في الأمم المتحدة مشغولة باليهود الصهاينة ولم تنسحب دولة واحدة منها حتى أصبحت أمراً واقعاً يصعب الرجوع عنه. وهذه ستة أسماء تتقلد ستة مناصب من خمسة وعشرين اسما ومنصباً من اليهود الشرقيين «السفارديم» في الهيئة التنفيذية، وسننشر في مقال آخر باقي الأسماء والمناصب:
المستشار الخاص لإدارة الشؤون الاقتصادية: م.روزنبرغ السكرتير العام المساعد لإدارة الإعلام: بن كوهين مدير الأفراد: م.برجمان مدير الفهم الدولي في اليونسكو: م.ف لافمان المدير الإداري لسكرتارية النقد الدولي: س جات يساعده: م.ل التمان .. إلى آخره.
ونلفت الانتباه إلى ثلاثة أمور لها علاقة كبيرة ومباشرة بالموضوع: في العشرينيات من القرن الماضي كان تعريف الصهيونية على لسان أكبر الصهاينة الأمريكان وهو «لويس مارشال» هو:
أ «الصهيونية مشجب مريح لتعليق سلاح قوي عليه» وهو يعني أن مشروع الوطن القومي في فلسطين سوف يتخذ ذريعة لبناء منظمة دولية قوية تحل فيما بعد محل الحكومات القومية الحالية.
ب من حِكم حكماء صهيون المطبقة على الواقع وآخرهم مؤلف البروتوكولات «أثر جينزبرغ» «ينبغي بكل وسيلة ممكنة أن نزيد من أهمية حكومتنا العليا، بأن نمثلها كحماة ومستفيدين من كل أولئك الذين يستجيبون لنا طواعية».
وذلك هو بالضبط الأسلوب الذي يمثله في هيئة الأمم المتحدة، أولئك الذين استجابوا لها طواعية وهرولوا لنيل عضويتها وذلك بسبب الحرب العالمية الثانية ودعاية الوعود المعسولة بل هو بالضبط الأسلوب الذي تمثله الوكالات الخاصة المختلفة لهيئة الأمم المتحدة: اليونسكو، منظمات الصحة، التعليم، العمل، الأغذية، تقنين الغذاء، الزراعة، لجنة حقوق الإنسان، إلى آخره وهذه تحمل مقومات لحكومة عليا عالمية وليس مجرد وكالات عادية، وان بعضاً من نشاطاتها فضلاً عن الأعمال التجسسية، تدخُّل في شؤون الدول بشرعية دولية، وبمرور الوقت، أصبح التدخل في شؤون الدول سافراً وأمراً واقعاً ليس بالإمكان التراجع عنه أو وقفه بسهولة «عنصر الوقت ذو أهمية بالغة بالنسبة للمخطط المغَيّب».
وفي أوائل الخمسينيات نشأت منظمة دولية تدعو نفسها «الجمعية العالمية لبرلمانيي الحكومة العالمية» وتسلك نفس السبيل الذي تتبعه منظمة دولية أخرى قادم بها العهد وهي الإتحاد الفيدرالي مشكلة العرب والدول النامية أنهم لم تصلهم الأخبار من أوروبا عن طريق وكالات الأنباء على حقيقتها سوى الأخبار التقليدية والدعاية» وهذه الهيئة الأخيرة «الاتحاد الفيدرالي»، تخفي وراءها حقيقة وهي: أن الأمم المتحدة ببضع تغييرات صغرى نسبيا في ميثاقها حسب كاتب وسياسي انجليزي، يمكن أن تتحول فعليا ما بين يوم وليلة إلى حكومة عالمية!.
ان هذا التدرج الخفي الذكي في أسلوب سلب الدول سيادتها واعتيادها على عدم إعطاء الأهمية اللازمة والضرورية للسيادة، مع أسلوب تفكيك ولاء ا لشعوب لحكوماتها الوطنية الحالية ربما الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة القطرية يساهم فيه بحسن نية وذلك بتوسيع شقة الخلافات والتذمرات وأقول «توسيع» لأن التذمر موجود وطبيعي من الأساس بين الشعوب والحكام، خصوصا بعض الحكام الذين يتورطون مدفوعين بالضرورة، بسبب مؤثرات خارجية إلى ارتكاب أخطاء كبيرة أو «قاتلة» بعضها يضع الحاكم نفسه فيها أمام شعبه موضع العميل لجهة أجنبية، والحقيقة هي جهل بالسياسة الصهيونية وبأساليب خداعها للحكام، علاوة على الفساد وتصرفات الحاكم الشخصية في الداخل والتي تؤثر على شعبيته.
