Wednesday 17th July,200210884العددالاربعاء 7 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

البوارح البوارح
محاربة الإسلام من داخله 2-2
د. دلال بنت مخلد الحربي

تحدثت في الأسبوع الماضي عن كتاب الدكتورة سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي آل سعود المعنون ب«محاربة الإسلام من داخله» حيث ذكرت تقسيم الكتاب وهدف المؤلفة من دراستها، ويلاحظ أن المؤلفة تتبعت أهداف موضوعها بدقة بدءاً من فكرتها التي بلورتها إلى فصول ومباحث وانتهاءً بالنتائج التي توصلت إليها، فهي تبدأ أولاً بتعريف معنى الحرب في اللغة وقارنت بين ذلك المعنى والمعنى الذي ترمي إليه في عنوان دراستها حيث قالت: «أما المحاربة المقصودة بهذا البحث فهي: ما يتعرض له الدين الإسلامي عقيدة وشريعة وأخلاقاً ومنهاج حياة من قتال عنيف ومحاولات دائبة مستمرة جادة للقضاء عليه لا بذاته لأنه دين قد تكفل الله بحفظه وما يحفظه الله لا يستطيع بشر مهما أوتي من قوة وامكانات القضاء عليه ولكن للقضاء عليه في نفوس اتباعه وقلوب معتنقيه وعقول أبنائه..».
وتمضي المؤلفة في تتبع أهداف دراستها ففي الفصل الأول المعنون ب«العوامل الداخلية» تبرز بشكل فعلي العوامل التي أثرت في كيان المجتمع الإسلامي، وتناقش كل عامل على حدة، وتأثير كل عامل في محاربة الإسلام داخل أوطانه ومن قبل أهله الذين سلكوا مشارب عدة بفعلهم أو بتوجيه وصنع الغير مما أثر في بعدهم معنىً ومضموناً عن الإسلام الحقيقي وهي بذلك تقول: «والمتأمل لحقيقة هذه الحرب الخفية التي استشرت في بنية الأمة المسلمة كنبت شيطاني، يجد أن كثيراً من بذوره غرستها أيد مغرضة امتدت من خارج دائرة الإسلام وسقته بدعمها الفكري والمادي والسياسي والإعلامي حتى آتى ثماره فكانت حرب الإسلام ومحاربته بأيدي أبنائه».
وفي الفصل الثاني من الدراسة والمعنون ب«العوامل الخارجية» تبرز المؤلفة العوامل الخارجية أنها سارت جنبا إلى جنب مع العوامل الداخلية في نخر جسم الأمة الإسلامية معتقداً وسلوكاً، وتوضح أن معاول الهدم في العوامل الخارجية ساهمت بشكل فاعل في تحقيق مبتغاها ف:«عمل الفكر الوافد بطروحاته المختلفة على محاربة الإسلام بعوامل داخلية، وضغوط خارجية يمارسها الإعلام والاقتصاد والسياسة استطاعت إلى حد كبير أن تقوم بدور فعال مؤثر في عملية الاختراق الثقافي وتغيير معالم الهوية الإسلامية لتصل إلى مرحلة متقدمة جداً في عملية التبديل الثقافي واقتلاع المسلمين من جذورهم الدينية والحضارية وتشويه المعالم العقدية والتشريعية في قلوبهم وأذهانهم وواقعهم في عملية احتواء حضاري خطيرة جداً انتهت بكثير من المسلمين إلى حالة اغتراب نفسي وفكري وانتمائي وان عاشوا على أرض إسلامية فقلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب».وتأتي الخاتمة التي توضح فيها المؤلفة بأن معرفة العلل خطوة في العلاج ولذلك فهي تطرح عدداً من التوصيات القيمة لمقاومة العدو الذي أصبح المسلمون لا يشعرون بوجوده أو أنهم ألفوا وجوده كما تقول المؤلفة، وتشمل توصيات المؤلفة طروحات في الدين ومنها تحكيم الاسلام شريعة ومنهاجا في حياة المسلمين وترسيخ المفهومات العقدية الصحيحة، والاهتمام بالأطفال واعدادهم في مراحل مبكرة من حياتهم وتفعيل دور المساجد والاهتمام بالمرأة المسلمة واعطاؤها حقوقها الشرعية.
كما توصي المؤلفة بالاهتمام بالتعليم واعادة صياغة السياسة التعليمية لتفعيل الواقع وتخريج أجيال محصنة بالدين والتعليم، واعادة صياغة المناهج التعليمية لتناسب التطورات المعاصرة وفق قواعد إيمانية كما يوجه الاهتمام الى البحوث والدراسات وتفعيل دورها العلمي القوي، وترى المؤلفة ان للإعلام دور مهم، كما هو حال السياسة والاقتصاد وبالتالي لابد أن يكون كل ذلك وفق أطر إسلامية واضحة.
إن دراسة الدكتورة سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي آل سعود دراسة جادة تستحق القراءة وأيضا التطبيق لما تضمنته من أفكار جيدة ورؤية معاصرة، وقيمة الدراسة تكمن بتوجهها الرائع الراغب في رقي المسلمين وعلو شأنهم واستعادة مكانتهم وهو هدف يسعى إليه كل مسلم غيور على دينه ومعتقده حريص على مكتسبات أمته.
لقد قدم كتاب (محاربة الإسلام من داخله) الدكتورة سارة باحثة متمكنة لها معرفة واسعة بقضايا الإسلام المعاصرة وفقها الله إلى القيام بأعمال أخرى مثيلة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved