Sunday 14th July,200210881العددالأحد 4 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

هل تصبح دول وسط آسيا الهدف القادم للحرب ضد الإرهاب؟ هل تصبح دول وسط آسيا الهدف القادم للحرب ضد الإرهاب؟

* طشقند - أوزباكستان - خدمة «الجزيرة»، الصحفية :
بدأ المسلحون بدول وسط آسيا والذين يرتبطون بصلات مع من نجا من أعضاء تنظيم القاعدة في الحرب التي جرت على أرض جارتهم أفغانستان في التجمع ثانية وهو ما ينبىء عن إمكانية تحول هذه الجماعات المسلحة من التمرد إلى ممارسة الارهاب وذلك حسبما ذهب عدد من المحللين. يذكر أحمد راشد مؤلف كتاب: «الجهاد: صعود الإسلام المسلح في وسط آسيا» خلال حديث تليفوني معه في لاهور بباكستان: هذه الجماعات سوف تنتفل إلى ممارسة الاغتيالات والإرهاب على الأرجح ضد القوات الأمريكية. حيث ان الشبكات السرية لهذه الجماعات لم تمس.
ويذكر أن القوات الأمريكية تتواجد في دولتين بوسط آسيا وذلك كجزء من حربها ضد الإرهاب وهي المرة الأولى التي تنتشر فيها قوات غربية في هذه البلدان منذ وطأتها أقدام جيوش الإسكندرالأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد.
ويؤكد المحللون أن هذه القوات وغيرها من القواعد الأمريكية على رأس قائمة أهداف حركة أوزباكستان التي تمتلك مقاتلين يتمتعون بالصلابة ومخضرمين قاتلوا إلى جانب القاعدة وطالبان .
وتقع الحركة بين القائمة التي وضعتها إدارة بوش للمنظمات الإرهابية بعد حدوث هجمات الحادي عشر من سبتمبر بفترة قصيرة.
مصادر استخباراتية غربية رصدت إشارات لاسلكية منطلقة من أفغانستان إلى وسط آسيا الشهر الماضي تضمنت هذه الإشارات إشارات متكررة إلى جوما نامانجاني زعيم حركة أوزباكستان الذي يتمتع بشخصية «كاريزماتية»، والذي أعلن وفاته من قبل القادة الأمريكيين وهو ما يشير إلى أن هذا الزعيم مازال على قيدالحياة.
تقول تمارا ماكارينكو الخبيرة بشئون الجماعات المسلحة لمنطقة وسط آسيا بجامعة جلامورجان بويلز: الموضوع يتلخص في أن هذه الجماعات أصبحت موجودة بعد أن أعادت تجميع صفوفها فبالرغم من فقدان حركة أوزباكستان الإسلامية لقواعدها الخلفية وامدادات الاسلحة والتمويل بانهيار نظام حكم طالبان في أفغانستان وتشتيت شمل تنظيم القاعدة إلا ان الخبراء وبعض المسئولين بوسط آسيا يحذرون من أن السؤال لم يعد هل ستوجه حركة أوزباكستان الإسلامية ضربتها.
بل بات السؤال هو: متى ستأتي هذه الضربة؟.
وثمة رمز يعبر عن القلق الذي يعتري الولايات المتحدة ألا وهو السورالخراساني الذي ينتصب بطول 12 قدما حول مبنى السفارة الأمريكية بالعاصمة الأوزبكية طشقند والتى شهدت وقوع ستة تفجيرات في فبراير 1999 استهدفت نظام الرئيس إسلام كريموف المغالي في علمانيته وهو ما أدى إلى اتخاذ إجراءات حكومية شديدة وصارمة مازالت مستمرة حتى الآن ضد أي شخص يشتبه في تعاطفه مع المتطرفين.
وكان مشروع السور الذي يحيط بالسفارة الأمريكية قد تم التصديق عليه والموافقة على إنشائه قبل الحادي عشر من سبتمبر. إلا أن خطوات العمل به لم تتخذ إلا بعد الحادث.
شأنه في ذلك شأن جميع الإجراءات الأمنية الأمريكية التي اتخذت على اتساع أقليم العالم.
والآن هناك نحو 1800 جندي أمريكي يجرون عمليات متعلقة بأفغانستان من قاعدة جوية سابقة جنوبي أوزباكستان كما أن القوات الأمريكية تقوم بخلق قاعدةرئيسية بالقرب من قيرغيزستان.
وتنادي حركة أوزباكستان بإسقاط نظام الحكم الحالي في أوزباكستان من خلال العنف وإقامة حكومة جديدة ومازالت الحركة تحتفظ بقواعد في المناطق غير الخاضعة لسيطرة القانون في طاجيكستان وفى بعض الأحيان يسافر مقاتلو الحركة لمهاجمة أراضي جارتهم قرغيزيا.
