Sunday 7th July,200210874العددالأحد 26 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رأي رأي
أسباب الإحباط الفلسطيني

السؤال الذي يلح على أذهان الفلسطينيين بصورة دائمة في الأشهر الأخيرة هو هل الولايات المتحدة ستقوم بالضغط على إسرائيل في أية مفاوضات قادمة أم لا؟ وهذا يفسر حالة الإحباط التي يشعر بها الشعب الفلسطيني، وذلك نظرا للشعورالسائد في فلسطين بأن مستقبلهم لن يستطيع أحد تشكيله إلا عن طريق قوى خارجية. ولكن بوش أكد بصورة قاطعة بأن الخطوة الأولى لذلك هي قيادة فلسطينية جديدة، وقال ان أي شيء آخر يتمناه الفلسطينيون يمكن أن يأتي في مرحلة لاحقة لذلك طبقا لجدول زمني، والذي وضح أبعاده بصورة صدمت كل الفلسطينيين وذلك لغموضه الشديد.
وبوش يتفق بوضوح مع وجهة نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون بضرورة إعادة تشكيل السلطة الفلسطينية قبل أن تقوم إسرائيل بالتفاوض معها، وربما يكون شارون ساخرا في حثه على إصلاح السلطة الفلسطينية كما يعتقد الفلسطينيون ذلك، وربما لن يكون مستعدا للتفاوض بشأن تسوية نهائية حتى في ظل قيادة فلسطينية جديدة، كما هو شأنه مع القيادة الحالية، ويعتقد الفلسطينيون أن المحادثات بين الإسرائيليين والأمريكان عن الحاجة إلى قيادة فلسطينية جديدة ما هي إلا مجرد حيلة لتبرير طول مدة الاحتلال وتأخير استقلال الفلسطينيين، وسوف تبين الانتخابات الجديدة، التي أعلن عنها وسوف تجرى في يناير المقبل، عن مدى صدق نوايا كل من بوش وشارون، وبعض الفلسطينيين الذين يعارضون إجراء انتخابات مبكرة يحتجون بأن أي انتخابات حرة سوف تكون مستحيلة في الوقت الراهن حيث لا تزال القوات الإسرائيلية تحتل مقاطعات من المفترض أنها تحت الحكم الذاتي الفلسطيني طبقا لاتفاقية أوسلوعام 1993، وهو احتجاج وجيه، وبالرغم من ذلك، فمن المتوقع أن تقوم المخاوف الأمنية الإسرائيلية والسياسات الداخلية بالإبقاء على القوات الإسرائيلية لأمد غير محدد، إما بالتمركز في أجزاء داخل السلطة الفلسطينية، أو بالتدخل عن طريق غارات جوية، بالرغم من تصاعد الأصوات المنادية ببدء الدورات الانتخابية على مستوى السلطة الفلسطينية وكذلك على مستوى الانتخابات المحلية البلدية وذلك بدون أدنى تأخير، فأولا، سوف تساعد هذه الانتخابات في إظهار أن الفلسطينيين يستعدون بجد من أجل مظاهر قيام الدولة، وقد وجهت إليهم انتقادات لأنهم قد تخلوا عن تعهداتهم في أوسلو بشأن اتفاقية سلام تقوم على حل يقضي بقيام دولتين، والذي يقضي بقيام الدولة الفلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل، والانتخابات سوف تدل على أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا يزالون عازمين على هذا التعهد، كما أن إجراء انتخابات يقوم فيها المرشحون بالتناظر بين بعضهما البعض سيكون شيئا مفيدا للغاية. ثانيا، لقد اشتكى الفلسطينيون من سنوات عديدة من تزايد المحسوبية داخل السلطة الفلسطينية، وسوف تقدم الانتخابات الفرصة من أجل البدء في تصحيح ذلك.
ثالثا، لقد فشل المجلس التشريعي الذي تم انتخابه عام 1996 في الوفاء بالآمال التي تم انتخابه من أجلها، ليس فقط لبطء وانهيار عملية السلام، ولكن أيضا بسبب بطء سير الإجراءات بين أفرع السلطة التشريعية والتنفيذية الفلسطينية، وهذا أيضا يدعو إلى أن نبدأ بداية جديدة، ونحن نعترف بأن الظروف الراهنة تخلق نوعا من الأجواء الغريبة من أجل الانتخابات، كما أنه لا يوجد إجماع للآراء بين الفصائل الفلسطينية بأن الانتفاضة قد استمرت أكثر من اللازم ومن ثم يجب تقليلها، ونحن نأمل ألا يستمر هذا القرار لوقت طويل، وأن تبدأ الانتخابات في إعادة بناء المجتمع المدني، وفوق كل شيء، سوف تعطي الانتخابات الفرصة للفلسطينيين بالتعبير عن متطلباتهم وحاجاتهم من أجل مستقبل أفضل لهم.

ريتشارد ميرفي/ كريستيان ساينس مونيتور

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved