* الرياض محمد العيدروس:
نفى سفير الجمهورية الفرنسية لدى المملكة برنار بوليتي ان تكون هناك إجراءات جديدة قد طرأت على إصدار التأشيرات لفرنسا فيما يتعلق بالمواطنين السعوديين.
وقال السفير بوليتي في تصريح ل«الجزيرة» بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده الذي يصادف اليوم الأحد ان هناك أكثر من 30 ألف سعودي يزورون فرنسا للسياحة والعمل كل سنة.
وبيّن ان المملكة هي الشريك الثاني لفرنسا بين دول منطقة الشرق الأوسط.
وقال: إن حجم التبادل التجاري تجاوز 309 بلايين يورو، وفيما يلي الحديث:
* ما هي رؤيتكم حول مسيرة العلاقات الثنائية وآخر أرقام التبادل التجاري بين البلدين؟
العلاقات الثنائية الفرنسية السعودية قديمة، تاريخية، وطيدة ومتميزة، وهي قائمة على علاقات شخصية وثيقة بين حكام بلدينا منذ اللقاء التاريخي الذي جمع الملك فيصل والجنرال دي غول، وعلى تقليد طويل من التبادلات والتعاون وعلى تطابق وجهات النظر حول ملفات الساعة الهامة بما فيها أزمة الشرق الأوسط ومكافحة الارهاب أو استقرار منطقة الخليج، إن تشاورنا السياسي الوثيق يتعزز باستمرار كما شهد على ذلك الزيارة التي قام بها نائب الملك الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى باريس العام الماضي والزيارة التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد جاك شيراك، إلى المملكة العربية السعودية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والزيارة التي قام بها مؤخراً إلى جدة بتاريخ 26 يونيو الماضي وزير الخارجية الفرنسي الجديد، السيد دومينيك دو فيلبان.
على الصعيد الاقتصادي، فإن بلدينا أعربا عن عزمهما على رفع العلاقات الاقتصادية على المستوى الذي تتميز به العلاقات السياسية، إن حجم التبادلات عام 2001 بلغ 309 بلايين يورو: منها 105 بلايين يورو حجم الصادرات الفرنسية إلى المملكة العربية السعودية «السلع المتوسطية والاستهلاكية والتجهيزات والمواد الغذائية» و204 بلايين يورو من الواردات السعودية إلى فرنسا «نفط ومشتقات النفط خاصة»، مما يؤدي إلى فائض في الميزان يبلغ 9 ،0 بليون يورو لصالح المملكة.
إن المملكة هي الشريك الثاني لفرنسا بين دول منطقة الشرق الأوسط، أما فرنسا فهي المزود السادس للمملكة وتتراوح حصتها من السوق ما بين 4 و5 في المائة.
إن تنمية الاستثمارات الفرنسية التي تتم حاليا لهي عربون تقدم ونجاح، هناك اليوم حوالي 70 شركة مشتركة أنجز قسم منها والقسم الآخر في طور الإنجاز، ان استقرار الاقتصاد السعودي وعافيته، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي أجرتها المملكة «لعوامل بالغة الايجابية، علاوة على ذلك، إن التوقيع بتاريخ 26 يونيو الماضي على اتفاقية تشجيع وحماية متبادلة للاستثمارات بين فرنسا والمملكة من شأنه ان يشجع الشركات الفرنسية على الاستثمار في جميع قطاعات الاقتصاد السعودي الأساسية، لا سيما الطاقة والغاز والماء والكهرباء والنقل الجوي والبري والسكك الحديدية والاتصالات والخدمات.
إن الشركات الفرنسية تتجه من الآن فصاعداً نحو تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص السعودي وتود تلبية تطلعات السعوديين في مجال توطين التقنية وتدريب وتأهيل الشباب السعودي وإنشاء فرص عمل للشباب السعودي وسعودة الوظائف.
* ما هو حجم الزوار العرب والمسلمين إلى فرنسا هذا العام وهل أثرت أحداث 11 سبتمبر في حجم الإقبال؟
تشكل فرنسا إحدى أهم مقاصد زيارة للمسافرين القادمين من الدول العربية والإسلامية، فطبعاً، كما تعلمون، أدت أحداث 11 سبتمبر الماضي في العالم أجمع إلى انخفاض في عدد المسافرين وبالتالي إلى انخفاض الحركة الجوية.ولكن انتهت هذه المرحلة الآن، ففيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، وبعد انخفاض طفيف عقب أحداث 11 سبتمبر، سرعان ما عاد الزوار السعوديون إلى المستوى العادي، وإننا نلاحظ زيادة منذ بداية هذا العام، فعادة هناك أكثر من 30 ألف سعودي يزورون فرنسا للسياحة أو للعمل كل سنة، إن الزيادة الملاحظة هذه السنة في عدد الزوار عائدة إلى حفاوة الاستقبال الذي يلاقيه أصدقاؤنا السعوديون في فرنسا وأيضاً إلى فرص المشاريع المشتركة المتوفرة.
إني أود ان اشير إلى ان إجراءات اصدار التأشيرات لفرنسا لم يطرأ عليها أي تعديل منذ أحداث 11 سبتمبر ففيما يتعلق بالسعوديين إن القسم القنصلي في سفارتنا في الرياض وفي قنصليتنا العامة في جدة يصدر عادة التأشيرات خلال اليوم نفسه، إني ألاحظ ايضاً انه منذ أحداث 11 سبتمبر، لم يسجل حدوث أي حادث مزعج ضد مواطن سعودي أو عربي أو مسلم، لا عند وصوله إلى فرنسا ولا خلال اقامته في بلدنا، هذا ربما أمر قد يفسر زيادة عدد الزوار السعوديين إلى فرنسا.
|