حانت المنية أو جاء وقت الموت «Time To die» هذا العنوان ليس اسماً لفيلم هوليوودي نزل مؤخراً ونال جوائز الأوسكار لأحسن عنوان. بل هي عبارة كتبت كما هي باللغة الانجليزية بالبنط العريض على الزجاج الخلفي لسيارة يقودها شاب في مقتبل العمر «لا حول ولا قوة إلا بالله».
وحين قرآت هذه العبارة لم أتمالك نفسي من الدهشة حيال ما رأيت. فهل يعي أخونا صاحب السيارة معنى هذه الكلمة «وهي من ضروب الانتحار طبعاً».
هل هي عبارة توضح استعداده للموت من خلال أعمال خارقة يقوم بها أثناء قيادة سيارته؟ أم تحذير للسائقين الآخرين بالابتعاد عنه مع استعداده التام للموت؟ لا أعتقد ذلك جازماً!
إنما هي دليل على الفراغ الذي يعيشه بعض شباب اليوم وعدم استثمار الوقت بشكل ايجابي والعلم عند الله أن سوق محلات الزينة الخاصة بالسيارات تلقى رواجاً كبيراً هذه الأيام حيث يقومون بابتداع هذه الأفكار الدخيلة على مجتمعنا واستخدام مثل هذه العبارات الخطيرة وخصوصاً باللغة الانجليزية التي قد لا يفهمها هؤلاء الشباب أو المعنى من ورائها وكلها أفكار مستوردة من الغرب الذي يعيش فراغاً دينياً وذهنياً يولد مثل هذه الأفكار.
وأكاد أجزم أن معظم أصحاب محلات الزينة هذه لا يعرفون معاني مثل هذه العبارات كما أن العاملين لديهم من الأجانب والذين لا تهمهم عادات وتقاليد هذه البلاد والهدف هو الترويج لمثل هذه البضاعة وبالنهاية تحقيق أرباح على حساب فكر وعقول شباب هذا الوطن.
وهنا تكون المسؤولية ملقاة على الجهات الحكومية ذات العلاقة التي يجب أن تتصدى لمثل هذه العبارات وأن تحد من تسويق ونشر مثل هذه الأفكار ويشترك في المسؤولية أيضاً أولياء الأمور بأهمية توجيه أبنائهم وتوعيتهم بأمور دينهم ودنياهم وعدم ترك الحبل على الغارب واهمال فلذات أكبادهم وجعلهم ضحية لمثل هذه الأعمال وما هو أخطر منها.. سائلاً الله العلي القدير لنا ولهم الهداية والصلاح..
خالد بن عبدالله الجارالله
|