* جازان إبراهيم بكري:
واصل قسم التحقيقات بإدارة الدفاع المدني بمنطقة جازان بإشراف مديرها العقيد أحمد بن محمد الشيعاني التحقيقات والتحري لكشف ملابسات احتراق شابين بغرفتهما بمنطقة جازان يوم الأربعاء الماضي «وقد نشرت الجزيرة تفاصيل الحادث» وشهدت يوم أمس عمليات التحري والبحث لمعرفة خيوط الحادث خاصة أن التقرير الطبي الصادر من مستشفى جازان العام أثبت وفاة الشابين اختناقاً وليس حرقاً حسب ما ورد في التقريرات الأولية الصادرة من الجهات المعنية.. وأشار التقرير إلى أن الحروق منتشرة في جسم المتوفيين بدرجات متفاوتة.. وأكد التقرير الطبي أن نسبة غاز ثاني أكسد الكربون العالية الناتجة من احتراق محتويات الغرفة له مساهمة فعالة في تخدير واختناق المتوفيين لعدم تمكنهما من مغادرة الغرفة الخالية كليا من الأكسجين.
ومن خلال عمليات البحث من قسم التحقيقات بإدارة الدفاع المدني بجازان في الغرفة المحترقة تم الوصول لمعرفة السبب الرئيسي وراء احتراق الغرفة بوجود توصيله كهربائية متفحمة كليا بسبب الأحمال الزائدة وبذلك صارت عملية الحريق وتصاعد دخان ثاني أكسد الكربون واختناق المتوفيين بعد نصف ساعة.
من جانبه كشف مدير الدفاع المدني بمنطقة جازان العقيد أحمد بن محمد الشيعاني ل«الجزيرة» أنه بعد عمليات البحث من قسم التحقيقات واستناداً على تقرير مستشفى جازان العام تمت معرفة أسباب وفاة الشابين وهي أحمال زائدة على توصيلة كهربائية مما أدى إلى احتراقهما.
وحول أن احتراق التوصيلة دليل لعدم جودتها: عبر الشيعاني عن أسفه بأنه من خلال العمليات التفتيشية التي يقوم بها الدفاع المدني على كافة المحلات التجارية للتأكد من عوامل الأمن والسلامة تم اكتشاف وجود العديد من الأجهزة المقلدة غير أصلية يغش بها المواطنون.
وأكد العقيد الشيعاني ل«لجزيرة» بأن الأجهزة الكهربائية المقلدة غير الأصلية تعتبر قنبلة موقوتة داخل المنازل تهدد حياة العديد من الأسر المغشوشة في ظل غفلة فرع وزارة التجارة بجازان حول اكتشاف مدى موافقة الأجهزة الكهربائية بالأسواق للمواصفات والمقاييس السعودية التي تضمن سلامة أرواح المواطنين والمقيمين.
وأشار الشيعاني إلى أنه سوف يتم التنسيق مع فرع وزارة التجارة بجازان لكشف التلاعب من المحلات التجارية التي تبيع الأجهزة الكهربائية المهربة التقليدية.
ودعا العقيد الشيعاني عبر «الجزيرة» المواطنين والمقيمين بضرورة التأكد عند شراء الأجهزة الكهربائية موافقتها للمواصفات والمقاييس السعودية حفاظا على سلامتهم.
وأشار الشيعاني إلى تهاون شركة كهرباء جازان أمام انقطاع التيار الكهربائي باستمرار سوف يسبب العديد من الحرائق للمنازل غير المحتوية لعوامل الأمن والسلامة.
«الجزيرة» قامت يوم أمس بجولة على أغلب المحلات التجارية للأدوات الكهربائية لاكتشاف مدى التلاعب، وللأسف تمت معرفة أن أغلب الأجهزة الكهربائية التي تباع في السوق تقليدية وغير أصلية وتدار بعمالة عمالة وافدة غير مؤهلة.
ومن المحزن أنه من خلال غفلة فرع وزارة التجارة بجازان استغل التجار ذلك لكي يتم شراء أغلب الأجهزة الكهربائية من مستودعات مخفية في منازل عمالة وافدة تبيع أجهزة كهربائية مهربة وتضع عليها أشهر الماركات التجارية الكهربائية.
في البداية التقت «الجزيرة» بأحد العاملين الوافدين والذي يعمل كهربائياً بإقامة عمل مزارع وبعد استدراجه من المحرر بحجة أنه محتاج لخدماته لكي يصلح له الكهرباء بالمنزل وأنه يبحث عن أرخص المحولات والأفياش والتوصيلات الكهربائية وعدم اقتناع المحرر بمبلغ 400 ريال الذي طلبه أحد المحلات التجارية سعراً لهذه الأجهزة الكهربائية طلب الكهربائي المزارع نصف المبلغ 200 ريال لكي يتم إحضارها من أحد المستودعات غير الرسمية في منازل العمالة الوافدة واتجهت «الجزيرة»معه لأحد المنازل لتجد الكارثة: مستودع كبير يضم أغلب الأجهزة الكهربائية المقلدة تباع بأرخص الأسعار.
وحول مدى تأثير هذا المستودع على المحلات التجارية للأدوات الكهربائية كشف الكهربائي المزارع الذي يدعى إسلام هارون: إن أغلب المحلات التجارية بمنطقة جازان تتعامل مع هذا المستودع لأنه أرخص سعرا بسبب أجهزته المهربة.
ومن جانبها التقت «الجزيرة» بأحد العاملين في أشهر محلات الأدوات الكهربائية بجازان أحمد حاج أضاف قائلاً: نعم وللأسف أن أغلب الأجهزة الكهربائية التي تباع بالمحلات غير أصلية وتشكل خطورة مؤكدة على الأرواح.
هذا وتناشد «الجزيرة» الجهات المعنية عامة وفرع وزارة التجارة بجازان خاصة ضرورة تكثيف الحملات التفتيشية على السوق حفاظاً على الأرواح التي تزهق بسبب سوء التنسيق والعمل بين أغلب الجهات المعنية.
|