* كتب نبيل العبودي:
خسر الفريق الهلالي لقاء الذهاب في السوبر الآسيوي أما سامسونج الكوري وذلك بهدف دون مقابل في المباراة التي جمعت الفريقين أمس بملعب سون بكوريا بعد أداء هلالي جيد نسبياً قياساً بالتشكيل والظروف التي دخل بها المباراة ليؤجل الحسم إلى لقاء الذهاب الذي سيقام على أرض استاد الملك فهد الدولي بالرياض.
وظهرت المباراة بمستوى متوسط سيطر الفريق الكوري على أغلب فتراتها وبخاصة الشوط الأول في حين ظهر الأداء الهلالي هو الأفضل بعد مضي نصف الشوط الثاني وبدخول الجمعان الذي أعطى لهجوم الهلال قوة في ظل بقاء العلي وحيداً فيه.
قدم الهلال بالأمس مباراة متوازنة من حيث الأداء قياسا بالطريقة التي انتهجها ما تورانا وتكثيفه لخط وسطه بخمسة من اللاعبين للحد من خطورة وسرعة لاعبي الفريق الكوري وقد نجح في ذلك كثيرا خاصة وأن ما ميز لاعبي الوسط هو الحيوية والشباب وإن عابهم ابتعادهم عن بعضهم في الكرات الهجومية المرتدة التي كان يقودها الشلهوب وفيصل الصالح وخاصة الثاني الذي ظهر بمستوى كبير وكان نجما في الفريق الأزرق ليوم أمس.
وافتقد الهجوم الهلالي للفاعلية نتيجة وجود حسين العلي وحيدا في هذا الخط دون مساندة في ظل هبوط مستوى التمياط الذي لم يكن في مستواه المعروف ولم تظهر الفاعلية الهجومية للهلال إلا بدخول الجمعان منتصف الشوط الثاني فشكل بمفرده خطورة على مرمى الحارس الدولي الكوري الذي واجه عدداً من الكرات القوية التي سددها الجمعان فمرت واحدة بجوار القائم واعتلت الأخرى العارضة وتصدى هو للثالثة وأبعد بصعوبة الرابعة إلى ضربة ركنية.
عموما النتيجة والهدف الكوري الذي جاء بمباركة من العتيبي لن يكونا صعبين عند الحسم في لقاء الإياب الذي سيستضيفه استاد الملك فهد الدولي بعد اسبوعين تقريباً وتحديدا يوم الجمعة التاسع عشر من شهو يوليو الحالي الموافق التاسع من شهر جمادى الآخرة.
خاصة وأن الفريق الأزرق سيعود إلى تشكيلته عدد من لاعبيه الغائبين إضافة إلى أنها ستكون بين جماهيره.
التشكيل الهلالي
دخل ما تورانا مدرب الهلال بتشكيلة مكونة من حسن العتيبي وأمامه رباعي مكون من الصويلح، عبدالله سليمان الذي حمل شارة القيادة، بندر المطيري، النزهان وأمامهم خماسي مكون من خالد عزيز، الغامدي، التمياط، فيصل الصالح، الشلهوب وفي المقدمة بقي حسين العلي وحيداً ونزل في الشوط الثاني الجمعان بديلاً لعمر الغامدي فقط.
الشوط الأول
* اتبع الفريق الكوري الأسلوب الهجومي والضغط على المرمى الهلالي معتمدا على السرعة في الانطلاق ونقل الكرات الطويلة عن طريق الاطراف.
الأمر الذي ادى الى حصول الفريق الكوري على ركلتين ركنيتين في ظرف الدقائق العشر الاولى من المباراة.
وكانت اولى الكرات الخطرة مع مطلع الدقيقة الـ 15 ومن كرة عرضية وصلت الكرة الى سونج جون الذي حاول معالجتها برأسه في المرمى الا ان العتيبي ابعدها ركنية.
في حين بقيت المحاولات الهلالية تعتمد على الكرات العكسية المرتدة والتي كانت تفتقد للتسليم السليم وان كانت اولى المحاولات الهلالية الفعلية من تصويبة قوية من فيصل الصالح اعتلت العارضة.