إن هذا التدرج الخفي الذكي في أسلوب سلب السيادة سواء من دول منفردة أو من مجموعة دول كالانتماء لعضوية الأمم المتحدة، وأسلوب تفكيك ولاءات الشعوب لحكوماتها الوطنية، بالإضافة إلى الإساءة للأمريكي العادي ولامريكا والتغاضي عن حل قضايا الشرق الأوسط وتعقيدها والتغابي والتهرب من معالجة جذور الإرهاب وأسبابه الواضحة والمماطلات في حل مشاكل الفقر والديون وحقوق الإنسان، وتكريس كل عمل سلبي وتأصيل كل عمل إيجابي، كل ذلك لا أظنه إلا تمهيداً لمجيء المنفذ أو المخلص أو المسيح المنتظر الذي سيقلب بمعجزاته الشر إلى الخير..
أما كان الأفضل والأولى والأحقّ أن تتنازل الدول العربية عن جزء من سيادتها للجامعة العربية وان تتنازل الدول الإسلامية العربية وغير العربية عن بعض من صلاحياتها لمنظمة الدول الإسلامية؟ لو كان قد حصل شيء من هذا لحقق العرب لأنفسهم وحقق المسلمون مرجعيتين مركزيتين قويتين، واحدة كحكومة عليا عروبية والثانية كحكومة عليا إسلامية، ولتجنب الجميع أهم المشاكل العروبية الوحدوية والمشاكل الأخرى الإسلامية المستعصية بدون تدخلات ولفوتنا الفرص على كل ما يحاول خلق المبررات للتدخلات الخارجية، وهذا الشيء ينطبق على روسيا الاتحادية التي خسر العرب صداقتها الضرورية بسبب تصرفات إسلامية غير منضبطة، في الوقت الذي يحاول العرب كسب صداقة الصين وتقوية صداقة الهند. وكم من فئة قليلة «مفكرة» غلبت فئة كثيرة متخلفة» بإذن الله.
وأخيرا، إن عصبة الأمم التي أنشئت كنظام دولي في أعقاب الحرب العالمية الأولى والتي كان برناردشو الايرلندي يطلق عليها اسم «الحكومة العليا الابتدائية»، كانت بالنسبة للعرب كارثة، وان كارثة الأمم المتحدة التي أنشئت كنظام دولي جديد عقب حرب عالمية ثانية، إذا أطلقنا عليها اسم «الحكومة العليا الثانوية»، فما ذا يسمي أصحاب إذكاء المؤامرة النظام الدولي الجديد «الحتمي» والقادم بعد انتهاء الحرب العالمية الثالثة الحالية على الإرهاب في أكثر من ستين دولة بين مارقة وبين من قيل عنها أنها تأوي الإرهابيين، أي بعد أن تصبح دول العالم الثالث مجرد هياكل عظمية لا يطيب لليهودي الصهيوني أكلها ويطيب له حكمها كما يحكم اليوم الأمريكان وغدا ما تبقى من دول العالم بدءا من أفغانستان.
في الخمسينيات، كتب بريطاني يقول: دخلنا حربين عالميتين كان بالإمكان تجنبهما، وسندخل في حرب عالمية ثالثة من أجل اليهود .. «هذا الكلام عندما كانت بريطانيا دولة عظمى». وباعتبار بريطانيا الآن ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية أكتب أنا تعقيبا على ما كتبه البريطاني مخاطباً إياه على فرض أنه حياً ويقرأ لي: ليس كل ما يتنبأ به المرء على ضوء المخطط يتحقق، فقد جرت رياح الأقدار ولأول مرة ضد المخطط الصهيوني وورط حكام بريطانيا شعبهم في حرب ثالثة على الإرهاب غير واردة في المخطط «ارتجالية» ولا أحد يعرف نتائجها إلا مغير الأحوال الذي جعل من بعض أسلحة الدمار الشامل غير المسيطر عليها على الظالمين نقمة بعد ان كانت لهم نعمة، وجعلها للمظلومين نعمة أخرت نهاية المخطط بعد ان كانت عليهم نقمة، سبحان الله مغير الأحوال.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved