من أكبر النعم التي ينعم بها أبناء هذه البلاد.. ذلك القضاء الشرعي العادل النزيه.. وكيف لا يكون كذلك.. ومصدره.. الكتاب والسنّة؟
** فالقضاء في هذه البلاد.. يرتكز على قاعدة شرعية.. قام واستند إليها.. وكان له أبلغ الأثر في ارساء مبادئ العدالة التي قام عليها كيان الدولة..
** والنظام القضائي في المملكة.. نظام عادل منسجم تماماً بين ارثه الشرعي والمنهج الحضاري.. الذي يسلكه وفق ثوابت لا يزيح ولا يتزحزح عنها أبداً بفضل الله ومنته.. يسهم في مساندته ودعمه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده أيده الله اللذان يدعمان هذا الجهاز دعماً منقطع النظير.
** وجهاز القضاء لدينا.. هو اليوم مضرب المثل في العالم كله.. نزاهة وكفاءة وقدرة وتفوقاً.. كما ان تطور القضاء لدينا.. هو الآخر.. مضرب المثل أيضاً.. ثم ان ذلك التطور وتلك الكفاءة.. وهذه النزاهة والقوة والحضور.. هي مرهونة بتفوق رجاله النزهاء الشرفاء.. المخلصين لدينهم أولاً.. ثم لأمتهم..
** نحن نحمد الله تعالى على ان منح هذه البلاد تلك النخبة القيادية في جهازنا القضائي.. التي سجلت بكل فخر واعتزاز.. نموذجاً رائداً في معايير العدالة.. شغل مساحة كبيرة في تاريخ المملكة.. وانه.. لمن الإنصاف والواجب.. ان ننوه بدور هؤلاء الرجال العظماء.. الذين عايشوا القضاء حتى وصلوا إلى موقع القيادة.
** سماحة الشيخ الوالد العلامة صالح بن محمد اللحيدان.. رئيس مجلس القضاء الأعلى.. هو اليوم.. رجل القضاء الأول.. ومن منا لايعرف هذا العالم الكبير.. الذي اشتهر فوق تميزه القضائي وسجله المشرف في السلك القضائي.. اشتهر أيضاً.. بغزارة العلم والحلم والتواضع والبساطة.
** لقد قاد هذا الفقيه المحنك.. مسيرتنا القضائية.. وأسهم في تطويرها.. وسجل نقلات نوعية تتطور بتطور الآلة العصرية.. وعلى الأخص.. تصديها للمستجدات.. وهي التي تسمى «نوازل الأقضية».
** إن مما يثمن لسماحة الشيخ حفظه الله.. قدرته الفائقة على التصدي للمستجدات العصرية.. وما تتطلبه هذه النقلات من أهلية خاصة.. قلَّ ان يضطلع بها.. إلا رجال لهم مواصفات خاصة.. وهم طاقات الدولة وعدتها وذخرها.. ولهذا.. جاءت الحفاوة بهم من أهل الحفاوة.. ومُنحوا ما يستحقون من تقدير.
** نحمد الله تعالى.. ان كان مثل هذا الرجل على هرم المؤسسة القضائية.. ذلك العالم الكبير.. الذي مهما قلنا فيه.. ومهما تحدثنا.. فلن يكون ذلك سوى نقطة في بحر مناقبه..
** إنني أقول هذا الكلام في هذا الرجل الذي يسري ذكره في كل مكان.. دون ان أتشرف بلقائه ولو مرة واحدة.
** أما قضاتنا.. فهم تلك الصفوة الرائعة المختارة المنتقاة بعناية.. الذين تخرجوا وتتلمذوا ونهلوا من مدرسة هذا الفقيه الكبير.. سماحة الشيخ اللحيدان.. فكانت النتائج.. هي ما نشاهده ونلمسه ونعايشه في محاكمنا.. من قضاء شرعي مميز يتمناه العالم كله..
** وغداً إن شاء الله.. نواصل حديثنا عن القضاء والقضاة في حلقة أخرى.
|