وقد كانت الإنشقاقات داخل هذه الجماعة ما بين الجناح العسكري الذي يتزعمه نامانجاني وبين توهير يولداشيف الزعيم الإيديولوجي الذي يتمتع بصلات قويةمع الجماعات الإسلامية حول العالم.
تعد من الأمور الجلية وذلك قبل الحادي عشر من سبتمبر بفترة طويلة وفي حين تدعي معظم المصادر أن بقايا حركة أوزباكستان الإسلامية الذين يجمعون صفوفهم لا يتجاوزون حفنة قليلة فحسب.
أعلن رئيس مجلس الأمن القومي القرغيزي ميزير أشريكولوف الأسبوع الماضي أن 300 من مقاتلي الحركة الذين يقودهم يولداشيف يخططون لشن غارات جديدة.
ويضيف أشريكولوف: هذه الحملة سوف تكون أكثر قسوة علينا من الهجمات التي سبقتها، فيولداشيف عاقد العزم على ارتكاب هجمات إرهابية وأخذ رهائن واغتيال عدد من المسئولين الحكوميين. وترى ماكارينكو أنه حتى لو مات نامانجاني فإنه سوف يكون بمقدور يولداشيف أن يقود عملية تجديد حركة أوزباكستان والتي سوف تصبح أكثر اتباعا للنهج الأيديولوجي ويمكنها جذب بقايا فلول العرب الذين كانوا يحاربون في صفوف القاعدة وهزموا في أفغانستان .
وبعد مرور هذه السنوات من نشاط الجماعة يرى المسئولون الأوزبك أن الحركةاليوم لم تعد تشكل خطرا كبيرا ويعزو المحللون ذلك جزئيا إلى الاتفاقية الأمريكية الأوزبكية التي وقعت في مارس الماضي والتي تعهدت الولايات المتحدة بمقتضاها باتخاذ موقف جدي إزاء أي تهديد خارجي تتعرض له أوزباكستان.
يقول نائب وزير الخارجية صادق سافيف: كلمة الإرهاب ليست كلمة مجردة بل تعني التمويل ، قواعد للتدريب، إمداد بمعدات، وكل هذه الأمور عمدت الولايات المتحدة إلى تدميرها بالفعل.
ويرى أحمد راشد: أن خطط الولايات المتحدة من الممكن أن تحدد توقيت الضربات الجديدة ففي هذه اللحظة ليس في مصلحة أحد أن ينهض زعماء هذه الحركة مع هذا الحضور القوي للولايات المتحدة ولكن بمجرد وجود تراجع في الدور الأمريكي فسوف نشهد عودة الحياة إلى المسلحين.
لقد نمت شبكات حركة أوزباكستان خلال الحرب الأهلية الطاجيكية في منتصف التسعينات والتي قاتل خلالها الإسلاميون من أجل ملء الفراغ الناجم عن انهيار الاتحادالسوفيتي واحتلت الحركة مكانتها عبر الحديث عن البؤس الناجم عن القمع الذي تمارسه الحكومة الأوزباكية ضد الجماعات الإسلامية.
ولقد استفادت حركة أوزباكستان الإسلامية من هشاشة وضعف أنظمة الحكم التي تولت وسط آسيا والتي اعتادت على الوجود السوفيتي على أراضيهم و إمساكها بزمام الأمور إلا أن مصادر أوزباكية تقول ان التأييد العام للحركة قد أخذ في التضاؤل قبل الحادي عشر من سبتمبر و في الوقت الراهن من الصعب تحديد مقدارالتأييد الذي تحظى به الحركة.ولقد عمل زعماء الحركة يدا بيد مع تنظيم القاعدة وعاش مقاتلو الحركة وعائلاتهم لفترة من الوقت في ثلاثة شوارع كبرى مليئة بالمنازل جنوبي أفغانستان بمدينة مزار الشريف ويؤكد ذلك حقيقة وقوع جرحى بينهم خلال القتال الذي نشب بأفغانستان الفترة الماضية.و يؤكد أحد الدبلوماسيين الغربيين أن قدراتهم على إطلاق فرق عسكرية منظمة عبر الحدود تبدو محدودة الآن .
كما أن أى فعل سوف تقوم به حركة أوزباكستان سوف يشكل لحظة خطيرة لأوزباكستان.
لقد بدأ نظام الحكم السلطوي للرئيس إسلام كريوف تحت ضغط شديد من جانب الولايات المتحدة في الانفتاح والتخفف من انتهاكات حقوق الإنسان وأن يرفع الرقاب.
يقول ديفيد لويس رئيس مشروع وسط آسيا ببروكسل في مقابلة أجريت معه بالعاصمة القرغيزية : سوف يكون هذا بمثابة صدمة للحكومة الأوزبكية فهذه الحكومةوإن كانت قد أتاحت قدرا من الانفراج إلا أن العناصر المتشددة قد تتخذ من أي هجوم تقوم به الحركةذريعة للعودة إلى التسلط مرة أخرى.

* كريستيان ساينس مونيتور.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved