يريدون غيري - الغداة بديلا
يلمُّ الشتات، وينهي الفصولا
يريدون غصناً..طريّ التّثنيّ
فقد ملّ صحبي الكرام الكهولا
يريدون بدراً عليّ المجالي
يضيءُ على ذروتيه السبيلا
وصار رفيق الدروب عصيّاً
شديد المراس..يريد الوصولا
وكنتُ خفيف الظّلال، ولكن
ثقلتُ، وهم يكرهون الثقيلا
أتيتُ إليهم فرادى بصوتٍ
وحيدٍ، فجاءوا إليّ قبيلا
وخضتُ مياه السلام إليهم
وخاضوا بدمعي ودمّي سيولا
يريدون دوراً جديداً فدوري
تجاوز في حلمه المستحيلا!!
أنادي..فيرتد صوتي صدىً
يجلجل: لا شيء يُرضي الدَّخيلا
سئمتُ الحلول.. رهان التّحدي
وكان فؤادي يحبُّ الحلولا
وران القنوط على مهجتي
وضيَّع دربي الدليل الذّليلا
وعاف مدادي سطور التشكِّي
وملَّ يراعي الخطاب الطّويلا
وعفَّ لساني عن الترهات
وتمتم..يرثي البكاء..العويلا
«تركتُ الحصان وحيداً»(*) امامي
يحمحمُ.. يدعو الحصان الأصيلا
ويركض حتى تسوخ خطاه
عميقاً..ويفقد حتّى الصّهيلا
يريدون قتلي حياً عياناً
لكي يشهدوني الجريح القتيلا
دعوتُ الضمير، ولات مجيب
وحار اللبيب يناجي العقولا
تشنّج فكري..فلا يقظة
تشتت هذا الرُّكام الذهولا
وصاح النذير بصوت الوعيد
يغني الرحيل، ويدني البديلا