* نيودلهي - د ب أ:
من كل عام حينما تبدأ الامطار الموسمية في الهطول على شرق الهند يفرد رافيندرا نات خرائط الفيضانات في منطقة ديماجي بولاية آسام ويقول رئيس المركز التطوعي الريفي البالغ من العمر 43 عاما: إنها نفس القصة تتكرر كل عام عندما تأتي الفيضانات تتشرد الناس وتحدث خسائر اقتصادية واسعة النطاق، والحكومة لا تكون مستعدة أبدا، وحتى الآن توفي ما لا يقل عن 17 شخصا بينما تشرد أكثر من مليون نسمة مع استمرار الفيضانات العارمة في إغراق شرق الهند، وتكون ولايتا بيهار وآسام هما الاكثر تضررا من جراء الفيضانات الموسمية. والامر كما هو عاما بعد عام، ويعترف إس.كي. داس من الهيئة المركزية للمياه، قائلا في الاعوام العشرين الماضية لم يتم إحراز تقدم بالنسبة للسيطرة على الفيضانات في الهند، ويضيف وقبل ذلك كان قد تم صياغة سياسة وطنية غير أنها ما تزال بانتظار التنفيذ في كل المناطق المعرضة للفيضانات، ويتابع السخرية في هذا الموقف تتمثل في أن حكومات الولايات تنفق كل عام على أعمال الاغاثة أكثر مما ينفق على الصيانة، وفي عام 1986 خرجت الهيئة الوطنية لمكافحة الفيضانات بـ207 توصية للتقليل من آثار الفيضانات واقترحت اللجنة التعرف على المناطق المعرضة للفيضانات وتعديل أنماط المحاصيل وتعلية القرى عن مستوى إغراق الفيضانات غير أن القائمة المكثفة من التوصيات لم تلق أي دعم تنفيذي وقامت اللجنة بخفض المقترحات إلى 25 مقترحا ورغم ذلك لم تتحرك لا حكومات الولايات ولا الحكومة الفدرالية الهندية للتجاوب مع المشكلة وطبقا للبيانات التي جمعتها الهيئة المركزية للمياه يتعرض في المتوسط 5 ،7 ملايين هكتار من الاراضي للاغراق في الهند سنويا بما يؤثر على 41 ،33 مليون نسمة، ويلحق خسائر تصل إلى 13 مليار روبية (271 مليون دولار).وتشير الارقام الواردة عن الفيضانات على مدار نصف القرن الماضي إلى نموذج متتابع من الموت والدمار من جراء الامطار والفيضانات الموسمية، فسكان منطقة ديماجي إحدى أكثر المناطق تضررا بالفيضانات في ولاية آسام يعيشون كلاجئين ثمانية أشهر في السنة حيث تغلق المدارس لاربعة أشهر على الاقل، ولا يمكن الوصول إلى المستشفيات، وتتلف كافة المحاصيل التي لم يتم جنيها من الحقول بعد، وتظل قرى أوجانيسيستونغاني وسانجخوم ونوخاتا وبورلونج معزولة تماما عن بقية الاقليم لمدة ثلاثة أشهر على الاقل كل عام، ويخيم سكان تلك القرى على الضفاف المرتفعة دون غذاء أو مياه صالحة للشرب، ولشدة عطشهم يضطرون لشرب مياه الفيضان بما يعرضهم للاصابة بمجموعة متنوعة من الامراض التي تنقلها تلك المياه، ومنذ حزيران/ يونيو الماضي بدأت الامطار الموسمية في إحداث الدمار، ويتنبأ عمال الاغاثة بحدوث مجاعة عامة وانتشار الاسهال والملاريا واليرقان، ويقول نات من المركز التطوعي الريفي بديماجي الصرف الصحي ومياه الشرب يمثلان أكبر مشكلة الناس في آسام لا يموتون من جراء الفيضانات غير أنهم يعيشون في بؤس غير أن المئات يلقون حتفهم كل عام في ولاية بيهار إلى الغرب من آسام.
ويقول مسؤول بديماجي يدعى بي.كي. سامال هناك 23 رافداً تجري في المنطقة، ونحن نتعرض لفيضانات شديدة كل عام، هناك اقتراحات لتعلية الضفاف وتغيير مجاري الانهار وتوفير الاغاثة لكن لا أموال لتنفيذها.وفي كل من آسام وبيهار استشهدت حكومتا الولايتين بنقص الموارد كسبب لعدم الصيانة والحفاظ على البنية التحتية القائمة للسيطرة على الفيضانات، ولعدم تنفيذ إجراءات وقاية جديدة، ويقول نات في الواقع إنهم حتى لا يفتحون مخيمات الاغاثة لان هذا سيعني توفير إغاثة، وإن لم يكن الامر هو عدم كفاية الاعتمادات، فإنها السياسات التي تضمن بقاء تلك المناطق غارقة تحت الفيضانات على الاقل ثلاثة أشهر من كل عام، ويقول مسؤول في وزارة الموارد المائية اشترط عدم الكشف عن هويته السيطرة على الفيضانات مسألة من اختصاص الولايات، ودور الحكومة الفدرالية يقتصر على تقديم النصح والمساعدة، ويضيف قائلا: حكومات الولايات تجد أنه من المربح أكثر أن يتركوا الفيضانات ثم يطلبون المساعدة والاغاثة من الحكومة المركزية إنهم يريدون فحسب المال الذي نقدمه.
ويقول مسؤول آخر بحكومة إحدى الولايات رفض هو الآخر الكشف عن اسمه الناس مستعدون إنهم يعرفون متى ينتقلون من منازلهم.
|