editorial picture

دماء في ذكرى الاستقلال

صبغت المذابح ذكرى الاستقلال الجزائري باللون الأحمر ليسقط أكثر من 36 قتيلاً في الذكرى الأربعين للانعتاق من الاستعمار ما يشير إلى أن البلاد أمامها طريق طويل لقطف ثمار ذلك الاستقلال بما في ذلك الاستقرار والأمن.
وكلما اعتقد الناس أن الحالة الجزائرية تمضي باتجاه التهدئة كلما أطلت الأزمة بعنفها في شكل مذابح جديدة تذهل في كل مرة أهل البلاد والعالم بفظاعتها.
لقد توافقت معظم القوى السياسية على القبول بمقترح الوئام المدني الذي بادرت بهاالحكومة قبل ثلاث سنوات وبالفعل فقد التزمت بعض الجهات بالتخلي عن السلاح، ومع ذلك استمرت المذابح هنا وهناك، الأمر الذي يشير إلى أن المعارضين لسياسة الوفاق في موقع يمكنهم من تسيير الأمور بالطريقة التي تخدم أهدافهم وهؤلاء لا يهمهم كم من الضحايا يسقطون.
لقد اختلطت الأوراق في تلك البلاد وبات من السهل على الذين يستهدفون خلق الفوضى وعدم الاستقرار استغلال الأوضاع القائمة لتنفيذ مخططاتهم.
ويبقى من المهم دائما التذكير بأن هذه الطريق لن توصل إلا إلى المزيد من الفوضى وأن الوحدة الجزائرية باتت مهددة، وأن مسؤولية كل الفصائل تستوجب اعلاء شأن الوطن فوق كل مكاسب ضيقة لأن ضياع الوطن تحت ضربات العنف، يعني ذهاب كل شيء، وأن العمل باتجاه التهدئة يتيح الفرصة لجمع أشلاء الثقة التي تناثرت تحت وقع ضربات العنف والانتقام لمدة عشر سنوات..
وحري ببلاد المليون شهيد أن تقدم نموذجاً آخر على البذل والعطاء من أجل الجزائر التي تستحق أن تعيش في استقرار وأمان.


jazirah logo