تمثل مدينة (سلطان بن عبدالعزيز) للخدمات الانسانية بمنطقة بنبان - أحد مشاريع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية - تمثل صرحا من الصروح الطبية الرائدة في مجالين متكاملين هما العلاج الطبيعي والتأهيلي حيث يعد هذا المشروع الخيري من أكبر المشاريع الطبية والتأهيلية على مستوى العالم التي يفتخر بها ابناء هذا الوطن الغالي.
* ففي الاسبوع المنصرم تشرفت بزيارة هذه المدينة العملاقة لتغطية المراحل العلاجية والتأهيلية (إعلاميا) لقائد فريق الهلال والمنتخب في الثمانينات الشهير (سلطان بن مناحي) اثر تعرضه لجلطة دماغية قبل شهر ونصف الشهر تسببت في حدوث شلل في الجانب الايسر مع ضعف في النطق والكلام حيث يمكث في المدينة منذ ما يزيد على ثلاثة اسابيع.. ولقد هالني ما شاهدته داخل اروقة ودهاليز هذا الصرح الطبي الفريد من نوعه من حيث الامكانيات الطبية المتقدمة والخدمات التأهيلية الرائدة لا سيما في حقلي العلاج الطبيعي والعلاج التأهيلي الذي يتم على أيدي نخبة من الاخصائيين والخبراء في هذين المجالين.
* ما يثلج الصدر ويبعث السرور في النفس والوجدان هو توفر جو من الرعاية الصحية والعناية الفائقة بالمرضى (يقول سلطان بن مناحي - دخلت المدينة بشلل نصفي واستعدت قدرتي على الحركة في (21 يوماً) وهذا يعني انه خلال فترة قياسية تحسنت اوضاعه العلاجية وتمكن من استعادة حركته - بفضل الله - ثم للامكانيات المتوفرة في مدينة سلطان بن عبدالعزيز الانسانية من خدمات في مجال الرعاية الصحية والتأهيلية اذا اخذنا في الاعتبار انه كان في حالة نفسية ومعنوية (سيئة) قبل دلوفه المدينة نظراَ للآثار الجانبية (عضويا) التي تمخضت عن الجلطة الدماغية، غير ان الرعاية الانسانية والتعامل المثالي من الاطباء والعاملين وعلى رأسهم مدير عام المدينة الدكتور راشد ابا الخيل الذي حرص على زيارته ومتابعة حالته عن كثب انطلاقا من رسالته المهنية والانسانية ساهمت في رفع درجة (الحالة المعنوية) له بصورة أكثر فعالية وبالتالي شروعه في البرامج التأهيلية والطبيعية بمهمة عالية وارادة صلبة فاختصر بذلك المسافة والزمن من خلال فترة قياسية بعد توفيق الله جلت قدرته وامتداداً لهذا الاهتمام والرعاية خصص لكل مريض مشرف مسؤول يتولى شؤونه ورعايته في اطار عملية تأهيلية باعتبار ان الدور المعنوي او النفسي جزء لايتجزأ من برنامج التأهيل لكل مريض حيث ينسق المشرف ما يقوم به من اعمال مع فريق التنظيم الداخلي ومسؤول الانشطة لتسهيل عودة المريض الى ساحة الحياة الاجتماعية بصورة أكثر فاعلية.
* ثمة أمر آخر آثار دهشتي وشد انتباهي تمثل في نوعية البرامج التأهيلية بأساليبها الحديثة المتوفرة في هذا المشروع الطبي العملاق وهي بجانب العلاج الطبيعي - العلاج المهني - ومعالجة النطق - العلاج النفساني حيث يتلقى المريض جلسات متعددة اسبوعيا طبقاً لنوعية الحالة وذلك عن طريق الاخصائيين النفسانيين. كما ان هناك برنامجاً غذائياً حيث يقوم الاخصائي بوضع برنامج يتناسب مع حالة المريض ويتم متابعة نتائجه فضلاً عن متابعة اوضاع المريض بعد خروجه حيث يقوم فريق مكون من اخصائي العلاج المهني ومساعده بزيارته في منزله وتدريبه على كيفية الاعتماد على الذات وتأهيله لقضاء احتياجاته الخاصة دون مساعدة من الآخرين بعد وصوله لمرحلة تأهيلية طبية ممكنة.
* وأيضا من الاشياء الجميلة التي خالجت شعوري حرص المدينة على الناحية الاجتماعية ويتمثل ذلك في منح المريض راحة يوم الجمعة يغادر لمنزله من جديداً الساعة (9 صباحاً) ويعودالساعة (10 مساء) بقصد تكييفه مع المجتمع وتغيير الروتين ليعود وبشعور مفعم بالارتياح والتفاؤل وبالتالي استقباله يوماً حافلاً بالمزيد من الصحة والعافية.
* وبالمقابل يلفت الانظار عند دخول المدينة طريقة تصميمها بطراز معماري أكثر روعة وجمالا حيث صممت على شكل واحة تتوسطها المباني على شكل هلال وتطل كل غرفة في هذا المبنى على نهر مائي (صناعي) وعلى مسطحات خضراء منتشرة في أرجائها الواسعة والفسيحة فتستهوي تلك المناظر الخلابة مرتادي المدينة فضلا عن الانعكاس النفسي للمريض لحظة خروجه للاستمتاع بتلك المناظر الجذابة.
* ولا شك بان الانطباع المثير للانتباه الذي حملته في حقيبتي الاعلامية عقب زيارة قائد هلال الثمانينات سلطان بن مناحي في هذا المشروع الطبي الرائد يجعلني أرفع قبعة الاعجاب والابهار على ما شاهدته ولمسته عن كتب ولعلي أجدها فرصة لتقديم الشكروالتقدير لمدير عام المدينة (سلطان بن عبدالعزيز) للخدمات الانسانية ولمدير العلاقات العامة الأستاذ عبدالله الثنيان ومنسق علاقات المرضى والمشرف على حالج بن مناحي الاستاذ أحمد الربيعة الذين ساهموا بالتأكيد في تسهيل مهمتنا وتأدية واجبنا الانساني تجاه نجمنا الخلوق (سلطان بن مناحي) حيث غمرونا بدماثة خلقهم وتواضعهم الجم ومعاملتهم الانسانية الراقية مع المرضى.
* وأخيراً وليس آخرا هل ما زلنا نبحث عن مراكز ومصحات تأهيلية وطبيعية في التشيك وبعض الدول الخارجية ونحن نملك مدينة طبية متكاملة في هذين المجالين تبناها وتكفل بها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله رجل الانسانية وأمير الخير والعطاء ادام الله عزه وجعله ذخراً للاسلام والمسلمين.
واعتقد ان (ما نشيت) الجزيرة العريض الذي نشر عن حالة (ابن مناحي) مؤخراً كاف بأن يختصر كل ما جسدته وفندته عن شؤون وشجون هذا المشروع الانساني العملاق. والله من وراء القصد،،،
|