ضممت يديَّ حول روحي لعلي ألملم شتاتها المبعثر، أمواج الحزن تتسابق على قلبي أيها أشد قوة وقسوة؟؟ ظلام كالمهد يلفني، صرخات وشهقات تحتضنني، يدان كالصقيع تحركاني تهزاني، عينان غائرتان تتشبث باطرافهما بقايا دموع ووجه شاحب: أمي أين هو؟؟ ولم يجبني إلا الظلام. متاهات ودروب شائكة ودماء تنزف، احتضنته رجوته ألا يتركني. شفتاه تهمهمان، كفه تعتصرني بدأ يضعف ارتجف جسده ثم توقف كل شيء.
يزن هو أول فرحتي هو من تدافعت شلالات حبي إليه، من أرى العالم من خلال عينيه هو من تكمن سعادة الدنيا في بسمة من شفتيه، أتراني بعد كل هذا لن اراه؟؟
انتشلت روحي من ذلك الظلام. رباه الساعة السابعة، تأخرت في النهوض لا بد أن يزن لم يصح بعد، سيفوته باص المدرسة، فتحت غرفته أنه الظلام البغيض يلفها. أزاحت ستار النوافذ: يزن هيا استيقظ ستتأخر عن المدرسة أين هو؟؟ آه لا بد أنه سبقني وهو الآن يتناول إفطاره في الدور الأرضي. وجوه كالحة تتشح السواد. ماذا هناك؟؟ نظرات حيرى زائغة ترمقني: أمي أين يزن؟؟
تزداد تلك النظرات حدة وبؤساً. لا حول ولا قوة ألا بالله. الله يصبرها. مسكينة من هول المصيبة فقدت عقلها. همهمات تلك الوجوه تصيبني بالدوار يا إلهي انه الظلام ثانية. رجوته بعمق أن يتركني ولو للحظة أريد أن أعرف أين يزن؟؟ وغابت في أعماق الظلام ومازال السؤال حائراً على شفتيها: أين يزن؟؟
|