|
| |||||||||
شجرة الشعر في الأرض الخصبة تحمل ثماراً يانعة متجددة في النضج والنمو والعطاء.وفي ارض الجزيرة العربية تعمقت جذور الشعر في خصوبة اللغة الفصيحة، وتشربت من بحر بيانها الذي لا ينضب، وتمددت اغصانها لتعانق ظلال الإبداع في فنون الفكر وأفانين الوعي والذوق، والابتكار...في جولة شاعرية على شواطئ الخليج العربي، نرتحل مع شاعر عاصر فن القول والوجد، والمعاناة يتنفس بالشعر، ويسكب في بحوره أجمل اللآلىء.
ويتفنن الشاعر في وصف حركة القبرّة كأنما هو يعبر عن معاناة الشاعر وامتزاجهما فيقول:
ويزخر ديوان الشاعر « العريض» باللوحات الشعرية النابضة، تلك التي يتناول فيها صوراً من الواقع مستخدماً ألوانه المعبرة في الوصف ومزج هذه الالوان بنبض المعاناة، نشهد ملامح من ذلك في هذه الأبيات من ملحمة «أرض الشهداء» وهي لوحات متعددة يقول في لوحة تعبر عن معاناة أحد الرعاة:
*** يقف الناقد الأستاذ علوي الهاشمي عند هذه اللوحة الشعرية للشاعر ابراهيم العريض فيقول محللاً:( إن العريض وهو ينظر إلى الطبيعة من خلال عيون الراعي فيصفها هذا الوصف المتقصي الدقيق، وكأن كل شيء متصل به أشد الاتصال، كما أن الشاعر حين يجمع تلك المشاهد والمظاهر ويحشدها حول شجرة الجميز التي تنطلق الملحمة من تحت افيائها فإنه بذلك يعمق فينا الاحساس نحو الجميزة، ويحفر فينا حبها ويوجه إليها اهتمامنا ولا يبقى إلا أن نشعر بأن تلك الجميزة قد غدت رمزاً موحياً وتجسيداً قوياً للوطن الذي نما الاحساس به والحب في قلب الراعي نحوه طبيعياً متصلاً بالتراب والماء والهواء وشتى مظاهر الطبيعة والحياة من حوله، لا عجب إذن حين يهب ذلك الراعي للدفاع عن الجميزة- الوطن).
*** إن من يعشق الطبيعة لابد أن يهيم بكل صور الجمال الذي ابدعه الخالق سبحانه وتعالى في أرجاء الكون العظيم. والشاعر مولع بالجمال والتعمق في اسراره وتجلياته، ولشاعرنا الاستاذ ابراهيم العريض فلسفة في الجمال يعبر عنها بهذه الأبيات:
*** وفي وقفة اخرى يعبر عن عشقه لجمال الطبيعة في صور منعكسة على محبوبته، إنه يتغزل تغزلاً راقيا متأملاً فيقول الشاعر العريض:
*** والشاعر العريض عندما ينسجم مع الجمال ويستغرق في آفاقه يأخذه اهتمامه إلى التصوير، وتكاد الصور أن تغطي عيوب البساطة والركاكة في البناء الشعري أحياناً، وتكمل بعض الأبيات والعبارات ما في الأخرى من ضعف واهتزاز. *** الحداء الجميل، صخبه، صداه، له تأثيره النابض في التغني بالشعر، ومن ذلك أخذ الطرب أبعاد التطريب في اختيار نماذج من الشعر الجميل لتجميل افتتاحية الأغاني والأناشيد والمتذوق من يحسن اختيار الموال، ونلحظ في قراءتنا لديوان الشاعر ابراهيم العريض ترديد اسم «مي» في عدد من قصائده، ربما أنه رمز للحبيبة أو عنوان من عناوين الذكريات الجميلة، ذكريات الطفولة والحب والشباب. من قصيدة «مي» للشاعر ابراهيم العريض من ديوانه «العرائس» يقول فيها مصوراً الحالة الوجدانية وما يكتنفها من صور:
*** وفي قصيدة بعنوان «يد بيضاء» من ديوان «قبلتان» ينسج الشاعر ابراهيم العريض صوراً غير مألوفة للفجر، هي مزيج من الاحلام والتأملات والتجليات الجميلة فيقول: أفاق الفجر من حلمه فمن علم الشادي.. .يباكره.. يناديه بأن النهر من نظمه وفي شطري الوادي.. أزاهره.. قوافيه. ***
وفي لوحة أخرى يصف الشاعر «قرية حالمة» تقع على شاطئ البحر، تتراءى للشاعر العريض كأنما هي استغرقت في السكون فخلدت إليه دون استشراف آفاق الطموح في المدينة، لقد ضمن الشاعر تصويره لتلك القرية بالنقد العابر الذي لم يخدش جمالاً لقصيدة المعبّر، يقول منها:
|
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |