* كتب مندوب الجزيرة:
أكد مدير عام المناهج بوزارة المعارف الدكتور عبدالإله المشرف أن الوزارة عازمة بإذن الله على إدخال مادتي اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي ضمن مقررات المرحلة الابتدائية ابتداء من العام الدراسي القادم 1423ه/1424ه، ولا نية لإلغاء المشروع أو تأجيله، وذلك في إطار سعي الوزارة المتواصل إلى تطوير التعليم وتحسين مخرجاته، حتى يستطيع الجيل الصاعد التفاعل مع معطيات عصرهم بكل ما فيه من مستجدات علمية وتقنية متطورة، ولاسيما ما يتعلق منها بثورة الاتصالات والحاسوب والإنترنت.
وأكد أن الوزارة اتخذت هذا القرار بعد أن تأكدت من خلال العديد من الدراسات أن تدريس اللغات يعضد بعضه بعضاً، وأن تدريس اللغة الإنجليزية في مرحلة مبكرة من العمر يساعد الطالب على الإلمام بها واستيعابها بصورة أفضل في مراحل لاحقة، مما يمكنه من استخدامها بحذق ومهارة.
أما الحاسب الآلي فسوف يتم تدريسه من خلال التكامل مع المواد الدراسية الأخرى، حيث سيدعم الحاسب تدريس هذه المواد، وستدعم هذه المواد مهارات الطالب الذي يستخدم الحاسب في تعلمها من خلال الممارسة التفاعلية النشطة، وهذا ما أشارت إليه الاتجاهات التربوية العالمية الحديثة التي أكدت على عدم تدريس الحاسب الآلي كمادة منفصلة، وإنما تدريسه من خلال استخدامه وسيطا تعليمياً تفاعلياً في التدريس، فقد تبين أن البرامج التعليمية الحاسوبية بما تتمتع به من مزايا وامكانيات تجذب الطالب للتعلم، وتساعده على التعلم وفق مبادئ واتجاهات تربوية عالمية تم التأكيد عليها في المؤتمرات التربوية العالمية، و منها: مبدأ الفروق الفردية، ومبدأ التعلم الفردي، والتعلم المستقل.
وأشار إلى أن تدريس اللغة الإنجليزية سيقتصر على طلاب الصف الرابع الابتدائي في مدارس التعليم العام للبنين فقط ابتداء من العام الدراسي القادم 1423هـ/1424هـ بواقع حصتين كل اسبوع، وفي العام الذي يليه ستدرس للصف الخامس، وهكذا يتدرج في تدريسها حتى الصف السادس بإذن الله، مؤكدا على أن تدريس اللغة الإنجليزية لن يكون على حساب أي مادة أخرى ولاسيما مواد العلوم الشرعية أو اللغة العربية، وسوف تقوم هذه التجربة، وإذا ثبت عدم جدواها فلن تتردد الوزارة في إلغاء هذه المادة، وخاصة إذا تأكد أن لها تأثيراً سلبياً على اللغة العربية أو أي من المواد الأخرى.
وأشار إلى أن كافة قطاعات الوزارة المعنية بهذا المشروع تعمل بشكل متواصل على إعداد الكوادر البشرية وتهيئة العاملين في الميدان لإيصال هاتين المادتين بالشكل المطلوب ليتم تحقيق الأهداف المنشودة من تدريس اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي في الميدان.
وقال إنه تم إعداد المناهج بصورة تتلاءم مع الأهداف التربوية والتعليمية، كما قامت الوزارة بتشكيل لجنة لمتابعة أثر مادة اللغة الإنجليزية على مستوى الطلاب وخاصة في اللغة العربية، وأفاد بأنه سيتم تعديل مناهج المرحلتين المتوسطة والثانوية بناء على الخطة الجديدة لتدريس اللغة الإنجليزية كما سيطبق القرار فيما يقارب «5837» مدرسة ابتدائية.
ويبلغ عدد الفصول التي سيتم تدريس اللغة الإنجليزية فيها ما يقارب «8399» فصلا، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجان لتفعيل القرار من الجوانب الفنية، وتم إعداد وثيقة جديدة لمادة اللغة الإنجليزية بحيث تشمل الصفوف العليا من الصف الرابع الابتدائي إلى السادس الابتدائي.
وقال د. المشرف إن هذه الوثيقة اشتملت على الأهداف العامة والخاصة والمهارات المطلوبة لتدريسها في كل مرحلة، كما تم إعادة دراسة وثيقة اللغة الإنجليزية للمرحلة المتوسطة والثانوية بحيث تتواءم مع أهداف المرحلة الابتدائية، كما تمت دعوة الشركات العالمية القائمة على تدريس اللغة الإنجليزية على مستوى العالم، وتم البحث مع أكثر من 10 شركات لها خبرة طويلة في تعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها لتقديم عروضها وامكاناتها أمام أعضاء الأسرة الوطنية للغة الإنجليزية بالوزارة.
وأشار إلى أنه تمت دراسة العروض من كافة الشركات، وتم اختيار المناسب منها، حيث تم الاطلاع على «19» سلسلة مختلفة تم تقديمها من قبل الشركات التي تقدم عروضها للوزارة، وتم اختيار الأنسب منها الذي يتوافق مع أهداف تدريس اللغة الإنجليزية في المملكة، وتم تشكيل لجنة فنية من الوزارة وكليات المعلمين مع خبراء في تدريس اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى تعديل السلسلة بعد مناقشتها من قبل اللجنة الفنية، وقد قامت الإدارة العامة لشؤون المعلمين بالتعاقد مع 935 معلما من خارج المملكة، كما نظمت الإدارة العامة للتدريب والابتعاث بالوزارة برنامجاً تدريبياً متخصصا للمشرفين التربويين في تعليم الصغار في بريطانيا يقام خلال الأسبوعين المقبلين، وتم ترشيح ما يقارب 40 مشرفاً تربوياً لمادة اللغة الإنجليزية من كافة مناطق المملكة لحضور برنامج تدريبي في جامعة ليدز ويورك لمدة اسبوعين، وسيتم عقد برنامج تدريبي لمجموعة من المشرفين التربويين ومعلمي اللغة الإنجليزية من كافة مناطق ومحافظات المملكة لحوالي 300 فرد من كل من مدينة الرياض وجدة والدمام بمعدل 3 أيام لكل مجموعة على أن تقوم تلك المجموعات بتدريب المجموعات التي لم يتم تدريبها في كافة مناطق المملكة.
|