editorial picture

المبادرة محور التحرك العربي

التوافق العربي على مبادرة السلام العربية يشكل واحدة من، الضمانات الكبرى لإنجاح هذه المبادرة وتأمين تطبيقها، فالمبادرات العربية التي أقرتها قمة بيروت توفر إطاراً جيداً للعمل كما تحدد حدود التحرك، وفوق هذا وذاك تقدم للآخرين رؤية عربية واضحة للتسوية.
في اجتماعات لجنة المتابعة العربية مساء الجمعة جرى التأمين على التمسك العربي بهذه المبادرة خصوصاً وأن هناك لقاء دولياً يتمثل في اجتماع اللجنة الرباعية بنيويورك وبمشاركة عربية، ومن هنا جرى تجديد الالتزام بهذه المبادرة لتكون أساساً للطرح العربي أمام اللجنة الرباعية.
وقد حازت المبادرة إلى جانب الاجماع العربي قبولاً واسعاً في أنحاء العالم بما في ذلك من قبل الدول المعنية مباشرة بالنزاع العربي الإسرائيلي مثل الولايات المتحدة الأمريكية راعية العملية السلمية، وروسيا وبريطانيا وفرنسا.
ومن هنا فإن المطلوب أيضاً من تلك الدول أن تجدد تأييدها للمبادرة، خصوصاً وأن دول اللجنة الرباعية تبدو على وشك حزم حلول عملية للنزاع، فالمبادرة تشكل المرجعية الأساسية للحل، وهذا ما يستوجب أن يتضمن أي تحرك جديد هذه المرجعية.
إن الأولوية بالنسبة للجانب العربي الآن تتمثل في ضرورة كف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من الأراضي الفلسطينية ومن ثم استئناف عملية السلام، فيما تتركز الأولويات لدى كل من واشنطن وإسرائيل على عملية الإصلاح على الرغم من أن السلطة الفلسطينية قامت بالكثير في هذا الصدد لكن المطالب لا تنتهي حيث التركيز الآن أمريكياً وإسرائيلياً على ذهاب عرفات نفسه.
ومن الواضح أن هناك تعارضاً في وجهات النظر وأن الحاجة ماسة لتحرك دبلوماسي عربي لدى حلفاء أمريكا من الأوربيين.
وهم الذين يقتربون من الموقف العربي بشأن القيادة الفلسطينية حيث يرى الأوربيون أن هذا الأمر شأن فلسطيني ولا شك أن تجاوز هذه المسألة بعد وضعها في إطارها الصحيح من خلال التأكيد على استقلالية القرار الفلسطيني سيفتح المجال لانطلاق جهود التسوية مع التأمين في ذات الوقت على اختصاص الفلسطينيين وحدهم بشؤونهم واختيار قيادتهم.


jazirah logo