سكة حديد الحجاز إنجاز إسلامي هل يتم إحياؤه؟

* تقرير عبدالعزيز بن محمد السحيباني:
هناك آثار باقية وخالدة في أنحاء مملكتنا تحكي قوة أمة الإسلام.. وتفوق المسلمين والدول الإسلامية في مختلف مناحي الحياة ومنها النقل الحديث.. ومن هذه الآثار الباقية «سكة حديد الحجاز» التي تخترق شمال غرب المملكة من «تبوك المدينة المنورة» وهي السكة التي أنشئت لنقل المسافرين والحجاج من قبل الدولة العثمانية وبدايتها من تركيا مارة بسوريا والأردن.
تاريخ إنشائها
افتتح هذا الخط في سبتمبر/أيلول عام 1900م «1325هـ» أي أن لها ما يزيد على قرن من الزمان في وقت لم تعرف به السيارات حيث بدأت القاطرات التي تحمل الحجاج والمسافرين في رحلة طويلة تبلغ أكثر من 1200 كم «من اسطنبول إلى المدينة المنورة».
وقد أصدر الدكتور أفق كلومنصوي كتاباً خاصاً عن هذا الطريق عنوانه «سكة حديد الحجاز».
فكرة المشروع وتكاليفه
تحدث الدكتور كولمنصوي في كتابه عن فكرة إنشاء هذا المشروع العملاق وعن بداية تنفيذه وعن الهيئة العليا للمشروع، حيث جند للمشروع رجال من الجيش والبحرية العثمانية في أعمال الحفر والردم والتسوية بمعدات حفر نادرة وباستخدام الديناميت في تفجير الجبال التي تعترض مسار هذا الخط ولا تزال بقايا المعدات المستخدمة موجودة حتى يومنا هذا، وكانت المرحلة الأولى لإنشاء الخط من دمشق إلى عمان وتأخر تنفيذ الجزء الواصل بين دمشق ودرعا لصعوبات التنفيذ.
وفي عام 1903م اكتمل هذا الجزء وصل الخط إلى المدينة المنورة في سبتمبر/أيلول عام 1908م وبلغ طوله 1464كم وبلغت التكلفة المالية للمشروع «3065616» ليرة عثمانية وكلفة الكيلو متر الواحد 2094 ليرة عثمانية وقد استخدم في المشروع آلاف العمال والمهندسين وعدد من الآليات والمعدات.
يوم عبر سكة حديد الحجاز
في صباح أحد الأيام عزمت على المسير مع رفاق الرحلة عبر هذا الطريق «من تبوك إلى العلا» شمال غرب المملكة.. وسرنا مع ردميات هذا الطريق منذ ساعات الصباح في طريق واضح وممهد نعبر جسوره عبر الأودية وهي جسور غاية في الروعة والجمال بنيت عباراتها على شكل أقواس وعددها بالعشرات.. بنيت بالصخور المحلية والجرانيت.. ويوجد على طول الطريق عدد من الاستراحات والقلاع والمطاعم يتوقف فيها القطار وأشهرها «قلعة المعظم» شمال العلا.. وهي قلعة عظيمة تحتوي على بركة ضخمة للمياه وبئر يستخرج منها الماء بواسطة طاقة الرياح بمروحة أعلى البئر.. وفي شمال العلا أيضاً وبالقرب من مدائن صالح التاريخية توجد محطة للقطار توقفت فيها عربة للقطار على حالها حتى الآن كأنها توقفت بالأمس حيث توقفت الرحلة عندها قرب المغرب.
نداء للهيئة العليا للسياحة
إن هذه السكة أثر إسلامي خالد يجب أن تقوم بحمايته الهيئة العليا للسياحة ليكون أحد معالمنا وآثارنا السياحية التي تشتهر بها بلادنا ففيها روعة الإنجاز.. وفيها الأنفاق التي تخترق الجبال.. وفيها القلاع وبقايا سكة الحديد.. التي تُنقل قضبانها حتى شارفت على الانتهاء لوضعها أسيجة للمزارع.. دون أي حماية لهذا الأثر.. إنني أناشد الهيئة العليا للسياحة بترميم القلاع والاستراحات بل إنه بالامكان استثمارها وتشغيلها من جديد.