لو أباحت بما لديها الطلول
أي شيء تبينه لو تقول
واكتبها من الحياة ضروب
وامتطاها من الأنام شكول
تشهد العيس حسرا من وجاها
شفها الوخد والسرى والذميل
ضامرات كأنهن العراجين
طواها بعد التموك النحول
يسكب القوم فوقها كل لحن
تتناغى من سحره وتميل
ضاربات ما بين هجر وحجر
وباعناقها البطاح تسيل
تترامى بمن عليها الموامى
ولكم اخفقوا وحار الدليل
ولكم روعوا وما الروع إلا
ما انطوى - عادة - عليه السبيل
لامن الغول والشياطين لكن
ما تنزى من الأنام الغول
ألفتها أرض الجزيرة أحقابا
ومن البؤس والأذى ما يطول
وطوى الغيب في ثناياه سرا
غامضاً ما اهتدى له التخييل
ما أتاها بأنها سوف تمسى
ودم الجهل فوقها مطلول
ولها في فم الزمان دوي
متلأب تحار فيه العقول
نسجت بين أهلها حيث كانوا
آصرات دعا إليها الرسول
جمعت بين هاشم وصهيب
لا فروع تحوكها أو أصول
فهي ما شئت خلة وولاء
وهي للمعتفين ظل ظليل
وهي حب لمن أراد التآخي
وسمام للمعتدي ونصول
يا رعى الله فيصلاً فهو فيها
رائد ذائد وبرمنيل
كل يوم يهدى اليها جديدا
وفخاراً عنه الحديث يطول
لو سعت تحمل الجبال هواها
قبلته لو أمكن التقبيل
فهو آخى ما بين بحر وبحر
بينها البيد والربى والسهول
يعجز الطير أن ينال مداها
خاسئات أبصارها وهي حول
فرماها بعزمة جعلتها
تحمل السكاكين وهي ذلول
قل لمن يدعي الهدى غير هذا
ان ما تدعونه تضليل
برئ الحق والهدى من أناس
همها الشتم والأذى والفضول
خلق الله للزعامة أهلاً
هم رجال إذ الرجال قليل
أن يقولوا فالقول منهم سداد
أو ينيلوا فالفعل منهم جميل
لاخراج جاؤوا الزعامة عفوا
دأبها البغي والهرا والغلول
خلهم يعمهون فالنصرآتٍ
والنهى خير حاكم والعقول