في بداية عهده بمسؤوليته العظيمة طرح معالي وزير المعارف وفقه الله على الساحة التربوية سؤالاً مدوياً، وهو: تعليمنا إلى أين؟ حول هذا السؤال قدم لنا معاليه وثيقة متميزة منشورة تضمنت تأملاته ورؤيته (بل وحتى أحلامه) في شأننا التعليمي. ان السؤال الآخر الذي يجب البحث في إجابته: ماهي ملامح التعليم الذي نريده ونتمناه لأبنائنا؟ وأين نحن منه؟إذا تجاوزنا الحديث عن ثوابتنا التعليمية الراسخة، فإننا نريد لتعليمنا ان يتمتع بقيادات تربوية لديها من الأصالة والرؤية المتعمقة والمرونة والإحاطة بتحديات العصر ما يمكنها من استيعاب المستجدات وتوظيفها لصالح تعليمنا، وهذا لن يحدث إلا إذا تخلصنا تماما من العامل الشخصي في اختيار تلك القيادات، وخصوصا مديري المدارس واعتمدنا عوضا عن ذلك على (الكفاءة) و(تكافؤ الفرص) كمعيار وحيد لاختيار القيادات.
نريد لتعليمنا ان يعتمد على مؤشر «تعلم الطالب» أي ما يكتسبه الطالب من قيم ويتعلمه من مهارات ومفاهيم كأفضل مقياس للحكم على إنجازات تعليمنا. لا قيمة للأموال والجهود التعليمية إذا لم يتمخض عنها تحسن ملحوظ في تعلم طلابنا. نريد لتعليمنا ان يتخلص بأسرع ما يمكن من تأثير الدهماء التي تبحث عن الحدود الدنيا من النجاح عبر أرخص الوسائل، وهذا لن يحدث قبل ان يحصل تعليمنا على دعم سياسي كافٍ وأخيراً، لابد من القول انه من السهل ايهام الناس بأن تطويرا قد حدث، يحصل هذا عندما يقتصر التطوير على شكل المنتج (الكرتون) لا ما في داخله، التغيير في مضمون التعليم يتطلب قبل أي شيء آخر نوايا حسنة، وقياداتنا التعليمية كلها ذلك الرجل.
كلية المعلمين بالرياض |