* غزة - الضفة - الوكالات:
شددت الولايات المتحدة من مواقفها المناوئة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ان ادارته لن تتعامل مع عرفات وألمح الى إمكانية عدم الرد على رسالة كان بعث بها اليه الرئيس الفلسطيني.
وفي غضون ذلك تم تأجيل لقاء فلسطيني اسرائيلي، فيما واصلت القوات الاسرائيلية التوغلات في أراضي الضفة وغزة.
فقد اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي الليلة قبل الماضية وصباح أمس عدة بلدات في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث توغلت بضع آليات في ساعة مبكرة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة وأخذت في اطلاق القذائف والرصاص على منازل المواطنين.
وذكر مصدر فلسطيني ان عددا من آليات الاحتلال العسكرية توغلت في قرية خزاعة شرقي خانيونس وسط اطلاق للرصاص العشوائي.
وقد أصيب مواطن فلسطيني جراء اطلاق النار عليه في الحي النمساوي غرب خانيونس.
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد اقتحمت منطقة الشيخ عجلين بجنوب مدينة غزة حيث توغلت أربعة دبابات ونصبت كمينا خلف محطة في المنطقة.
وفي الضفة الغربية اقتحمت قوات من الجيش الاسرائيلي مركز شرطة «يطا» قضاء الخليل الليلة قبل الماضية واعتقلت جميع من بداخله وشنت حملة اعتقالات في صفوف المواطنين.
من جهة أخرى اجتاحت قوات من جيش الاحتلال بمساندة الدبابات والآليات العسكرية في ساعة مبكرة من فجر أمس بلدة بني نعيم شرقي الخليل تحت وابل من اطلاق النار في كافة الاتجاهات وشنت حملة مداهمات وتفتيش في منازل المواطنين في البلدة.
وذكر مصدر فلسطيني ان دبابات الاحتلال دمرت عشرات السيارات التي كانت متوقفة على جوانب الطرق في البلدة في الوقت الذي عمل فيه جنود الاحتلال على العبث بممتلكات المواطنين واتلافها.
وفي طولكرم احتلت قوات من الجيش الاسرائيلي في ساعة مبكرة من فجر أمس منزل فلسطيني على طريق اكتابا بلعا وتمركزت في المنزل الذي يشرف على هذه الطريق الترابية التي تعتبر المنفذ الوحيد الذي يربط بين منطقة الشعراوية ومدينة طولكرم.
وأمس أيضا شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة مداهمات وتفتيش واسعة في منازل المواطنين الآمنين في بلدة الخضر في بيت لحم . وسبق لهذه القوات اعتقال ثلاثة مواطنين في بلدة الخضر في بيت لحم.
وفي محافظة بيت لحم اتهم المحافظ محمد المدني قوات الاحتلال الاسرائيلي بتعمد ايقاف سيارات الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني.
وقال ان قوات الاحتلال اعتدت على راني الشاعر أحد سائقي الدفاع المدني كما تم ايقاف المسعف أحمد المصري لمدة تزيد على الثلاث ساعات.
وكان حظر التجول استمر على كافة أنحاء بيت لحم في الوقت الذي جابت فيه دبابات الاحتلال الشوارع الرئيسية في المدينة.
سيارة مفخخة
وفي تطور آخر أفاد مصدرعسكري اسرائيلي ان الجيش اعترض صباح أمس ما قال انه سيارة مفخخة على احدى الطرق المؤدية من الضفة الغربية الى اسرائيل بالقرب من مدينة قلقيلية المشمولة بالحكم الذاتي.
ورصد عسكريون السيارة المشبوهة مساء الجمعة حيث كانت تضع لوحة تسجيل اسرائيلية وأطلقوا عيارات نارية في الهواء ففر ركاب السيارة.
وقام متخصصون في المتفجرات صباح الجمعة بتفقد السيارة فعثروا فيها على أربعة قنابل شديدة المفعول موصولة بثلاث قوارير من الغاز اضافة الى مسامير تهدف الى مضاعفة مفعول الانفجار.
وقام الجيش بتفجير السيارة التي كانت على ما يبدو معدة لعملية ضخمة في اسرائيل.
وكان الجيش رفع يوم الجمعة نظام حظر التجول «حتى إشعار آخر» على قلقيلية وطولكرم في شمال غرب الضفة الغربية.
