Sunday 7th July,200210874العددالأحد 26 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وجودها مع الأطفال شرف كبير وجودها مع الأطفال شرف كبير
معاناة المعلمة السعودية في «الرياض» الأهلية

تعد السنوات الست الأولى مهمة جداً في تكوين شخصية الطفل النفسية والاجتماعية والانفعالية حيث تعتبر مرحلة رياض الأطفال القاعدة الأساسية لدفع الطفل نحو المجتمع. ومن هذا المنطلق كان لابد من توافر مؤسسات ودور حضانة تهتم بالطفل، تلبي رغباته وتشبع احتياجاته تتبع القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، وقد تم بالفعل انشاء العديد من الروضات الحكومية والأهلية في شتى أنحاء المملكة، ومع تزايد عدد الروضات الأهلية والحكومية كان لا بد من توفير معلمات متخصصات ذوات خبرة واسعة في مجال تربية وتعليم طفل ما قبل المرحلة الابتدائية. ونظراً لاحتواء العديد من الروضات الحكومية للكثير من المعلمات غير المتخصصات في مجال رياض الأطفال، وجمود حركة التوظيف الحاصلة من قبل ديوان الخدمة المدنية في ظل تزايد عدد خريجات قسم «رياض الأطفال» من شتى الكليات والجامعات، أصبح عدد المعلمات التربويات والمؤهلات أكثر في الروضات الأهلية عنه في الحكومية وهذا ما أكدته الدراسات مؤخراً. وأياً كانت المعلمة في الروضة الحكومية أو الأهلية فهي تحظى بشرف كبير، ليس فقط لكون التدريس بصفة عامة رسالة سامية.. إنما لأن وجودها مع الأطفال أحباب الله شرف لها يتمثل بكونها أماً بديلة تحل محل الأم الأساسية، تعزز القيم والمفاهيم والمواقف الانسانية السائدة في المجتمع وتسعى إلى تكريس العادات السلوكية الايجابية وتعطي القدوة الحسنة في المظهر والسلوك والمشاعر الانسانية الصادقة لينشأ الطفل محباً لمجتمعه متمثلاً لقيمه راغباً المساهمة في بناء المجتمع وتطويره. ولا تتمكن المعلمة من تأدية هذا الدور الهام في تنشئة الطفل إلا إذا كانت هي نفسها على قدر من النضج الاجتماعي والخلقي الذي يؤهلها أن تكون نموذجاً ايجابياً للأطفال ومثال القدوة التي يحتذى بها في كل تصرفاتها، ملمة بثقافة المجتمع وتراثه. ولكن كيف للمعلمة أن تنجح وتحقق دورها كممثلة لقيم المجتمع وتراثه! وكمساعدة لعملية النمو الشامل للأطفال وكموجهة لعمليات التعليم والتعلم وهي تعاني من عدم توفير عامل الأمان والطمأنينة والاستقرار الوظيفي الذي يهدد وجودها كمعلمة في الروضات الأهلية!! حيث تنطبق عليها جميع الشروط لتكون معلمة تربوية مؤهلة متخصصة لديها عدد من سنوات الخبرة، مهددة بأي لحظة بالاستغناء عن خدماتها وفصلها أو اجبارها على الاستقالة. والعامل الرئيس وراء كل ذلك نوع الإدارة التي تدير هذه المدرسة أو تلك! إن مسالك العشوائية والتخبط في إدارة مراحل رياض الأطفال التابعة للمدارس الأهلية، وتطبيق مبدأ فرق تسد والاهتمام بالمصالح الشخصية بالدرجة الأولى. وللأسف هناك العديد من النماذج السيئة للكثير من مديرات الروضات الأهلية واللاتي يكن في أغلب الأحيان غير متخصصات ولا يملكن الخبرة، وقد تم توظيفهن إما من قبل أصحاب المدارس أو لأنهن يملكن تلك المدارس. يصنعن القرار كما يحلو لهن، يعاملن المعلمة على أنها آلة مع أن الآلة ممكن أن تتعطل أو تنتهي بطارياتها ذات يوم. فما بالكم بالانسان الذي يحوي جسمه جهازاً عصبياً ونفسياً وهضمياً. هل تصدقون معلمة يلم بها مرض عضال، لا تتمكن من الحضور للمدرسة وتحضر اجازة طبية من أحد المستشفيات الحكومية، موقعة من استشاري معروف في ذلك المستشفى، تقابل بالرفض من قبل المديرة التي ترى أن حضور الموجهة للدرس النموذجي لتلك المعلمة أهم من مرضها!! وأخرى تخبر المديرة عن مراجعة في احد المستشفيات الحكومية الكبرى وتأتي ومعها ما يثبت ذلك فتقول لها المديرة: حتى إذا حضرت للمدرسة وذهبت لمراجعتك أحسبك غياب!! معلمة أخرى يصرف لها نصف الراتب الأساسي، طوال فصل دراسي كامل كتأمين عليها تدفعه من راتبها نظراً لأن هذا قانون المدرسة ويجب تطبيقه بغض النظر عن مدى حاجة المعلمة لذلك النصف من الراتب لمساعدة الأهل في عبء المعيشة من تسديد فواتير أو راتب السائق الذي يوصلها كل يوم ملقين بتشريعات الدين الحنيف وراء ظهورهم والتي أرساها سيد الخلق بقوله صلى الله عليه وصلم «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» معلمة أخرى المعلمة التي تحضر طيلة أسبوع كامل لنشاط لا منهجي «مهرجان/ معرض» 4 ساعات أو أكثر يومياً تفاجأ أنها لا تعطى أجراً على تلك الساعات التي حضرتها تاركة بيتها وأهلها وابنها الرضيع!! ومعلمة تجبر على عمل وسيلة دراسية للفصل أو للمدرسة أو للطفل على نفقتها الخاصة عند خطاط محدد توزع كرته المديرة، والمعروف أن هذا الخطاط العزيز يبيع أقل وسيلة بـ«500» ريال!! يا سادة إن أقل خطأ بسيط يصدر عن المعلمة في رياض الأطفال الأهلية تستحق بموجبه «لفت نظر» يوضع بملفها مع أنه بالإمكان لفت نظرها شفهياً. الحديث قد يطول عما تعانية المعلمة السعودية في الروضات الأهلية من معاناة على عكس المعلمة السعودية في الروضات الحكومية التي تشعر بالاستقرار والأمن الوظيفي وتتمتع بالعديد من المزايا حيث: الاجازات الرسمية، الطارئة، الاستثنائية واجازة الأمومة، في حين معلمة الروضات الأهلية لا يحق لها يوم واحد بالسنة، وجود أكثر من معلمة في الفصل مع 12 طفلاً تقريباً، في حين تكون المعلمة في الروضات الأهلية واحدة مع 20 طفلاً وأكثر!! ولا ننسى أن المعلمة في الروضات الحكومية عدد ساعات دوامها الرسمي 6 ساعات تقريباً حيث انها تصل بيتها الساعة 12 ظهراً في حين أن المعلمة في الروضات الأهلية تمكث ساعات طويلة قد تصل إلى بيتها الساعة 3 عصراً بسبب زيادة العبء المضاعف عليها!! ومع هذا كله تفتخر الفتاة السعودية بدورها سواء كانت في القطاع الحكومي أو الخاص وتحرص على أداء رسالتها وتواصل مسيرتها التعليمية التي انتهجت أسسها وقوانينها من أبجديات رجل التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين/ الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله». وتقبل على عملها بحماس واخلاص لأنها تحترم أخلاقيات المهمة وتلتزم بقواعدها وتعتز بالانتماء إليها، تحرص على الاستفادة من خبرات الغير وتتقبل النقد بروح طيبة وعقلية متفتحة مستغلة كل الفرص لتنمية ذاتها ومهاراتها الفنية المختلفة، مع خالص الشكر والتقدير..

نوف خالد

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved