Wednesday 17th July,200210884العددالاربعاء 7 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مستعجل مستعجل
وزارة تقليص التعليم العالي
عبدالرحمن بن سعد السماري

عندما كتبت عن مشاكل القبول الجامعي لدينا.. وعن غياب أي مبادرة أو دور لوزارة التعليم العالي.. انهالت الاتصالات على هذه الزاوية.. ويبدو أنني عزفت على وتر حساس.
** الاتصالات.. جاءت من طلبة وطالبات وآباء وأمهات.. وكلهم يقولون «ترى ما عندك أحد» ولنا عشر سنوات أو أكثر.. ونحن نئن من مشكلة القبول.. وفي كل سنة.. تطلع النسبة.. و«من يِرْدِهِمْ؟».
** في الرياض مثلاً.. تسابقت جامعتا الإمام والملك سعود في رفض أي طالب للحاسب الآلي.. إلا إذا كانت نسبته فوق 95% ما عدا الحالات الاستثنائية!!
في احد الاتصالات.. ساق لي أحد الأكاديميين من إحدى الكليات.. عدد السعوديين الدارسين في الأردن والشارقة وفي قطر وفي دول أخرى.. والحقيقة.. استغربت هذا الرقم المفزع.
** تخيل.. شبابنا مغتربون وعلى حسابهم.. ويكابدون الغربة والمشاكل والمضايقات والأخطار.. لأن عشر جامعات لدينا.. من أكبر جامعات العالم. عاجزة عن استيعابهم.
** إذاً.. كيف نماري «ونطنطن» بجامعاتنا.. وكيف نتحدث عن ضخامة المدن الجامعية؟ هل المسألة.. مسألة مبان مثلاً؟ وهل المسألة.. مسألة ميزانيات وشروط قبول وكمبيوتر؟
** دولة فقيرة.. بل معدمة.. وتعيش على المساعدات.. أعلنت إحدى جامعاتها عن قبول عشرين ألف طالب.. ودولة أخرى.. أفقر.. أعلنت قبول جميع خريجي الثانوية العامة عن بكرة أبيهم.. ونحن نحمل هماً سنوياً.. بل كارثة موسمية اسمها.. قبول أبنائنا وبناتنا..
** البيوت.. والشوارع.. والأسواق.. والملاحق المنزلية والاستراحات.. تغص بالشباب المتسكع.. الذين رفضتهم الجامعة وهم في سن الطيش والمراهقة والجنون.. فماذا ننتظر من مراهق بلا دراسة وبلا عمل و «أطفر من حَجّام؟!!».
** لماذا ترمي وزارة التعليم العالي أحمالها وأعمالها على وزارات الداخلية أو العمل أو الخدمة المدنية أو الشركات؟
ما دور وزارة التعليم العالي بالضبط.. وبالأمانة «وش سوَّت ها الوزارة» منذ إنشائها وحتى اليوم؟
** هل هذا الأمر لا يعنيها.. أم أنها لا تدرك أبعاده.. أم أنها «لا تَتَنَزَّلْ» حتى ترد مجرد رد؟!
** لا قبول في الجامعات.. ولا جامعات أهلية.. وثلاثة أرباع جامعات العالم لا تعترف بها وزارة التعليم العالي..
** والغريب في الأمر أيضاً.. أن وزارة التعليم العالي هي التي تحارب التعليم العالي.. وترفض أن يكون متاحاً للجميع عبر جامعاتها العجيبة.. وترفض أن يتعلم ويتخصص شبابنا.. فهي تريدهم «سواويق» أو فراشين أو عمالاً أو «سِرْقان».
** دعوهم يتعلمون.. فالحرب اليوم.. حرب علم وثقافة وفكر وإبداع وعقول وليست حرباً على التعليم وهدم العلم.
** إنني أقترح تسمية الوزارة.. وزارة ترشيد التعليم العالي. أو.. وزارة تقليص التعليم العالي.. أو.. وزارة.. الحد من التعليم العالي.. أو.. وزارة فرملة التعليم العالي.. أو.. وزارة «ما عندك أحد».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved