* القاهرة إيهاب كمال:
فيما يشبه تداعيات أحداث 11 سبتمبر والحرب في أفغانستان ما تزال المواجهة مستمرة بين المخرج جلال الشرقاوي والرقابة على المصنفات الفنية بمصر حول مشهد مسرحي يجمع بين الرئيس الأمريكي جورج بوش وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وذلك ضمن أحداث مسرحية الشرقاوي الجديدة التي تقدم يومياً بالقاهرة من بطولة صلاح عبدالله ودنيا وعمرو واكد. حيث طلبت الرقابة من الشرقاوي حذف المشهد وكذلك عدة مشاهد أخرى وحذرته من تجاوز الخطوط الحمراء.
من جهته خضع الشرقاوي لطلب الرقابة وخفف من مشهد اللقاء المثير ولكنه دافع عن وجهة نظره تجاه المشاهد الأخرى مؤكدا ان ما يقدمه افتراضات مسرحية ولا تحمل تحيزاً لأحد والمشهد المثير عبارة عن مناظرة بين الرئيس الأمريكي بوش وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بحضور كوفي عنان الامين العام للأمم المتحدة وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني والكل يدافع عن وجهة نظره بالحجج والبراهين، وقد استعان المخرج بخبير في تصميم الأقنعة لتقديم نماذج طبق الأصل من وجوه بوش وابن لادن وعنان وبلير الذين يظهرون معاً لأول مرة على خشبة المسرح، والمشاهد الأخرى عبارة عن مواقف لابن لادن وبوش وتعليقات عليها.
والمسرحية بشكل عام تتناول في إطار ساخر عدداً من القضايا الساخنة الموجودة على الساحة في مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي وأحداث 11 سبتمبر والحرب في أفغانستان ومذبحة جنين، إضافة لمافيا تهريب الآثار والشبكات الإرهابية العالمية وسياسة الخصخصة.
وكانت الرقابة رأت فيما يقدمه الشرقاوي خاصة مشهد المناظرة انه يعبر عن آراء حادة ووجهات نظر لا تتفق مع موقف مصر الرافض للإرهاب بكل صوره، وطالبت بحذف المشهد مع عدة مشاهد أخرى.
ورفض الشرقاوي حذفه وقال ان الرقابة لم تعترض على المناظرة فقط، بل هناك ملاحظات كثيرة على مشاهد أخرى بحجة انها محظورة سياسياً.
وأوضح ان مدير الرقابة على المسرحيات أبدى موافقته الكاملة على كل ما جاء في النص المسرحي، وقال إنني لا أتمسك بما تراه الرقابة خروجاً على الآداب العامة، بل أقوم بشطب أي كلمة توحي ولو من بعيد بمداعبة غرائز الجمهور ولكن عندما يتعلق الأمر بمضمون وأفكار العرض المسرحي فهو ما لن أتنازل عنه أبداً.
| 
