في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد جلسة مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الأسبوع الماضي تناول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد جانباً هاماً من جوانب ما بعد الإخفاق في المونديال حيث قال سموه انه يقدر الرؤى العقلانية والمتزنة التي أبديت في شأن مشاركة المنتخب ويشكر أصحاب تلك الرؤى على موضوعيتهم التي تنم عن وعي تام وتنطلق عن دوافع مخلصة. فيما أعرب سموه عن أسفه الشديد للأحكام المتسرعة والآراء المنفعلة التي أطلقها البعض والتي بدا عليها سمة التعصب والتجريح بما يضر بسمعة الوطن التي لا يمكن قبول المراهنة عليها أو تعريضها للتشويه مشددا سموه على أنه فوجئ بتحول مشاركة المنتخب في المونديال إلى مادة للإفرازات السلبية بين أبناء الوطن الواحد حيث رأينا نقداً غير منطقي وصل إلى حد التجريح. هكذا قال سمو الأمير سلطان.
فبعد هذا القول لرجل القيادة الرياضية الأول كيف سيصنف كل واحد ممن كتبوا عن مشاركة المنتخب في المونديال كتاباته؟
هل هي من الرؤى العقلانية والمتزنة التي تنم عن وعي تام ودوافع مخلصة والتي قدم سمو الأمير سلطان لأصحابها الشكر والتقدير .. أم هي من الآراء المتسرعة التي بدا عليها سمة التعصب والتجريح والتي استغلت تلك المشاركة لتمرير إفرازاتها السلبية بين أبناء الوطن الواحد؟
إن الأمور واضحة وجلية ولا تحتاج إلى لف أو دوران وكل ما كتب موجود ومحفوظ وذاكرة القراء ليست من الضعف والوهن إلى درجة نسيان كتابات لم يجف حبرها بعد. كما أن القراء ليسوا من البلاهة أو السطحية إلى درجة الانخداع بكتابات تعصبية مقيتة حتى وإن تخفت تحت عباءة مثل وقيم عالية كمصلحة الوطن مثلا.
هل يمكن تصديق كاتب ظهر له مقالان في مطبوعتين مختلفتين في يوم واحد يدافع في الأول عن الكابتن حسين عبدالغني ويرفض كل النقد الموجه له حول مشاركته الضعيفة مع المنتخب في المونديال ويقول ان الانتقاد يجب ألا يكون انتقائيا لعناصر معينة بل يجب أن يكون شمولياً.
وفي المقال الثاني لا يبقي في الكابتن سامي الجابر ولا يذر واصفاً إياه بكل النعوت السيئة ومفترياً عليه بأباطيل وكذب بواح ومحملا إياه كل تبعات الإخفاق في المونديال. فهل يمكن تصديق هذا أو الوثوق في كلامه؟ ألا يمارس في حديثه عن سامي الانتقائية التي رفضها في حديثه عن عبدالغني؟ إذا فهو ممن وصفهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بأنهم من أصحاب آراء التعصب والتجريح، وانه ممن استغلوا مشاركة المنتخب غير الموفقة في المونديال فظهر نقدهم كمادة للإفرازات السلبية بين أبناء الوطن الواحد.
مشكلة البعض للأسف انه يكتب وهو يعتقد انه يضحك على الآخرين ويستطيع تمرير كل خزعبلاته وأباطيله عليهم. ومشكلة البعض انه يمارس التذاكي على القارئ حين يكتب فيعتقد انه قادر على لحس عقله بكلمتين. فمتى يصحو أولئك من غفلتهم ويتنبهون إلى انهم يكتبون لمن هم أكثر وعياً وفطنة وثقافة وذكاء منهم؟
|