Sunday 14th July,200210881العددالأحد 4 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

العليان.. والوظيفة الاجتماعية لرجل الأعمال العليان.. والوظيفة الاجتماعية لرجل الأعمال

ما أهنأ هؤلاء الذين يرحلون عن دنيانا، وقد عاشوها سلاماً مع النفس والآخرين، وغادروها وبها ما يشهد بأنهم أدوا ما عليهم، كفاحاً، وعطاءً، ونجاحاً، وخيراً، وذرية صالحة تنفع ما حولها.
تولدت لدي تلك القناعة وأنا اطالع خبر رحيل الشيخ سليمان العليان- رحمه الله واسكنه فسيح جناته-، فهذا الفقيد الذي عرفناه أحد أبرز أعلام الاقتصاد والاعمال في عالمنا العربي، يعد بكل معنى الكلمة قدوة تحتذى لهؤلاء الشباب الباحثين عن المثل والقدوة، ولرجال الاعمال الطامحين في النجاح والثروة، وقبل كل ذلك للإنسان الذي يتطلع لاداء وظيفته الاجتماعية بوعي ونضج.
عرف الجميع الشيخ سليمان العليان- رحمه الله-، ابن أرامكو الذي روًّض جواد المال والاعمال، فبات على مدى أكثر من خمسين عاماً قطباً للنجاح في ذلك العالم الحافل بالمخاطرة والاثارة.
ولكن ما أود الحديث عنه هو الشيخ سليمان العليان الذي نعرفه في جمعية الاطفال المعوقين، أحد أبرز مؤسسيها، وعضو مجلس ادارتها في دورتها الاولى، والرجل الذي لم يتوان يوماً وعلى مدى أكثر من خمسة عشر عاماً عن تقديم كل أشكال الدعم لمشروعاتها ومراكزها وانشطتها، حتى بات لا يخلو مركز من المراكز التابعة للجمعية لا يوثق عطاء هذا الرجل، حاملاً اسمه يزين إحدى وحدات تلك المراكز.
أقول :إننا عرفنا الشيخ الفقيد انساناً في حبه للخير، وكريماً في الانفاق عليه، كان لديه قناعة راسخة برسالة جمعية الاطفال المعوقين، واهدافها الخيرية ذات المضمون، وانها تسهم في خدمة قضية حيوية لها مردودها على المجتمع بأسره، من هنا كان حرصه على أن يسهم في تبني مشروعاتها، وخططها لتوسيع دائرة خدماتها لتشمل كل منطقة تتأكد الحاجة فيها لتلك الخدمات، ومن هنا كان سخاؤه معها، كما كان حاله في العديد من المشروعات الصحية والتعليمية الخيرية دون منّة أو أضواء أو إعلان.
لقد كان للرجل- رحمه الله- مفهومه المميز للوظيفة الاجتماعية لرجل الاعمال، وأستطيع أن أؤكد من خلال ما لمسناه في جمعية الاطفال المعوقين أنه- رحمه الله - أدى تلك الوظيفة في أرقى صورها، وبقلب وعقل مفتوحين استوعبا احتياجات المجتمع وأولوياته بنفس القدر من الرقي والتميز الذي أدى به أعماله الخاصة وادارته لشركاته ومؤسساته.
وفي عقد نجاحات الفقيد- رحمه الله- يبرز أيضاً الذرية الصالحة الواعية التي تعد امتداداً- بمشيئة الله- لاسم العليان «رجل الخير»، وما مبادرة أبناء الفقيد بدعوة المعزين الراغبين في نشر اعلانات تعازي لرحيل الشيخ سليمان العليان بالتبرع بقيمة تلك الاعلانات لصالح جمعية الاطفال المعوقين، إلا سابقة تجسد وعي هذه الاسرة، وعمق جذور الخير فيها.. فجزاهم الله خيراً على هذه المبادرة والتي ندعو أن تكون بمشيئة الله في حسناتهم وحسنات المرحوم بإذن الله.. ولنا جميعاً أن نتصور قيمة ومردود توجيه مخصصات اعلانات «المجاملات» لصالح مشروعات العمل الخيري والانساني، أولاً من حيث قيمتها المادية التي يمكن أن تسهم في الكثير من مشروعات الخير، أو من حيث مدلولها كصورة للوعي والتكافل والتراحم التي تميز المجتمع المسلم.
واخيراً نقول :من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة». الحديث

عبدالله بن محمد آل الشيخ
عضو مجلس الإدارة، ورئيس اللجنة الاعلامية بجمعية الأطفال المعوقين

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved