* الرياض مبارك البيشي:
واقع الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية المعالجات الأحصائية والمتغيرات المؤثرة في الحوادث المرورية هو عنوان البحث المقدم من الدكتور مقدم مرضي بن راضي المالكي الباحث في الشؤون المرورية بالإدارة العامة للمرور بالعاصمة المقدسة، تناول فيه الحوادث المرورية التي يعاني منها العالم أجمع وتحديداً المملكة العربية السعودية وقسم بحثه الذي قدمه لندوة الحوادث المرورية أسبابها وسبل الحد منها تحت شعار «أبها بلا حوادث أبهى» ضمن فعاليات النشاط السياحي لمنطقة عسير.. قسم البحث إلى ثلاثة فصول تناول فيها بالأرقام العديد من الإحصائيات عن الحوادث المرورية.
في الفصل الأول تناول الباحث إحصائيات الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية وقراءة بعض المتغيرات المؤثرة فيها بلغ إجمالي الحوادث المرورية المسجلة خلال العام 1422هـ «305649» حادث مروري موزعة على مناطق المملكة وكانت مكة المكرمة أكثر المناطق عرضه للحوادث المرورية وبتكرار قدره «97091» حادث مروري. وأقل منطقة عرضة للحوادث المرورية كانت منطقة المدينة المنورة حيث لم تسجل سوى «973» حالة.
ومن خلال الرجوع لإحصائيات الحوادث المرورية التي حدثت خلال عام 1421هـ وبمقارنتها بما حدث خلال العام المنصرم 1422هـ يتضح أن هناك انخفاضاً في إحصائيات الحوادث الجسيمة بتكرار قدره «495» حادث.
ولاحظ الباحث أن المناطق التي يتم تغطيتها كلياً من قبل الإدارة العامة للمرور حققت أعلى نسبة في الانخفاض كما أن الإحصائيات أظهرت انخفاضاً في عدد المصابين خلال العام 1422هـ عن العام 1421هـ بنسبة قدرها «1 ،2%» كما أن هناك انخفاضاً في عدد المتوفين بنسبة «5 ،11%» مع ملاحظة أن كل الانخفاضات التي سجلتها الإحصائيات كانت بالمناطق التي تم تغطيتها من قبل الإدارة العامة للمرور.
وبلغ إجمالي عدد المصابين في الحوادث المرورية خلال العام 1422هـ «28379» مصاباً موزعين على مناطق المملكة العربية السعودية وكانت منطقة مكة المكرمة حيث بلغ عدد المصابين «10574» مصاب بنسبة 37% حادث مروري وأقل منطقة عرضة للحوادث كانت منطقة حائل حيث عالجت «470» حادث مروري بنسبة 2% فقط.
كما بلغ إجمالي عدد المتوفين في الحوادث المرورية خلال العام 1422هـ «3913» متوفى موزعين على مناطق المملكة العربية السعودية وكانت منطقة مكة المكرمة أكثر المناطق للمتوفين حيث بلغ عددهم «947» متوفى بنسبة 24% وأقل منطقة عرضه للحوادث كانت منطقة نجران حيث عالجت 73 حادثاً مرورياً بنسبة 2% فقط.
كما سجلت منطقة مكة المكرمة أعلى نسبة في الحوادث الجسيمة التي ينتج عنها إصابات خطيرة تستلزم الانتقال إلى المستشفى وينتج عن بعضها إعاقات جسدية، حيث بلغ عدد الحوادث المسجلة 7713 حادث جسيم نسبة 38% من إجمالي 20370 حادث وحلت منطقة حائل في المنطقة الأقل حوادث جسيمة حيث بلغ عدد الحوادث الجسيمة بها «462» حادث بنسبة 2% فقط.
واستنتج الباحث أن معظم الحوادث المرورية التي تقع عبارةعن تصادم سيارات بلغ مجموعها «254792» من «305649» وتمثل نسبة 83% من تكرار الحوادث وبلغ إجمالي الحوادث المرورية خلال العام 1422هـ بسبب السرعة الزائدة «108487» حادث وكانت منطقة الرياض أكثر المناطق عرضة للحوادث بسبب السرعة الزائدة حيث بلغت «34251» حادث وأقل المناطق كانت منطقة حائل «456» حادث بسبب السرعة.
وبلغ إجمالي الحالات الاجتماعية في الحوادث المرورية العام 1422هـ «557816» حالة اجتماعية منهم «38696» من المتزوجين و «168120» من العزاب موزعين على مناطق المملكة العربية السعودية وأكثر المتزوجين الذين ارتكبوا الحوادث المرورية من منطقة الرياض حيث بلغ عدد هم 135633» أما العزاب الأكثر بالمنطقة الشرقية حيث بلغ تكرارهم «52898».
وفي المراحل العمرية من 30 ـ 50 سنة اتضح أن أكثر السائقين المشتركين في الحوادث تكون أعمارهم ما بين 30 سنة إلى أقل من 40 سنة حيث شكلت نسبة «7 ،28%» بينما أقل نسبة كانت «1 ،59%» لمن أعمارهم 50 سنة فأكثر وتمثل السيارات الصغيرة أكثر أنواع السيارات المشتركة في الحوادث المرورية خلال العام 1422هـ حيث بلغ مجموعها «311414» مركبة صغيرة من «557816» مركبة مثلت ما نسبته 8 ،55% من مجموع السيارات المشتركة في الحوادث المرورية وهذا يعود إلى انتشارها بشكل كبير، يليها الونيت وأتي الوايت في أقل أنواع السيارات اشتراكاً في الحوادث المرورية.
في الفصل الثاني تناول الباحث جانب من المعالجات العلمية التي تتخدها الإدارة العامة للمرور للحد من الحوادث المرورية وهو جانب التحليل الإحصائي حيث كل حادث مروري يتم بموجبه تعبئة استمارة قاعدة البيانات للحوادث المرورية التي يتضمن على عدد «76» متغير لها علاقة بالحوادث يتم بعدها ترقيم الاستمارة الإحصائية.
وقد اتضح للباحث في هذا الفصل العديد من النتائج كان من أبرزها:
1- أكدت الدراسة وجود انخفاض في إحصائيات الوفيات بلغ «5 ،11%» خلال العام 1422هـ عن العام 1421هـ، كما بلغ الانخفاض في حالات الإصابات التي حدثت نتيجة للحوادث المرورية «5 ،2%» خلال الفترة نفسها.
2- بلغت الحوادث المسجلة في سجلات مرور عسير خلال فترة الدراسة من 17/1/1423هـ وحتى 17/3/1423هـ «29» حادثاً مرورياً منها «86%» حادثة وقعت في طرق بعيدة عن إشراف المرور.
3- أكثر مناطق المملكة العربية السعودية تعرضاً للحوادث كانت منطقة مكة المكرمة، حيث بلغت النسبة المسجلة بها«32%»، وعالجت «97091» حادثاً مرورياً.
أما أقل المناطق تعرضاً للحوادث فكانت منطقة المدينة المنورة حيث عالجت «973» حادثاً مرورياً بنسبة «3%» من المجموع العام وقدره «305649» حادثاً مرورياً.
4- أكثر المتوفين والمصابين نتيجة للحوادث المرورية من منطقة مكة المكرمة، حيث بلغ إجمالي المصابين «10574» مصاب بنسبة «37%» من المجموع العام، والمتوفين «947» متوفى بنسبة «24%» من المجموع العام، أما أقل المناطق تسجيلاً كانت منطقة نجران، حيث لم يسجل سوى 73» متوفى، وبلغت النسبة «2%» فقط.
5- أكثر الحوادث المرورية الجسيمة حدثت بمنطقة مكة المكرمة وبلغ عددها «7713» حادث جسيم، وبنسبة «38%» من المجموع العام وقدره «20370» حادث مروري جسيم، فمنطقة حائل كانت أقل المناطق، وبلغ عدد الحوادث الجسيمة بها «462» حادث جسيم فقط وبنسبة «2%».
6- معظم الحوادث المرورية التي سجلت عبارة عن تصادم سيارة بأخرى، وبلغ مجموعها «254792» تصادم سيارتين وبنسبة «83%» من المجموع العام وقدره «305649» حادث مروري.
7- تعتبر السرعة الزائدة أكثر أسباب الحوادث المرورية حيث بلغ تكرارها «108487» حادث مروري بسبب السرعة الزائدة.
8- أكثر فئات الأعمار ارتكاباً للحوادث كانت ما بين 30 سنة إلى أقل من 40 سنة وبلغت النسبة «7 ،28%»، بينما أقل نسبة كانت لمن أعمارهم 50 سنة فأكثر وبلغت نسبتهم «1 ،9%» فقط.
9- مقارنة بعدد السكان بالمملكة العربية السعودية من سعوديين وأجانب فإن الأجانب أكثر ارتكاباً للحوادث المرورية، حيث بلغ تكرارهم «211617» حادث مروري للسائق الأجنبي مقابل «346199» حادث مروري أطرافه سعوديون.
10- بلغ عدد المصابين بمنطقة عسير خلال الفترة من 17/1/1423هـ وحتى 17/3/1423هـ «56» مصاب، والمتوفين «16» حالة وفاة نتيجة حادث مروري.
11- السرعة الزائدة في منطقة عسير هي أكثر أسباب الحوادث المرورية وسجل خلال فترة الدراسة «23» حادث مروري بسبب السرعة وبنسبة «79%» من المجموع العام وقدره «39» حادث مروري.
12- أكثر فئات الأعمار عرضه للحوادث المرورية بمنطقة عسير خلال الشهرين الماضيين كان ما بين 21 سنة إلى 30 سنة، وبتكرار «33» شخصاً، وأقل فئة الأعمار كانت عرضة للحوادث المرورية كان ما بين 41 سنة إلى 50 سنة، حيث لم يسجل سوى «6» حالات فقط.
13- يعتبر طريق أبها /الخميس أكثر الطرق عرضة للحوادث المرورية حيث سجل «7» حوادث خلال فترة الدراسة، بينما لم يسجل داخل حدود مدينة أبها خلال فترة الدراسة سوى «4» حوادث مرورية فقط.
التوصيات:
1- الاهتمام بالدراسات العلمية والبحوث الميدانية المتعلقة بالحوادث المرورية وضرورة الاستفادة من نتائج هذه البحوث والدراسات عند وضع الخطط المرورية والخطط المتعلقة بإنشاء الطرق.
2- أكدت الدراسة بما لا يدع مجالاً للشك أن معظم المشكلات المرورية ولاسيما الحوادث كانت تقع في الطرق غير المغطاة برجال المرور، وعليه فإن الباحث يوصي بتسليم كامل الطرق للمرور مع استكمال النقص في الامكانيات البشرية والآلية.
3- الاستمرار في تسجيل الحوادث المرورية وفق استمارة قاعدة البيانات على أن يخضع جميع من يقوم بالتسجيل للتأهيل العلمي الكافي.
4- إدخال مناهج دراسية تتعلق بالسلامة المرورية في جميع المراحل الدراسية قبل الجامعة وبما يتناسب مع كل مرحلة دراسية على أن تكون إلزامية.
5- أظهرت الدراسة وجود ارتباط شديد بين السرعة وحوادث المرور، وهذه النتيجة أكدتها دراسات سابقة، وعليه فإن الباحث يوصي بالتركيز على تحديد السرعة داخل المدن وخارجها «بين المدن»، مع الاستعانة بالأجهزة المتخصصة لكشف متجاوزي السرعة وعلى أن تتم مراقبة الطرق على مدار الساعة.
6- دراسة الطرق دراسة علمية لمعرفة مدى قدرتها على مجاراة النمو السكاني الذي صاحبه بلا شك زيادة في عدد المركبات.
7- دعوة أساتذة الجامعات على مختلف تخصصاتهم إلى إجراء المزيد من الدراسات عن الحوادث المرورية ومتغيراتها والتي أصبحت متوفرة الآن منذ عودة الإدارة العامة للمرور إلى عهدها السابق.
8- إقامة المزيد من المؤتمرات والندوات لمناقشة المشكلات المرورية، وإيجاد أفضل السبل للحد من هذه الآفة.
| 