وكان للطريقة التي انتهجها المدرب الهلالي ماتورانا دور في ذلك من خلال الطريقة 4/5/1 والتي تعتمد على تكثيف منطقة الوسط للحد من انطلاقات الفريق الكوري وهو ما دفع الكوريين للاعتماد على نقل الكرات الطويلة ومع ذلك بقيت المحاولات الهلالية قائمة من فترة لأخرى فتناقل الشلهوب والنزهان كرة فيما بينهما تصل الى النزهان داخل المنطقة تباطأ فيها لتذهب خطورتها.
وكرة اخرى من الغامدي الذي انطلق بها من منتصف الملعب متجاوزا اكثر من لاعب ولكنها تطول عليه داخل المنطقة لتذهب الى حارس المرمى.
هاتان الكرتان أعطتا لاعبي الهلال ثقة اكبر على الرغم من التفوق الميداني الذي كان يسير لمصلحة الفريق الكوري محاولا استغلال التحفظ الهلالي.
وكانت تلك الاحداث والمحاولات خلال الـ 35 دقيقة الاولى من المباراة ليهدأ الوضع قليلا وحتى الدقيقة الـ 42 ومن ضربة ركنية لصالح الفريق الكوري الذي لعبها مباشرة في المرمى ابعدها العتيبي من حلق المرمى.
ويعود الكوريون مرة اخرى بكرة عرضية لعبها لي سون داخل المنطقة الى البرازيلي ليساندرو الذي حاول التسديد لتصطدم بالقائم وترتد وامسك بها حسن العتيبي.. رد عليها المطيري بكرة سددها من ضربة حرة مباشرة اعتلت العارضة وكان ذلك مع الدقيقة الأخيرة لهذا الشوط الذي انتهى سلبيا بدون اهداف.
الشوط الاول من المباراة جاءت نتيجته بحسب ما سعى اليه المدرب الهلالي الذي كان يسعى الى الخروج بالتعادل على اقل تقدير ليشكل الشوط الثاني من المباراة ضغطا نفسيا على لاعبي الفريق الكوري الذي يهمه الخروج بنتيجة ايجابية تحسبا للقاء الاياب الذي سيقام في الرياض بعد اسبوعين تقريبا.وإن كان الكوريون قد سيطروا ميدانيا على المباراة في الشوط الأول وشكلوا خطورة واضحة على مرمى العتيبي في اكثر من كرة الا انها لم تصل الى شباكه، الا ان الهلاليين استطاعوا الخروج بنتيجة جيدة من هذا الشوط وهي التعادل السلبي وكان من الممكن ان تكون ايجابية لصالح الهلال من احدى الكرات التي سنحت له والتي من ابرزها كرة النزهان داخل منطقة الجزاء الكورية التي لم يستغلها كما ينبغي ليتباطأ فيها وتذهب خطورتها فكانت النتيجة السلبية لهذا الشوط هي العنوان الرئيسي له.
الشوط الثاني
الشوط الثاني من المباراة بدأ بصورة أهدأ نسبياً عما كانت عليه بداية الشوط الأول.
ولم تظهر الخطورة إلا مع مطلع الدقيقة الثالثة من كرة كورية تبادلها أكثر من لاعب لم يتمكن منها اللاعب البرازيلي ساندرو داخل المنطقة.رد عليها الهلاليون بكرة سريعة لعبها الصويلح عرضية داخل المنطقة لم يتمكن منها أيضا العلي لترتد ولم تجد المتابع وذلك في ظرف دقيقتين فقط.
هدف مباغت
ووسط غفلة الهلاليين يستغل اللاعب الكوري لي كي هيونج تقدم الحارس الهلالي حسن العتيبي ومن كرة حرة مباشرة يسدد مباشرة داخل المرمى الهلالي هدفاً لصالح الفريق الكوري بعد مرور ثماني دقائق فقط من هذا الشوط.
هذا الهدف المباغت دفع بالمدرب الهلالي ماتورانا الى الزج بالمهاجم عبدالله الجمعان بديلا لعمر الغامدي وذلك في محاولة لتفعيل الهجوم الهلالي الذي كان يفتقد للمكمل لحسين العلي.
ومن كرة مرتدة سريعة كاد الكوريون ان يسجلوا هدفهم الثاني لولا تدخل الصويلح الذي أبعدها الى ركنية ليعود التمياط ويقود كرة هلالية لعبها عرضية داخل المنطقة أبعد الدفاع خطورتها.
وكرة هلالية أخرى تبادلها أكثر من لاعب من الجمعان والنزهان الى الشلهوب الذي لعبها عرضية الى العلي ولكن الحارس كان الأقرب لتبقى الدقائق التالية تسير وسط محاولات متبادلة بعيدة عن الخطورة حتى انقضاء منتصف الشوط الثاني عندما تحصل الهلاليون على خطأ وسددها الجمعان قوية ترتد الى الشلهوب والجمعان الذي سدد مرة أخرى ليبعدها الحارس ركنية لتشهد الدقائق التالية ارتفاعا واضحا في الأداء الهلالي ويعود الجمعان بكرة داخل المنطقة ويسدد الحارس ليبعدها ركنية وترتد الى الفريق الكوري مستغلا تقدم لاعبي الهلال ولكن الكرة تذهب الى العتيبي.
ومع التفوق الهلالي الواضح خلال تلك الدقائق يعود الجمعان لتهديد المرمى الكوري بكرة سددها مباشرة من خطأ تمر بجوار القائم.
التفوق الهلالي ظهر بوضوح بدخول الجمعان الذي شكل خطورة على المرمى الكوري فظلت تسديدات قائمة وتهدد مرمى الحارس الدولي الكوري.ومع مرور الوقت يفاجىء الكوريون الهلال بكرة الى لي كي الذي سدد داخل المنطقة ضعيفة في يد حسن العتيبي.وكرة أخرى سددها نفس اللاعب أمسك بها العتيبي من كرة ثابتة.وكانت تلك الكرة هي آخر أحداث المباراة لينتهي اللقاء بهدف لصالح فريق سامسونج مقابل لا شيء للهلال وبانتظار لقاء الاياب الذي سيكون لقاء الحسم بين الفريقين.
من اللقاء
* ظهر الفريق الهلالي بصورة جيدة على الرغم من فترة الاعداد التي لم تكن متواكبة وأهمية المباراة كونها ستجعل الفائز بطلا للسوبر الآسيوي.
* كان التشكيل الذي لعب به المدرب ماتورانا للقاء جيدا وهو الأفضل قياساً بالظروف التي صاحبت الفريق مثل اللقاء وامتاز الفريق الهلالي بالشباب والحيوية وكان نداً قوياً للفريق الكوري الذي لعب على أرضه وبين جماهيره مدعوماً بحارس المنتخب الكوري وعدد من اللاعبين الأجانب.
* عبدالله الجمعان تأخر نزوله كثيراً وكان الأجدى بالمدرب ماتورانا الزج به من البداية فكانت خطورته واضحة بعد نزوله وسدد أكثر من كرة شكلت خطورة على المرمى الكوري.
* النتيجة النهائية التي آلت اليها المباراة من السهل على الهلاليين تعويضها والخروج بنتيجة ايجابية في لقاء الاياب على استاد الملك فهد الدولي بالرياض خاصة وان عدداً من نجوم الفريق سيعودون في لقاء الاياب.
* حسن العتيبي ان كان قد ظهر بصورة جيدة في اللقاء إلا ان أخطاءه لا تزال تسبب حرجاً كبيراً للفريق والهدف الوحيد الذي سجله الكوريون كان نتيجة لخطأ فادح منه.
* لعب الهلال هذا اللقاء بدون أي لاعب غير سعودي ووسط غياب عدد كبير من نجومه الدوليين يتقدمهم قائد الفريق سامي الجابر، الدعيع، الدوخي، اضافة الى الثنيان، والكولمبي الكاتو.
* لم يكن بالامكان أفضل مما كان فلاعبو الهلال قدموا ما يمكن أن يقدم في ظل الظروف التي يعيشها الفريق.
| 
