مدينة جنين في الضفة الغربية تحت القصف الهمجي الإسرائيلي لمخيمات اللاجئين فيها تمد يداً تستغيث بها وتدس أخرى شوهها الغاصبون الجبناء.. جنين تعرفني تعرف كلماتي وأنا لا أعرفها فقط، بل أحب رائحتها أيضاً..
وجنين أحرقها الطغاة ولا يد مدت ليد..
الغاصب الملعون فيها قد تمادى واستبد..
صوت الضحايا خضب الدرب الطويل ولا أحد..
بحثت عن الأطفال والفتيان عن أي جسد..
عن نبضهم عن ركضهم عن أمنيات لم تعد..
عن لاجئ ترك المخيم للأبد..
وهو الذي نصب الخيام لطفله الآتي سعد..
قد كان يبني حلمه طول النهار فما قعد..
وتوسد الحلم الجميل بليلة ثم رقد..
لكن اعداء الحياة.. زحفوا على حلم الآباء..
فما أفاق ولم يعد..
قد هالها أنا هنا طوفان يملؤه الزبد..
أن مات في احشائها طفل وآخر في المهد..
ودماؤهم سالت على الخيمات غدراً
كلماتنا جيش من التنديد موفور العدد..
وقصائد محشوة بالأمنيات فلم نزد..
والمطربون يتاجرون بكل جرح يتقد..
سلّوا على صهيون سيفاً من شعارات بدد..
هذا عزاؤك يا جنين فواصلي درب الشهادة والرشد..
أنا لم أزل بعد السنين أحبك
أنا لم أخن ألق الوصال.. هذا فؤادي معبر الأبطال في يوم التقال..
هذي حروفي عطرها حزن تفجره الخيام..
أنا لم أخن ألق الوصال فصدقي..
أني أحبك يا جنين.
|