تأجيل اجتماع فلسطيني إسرائيلي
وفيما يتصل بالوضع السياسي قالت تقارير صحفية فلسطينية إن اجتماعا كان من المقرر عقده مساء أمس السبت أو صباح اليوم الاحد بين مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين قد تأجل إلى إشعار آخر بناء على طلب إسرائيلي.
وقالت صحيفة القدس أمس إن «اجتماعا يحمل صبغة عسكرية - اقتصادية بين الجانبين تم تأجيله» حيث كان من المقرر أن يحضره من الجانب الفلسطيني وزير الداخلية عبد الرزاق اليحيى. ووزير المالية سلام فياض ووزير الحكم المحلي صائب عريقات ووزير الاقتصاد ماهر المصري ووزير الشئون المدنية جميل الطريفي طبقا للصحيفة، أما عن الجانب الاسرائيلي فكان سيحضره وزير الخارجية شيمون بيريز ومنسق شئون المناطق الجنرال عاموس غلعاد والمدير العام لوزارة المالية أوهاد مارانيوالوزير داني نافيه وكبير مساعدي وزير الخارجية أفي غيل.
الموقف الأمريكي
وفي واشنطن أعلن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الجمعة انه لا يتعامل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي كان وجه اليه رسالة يعرض فيها الاصلاحات التي باشر القيام بها داخل السلطة الفلسطينية.
وقال باول في تصريح الى قناة الجزيرة القطرية «لقد تلقيت الرسالة وقرأتها».
وأضاف باول «أنا لم أعد أتعامل مع الرئيس عرفات. ننتظر ظهور مسؤولين جدد أو ان يتم اختيار قيادة جديدة نكون قادرين على العمل معها».
وتابع باول «نحن بالفعل راغبون بالعمل مع مسؤولين آخرين داخل السلطة الفلسطينية».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر قال «تسلمنا رسالة في وقت سابق من هذا الأسبوع من الرئيس ياسر عرفات موجهة الى وزير الخارجية باول يتطرق فيها الى التقدم الحاصل أخيرا في الاصلاحات التي يجريها الفلسطينيون».
وأضاف ان عرفات عدد في هذه الرسالة الاصلاحات التي بدأها واعتبر ان التقدم متعذر طالما لم تخفف اسرائيل نشاطها العسكري في الضفة الغربية.
وأوضح باوتشر ان «وزير الخارجية قرأ الرسالة» و«سنأخذ في الاعتبار الأفكار الواردة فيها». وقال ان «وزير الخارجية أعلن انه لا ينوي الاتصال بالرئيس عرفات».
ولم يحدد المتحدث ما اذا كان دبلوماسي أمريكي من مستوى غير رفيع سيرد على رسالة الرئيس الفلسطيني.
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش أعلن في خطاب ألقاه في نهاية حزيران/يونيو الماضي ان واشنطن لن تدعم إقامة دولة فلسطينية إلا اذا نحي عرفات.
ومنذ ذلك الحين أوقفت الولايات المتحدة الاتصالات بالرئيس الفلسطيني.
وتأتي رسالة عرفات الى باول قبل أيام من الاجتماع المقرر الثلاثاء في نيويورك للجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
وأوضح باوتشر ان موضوع الاصلاحات الفلسطينية سيكون أحد المواضيع على جدول أعمال اللجنة الرباعية.
وتابع باوتشر ان المحادثات ستتركز «على مواصلة جهود الولايات المتحدة واللجنة الرباعية وشركائنا في العالم لمساعدة الشعب الفلسطيني على إقرار اصلاحات تؤدي الى إنشاء دولة».
وعلى صعيد آخر بعث الدكتور صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني برسائل الى كل من وليم بيرنز المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط وميجل موراتينوس المبعوث الأوروبي لعملية السلام واندريه فيدوفين المبعوث الروسي للمنطقة وتيرى لارسون ممثل الأمين العام للأمم المتحدة.
وذكرت الفضائية الفلسطينية أمس ان عريقات دعا هذه الأطراف في الرسالة التي تأتي بمناسبة قرب اجتماع اللجنة الرباعية في نيويورك الى الالغاء الفوري للاجراءات والقرارات الاسرائيلية الأخيرة باغلاق مكاتب جامعة القدس واستمرار اغلاق بيت الشرق والغرفة التجارية وغيرها من المؤسسات الفلسطينية في القدس الشريف.
| 
